الحل المعقول لظروف غير معقولة؟

 
"رُب ضارة نافعة" مثل ينطبق بامتياز على الحكومة الحالية ورئيسها السنّي البراغماتي الذي "يُصرّف الأعمال" دون أن يحكم. إذ ربما كانت هذه الحكومة هبة من الله ناهيك عن بركات أرواح الله الإيرانيين، لتسيير أوضاع البلد بطريقة "الحيط الحيط ويا رب السترة". الأوروبيون والأمريكان راضون كل الرضى عن أوضاع هذه الوزارة التي "لا تنفع ولا تضر" على مستويات الحكم والقيادة، حكومة فشلت لسنوات حتى في إقرار الرتب والرواتب، تضبط أمن البلاد بالتراضي وتبويس اللحى حيث "لا ضرر ولا ضرار" وحيث تمخر السفينة اللبنانية بين الألغام والأعاصير برعاية العلي القدير.

فما يحتاج إليه لبنان في هذه الحقبة التي تمور فيها عناصر الشر والفتن في "جارتنا الشقيقة" زاهقة الأرواح، مدمرة الإقتصاد ومفتتة البشر والحجر، هي نعمة الإستقرار أو الحد الأدنى منها. السوريون يلعقون اليوم الدواء المر نفسه الذي سبق وأعطوه لنا في حربنا الماضية، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. لكن لبنان، طائر الفينيق الذي ينبعث من الرماد، استطاع النهوض من كبوته ورجع "مثل الناس ولا باس". فهل تستطيع سوريا التي تتعرض حالياً لشرذمة مريعة أن تلملم أطرافها وتنهض من جديد؟ الجواب ينطوي على قدر كبير من الإلتباس…

العديد من المحللين الغربيين يعتقدون جازمين، أنه لوكانت في لبنان حكومة 14 أذار بدل هذه الحالية، لانجرّ البلد خلال هذه المحن العاصفة إلى حرب أهلية لا تُبقي ولا تذر. الحكومة السنّية لن يكون بمقدورها "النأي بالنفس" عما يحدث للمقاومة السورية بل ستكون جزءاً لا يتجزأ منها سواء سراً أم جهراً، وأقل ما يُفترض هنا مواجهات مسلحة مع حزب الله أين منها الصدامات القديمة، ومعارك شارعية دامية ربما كانت تستفيد منها إسرائيل للإطباق على حزب الله بل ربما إيران!
  

السابق
انتبه لألوان غرف النوم !!
التالي
كما العادة.. السيد نصر الله يرعب الصحافة الإسرائيلية!!