الشرق الأوسط: التحقيق مع سماحة يسير بسرية والقضاء يدرس الشق المتعلق بملاحقة مملوك

لم يطرأ أي جديد على التحقيق مع النائب والوزير السابق ميشال سماحة، المدعى عليه وعلى مدير الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك بـ"تأليف عصابة مسلحة للقيام بأعمال إرهابية في لبنان، والتخطيط لاغتيال شخصيات سياسية ودينية وتفجيرات تطال تجمعات في منطقة عكار في شمال لبنان بهدف إثارة الاقتتال الطائفي".
وفي هذا الإطار أكد مصدر قضائي أن "التحقيق مع سماحة يسير بشكل طبيعي". وأوضح لـنا أن "وكلاء المدعى عليه تقدموا بطلبات هي قيد الدرس قبل الإجابة عليها". وردا على سؤال عما إذا كان القضاء سيصدر مذكرات تتعلق باللواء على مملوك وضابط المخابرات السوري عدنان الذي يعمل في مكتبه، لفت المصدر إلى أن "هذه الأمور هي من ضمن سرية التحقيق ولا يمكن الحديث عنها في الإعلام، لكن التحقيق يأخذ منحى جديا".
وحول ما إذا كان سماحة يعتصم بالصمت إلى حين إحضار المخبر ميلاد كفوري الذي كشف مخططه، رد المصدر بالقول: "يحق للمدعى عليه أن لا يجيب على الأسئلة، ولكنّ هناك ملفا فيه اعترافات واضحة سواء في التحقيق الأولي أم أمام قاضي التحقيق (العسكري الأول رياض أبو غيدا)، وإذا استمر في الصمت يمكن للقاضي أن يختم التحقيق ويصدر قراره الاتهامي ويحيل سماحة إلى المحاكمة أمام المحكمة العسكرية".

إلى ذلك، نشرت صحيفة "الجمهورية" (اللبنانية المعارضة) في عددها الصادر أمس المحضر الرسمي الكامل للتحقيق الأولي مع ميشال سماحة، مرفقا ببعض الصور المتعلقة بالتحقيق وبينها صورة لسماحة وهو يسلم كيس المال إلى المخبر (ميلاد كفوري) في منزله في الأشرفية، وصور أخرى للمتفجرات والعبوات اللاصقة والصواعق التي نقلها سماحة من دمشق. وبحسب محضر التحقيق فقد "حضر أحد الأشخاص إلى مركز فرع المعلومات في الساعة التاسعة من يوم الجمعة الموافق للعشرين من شهر يوليو (تموز) 2012، وصرح أن لديه معلومات أمنية على قدر عالٍ من الخطورة يرغب في الإدلاء بها، وباستيضاحه من قبل رئيس الشعبة صرح بأنه ومنذ مدة اتصل به الوزير والنائب السابق ميشال سماحة كونه على علاقة به وطلب مقابلته في أقرب وقت ممكن في منزل سماحة في محلة الجوار"، مضيفا أنه "توجه إلى منزل سماحة والتقى به حيث أخبره الأخير بأن اللواء علي مملوك يهديه السلام ويريد منه خدمة، وباستيضاح الأمر أعلمه سماحة بأن المطلوب تنفيذ عمليات تفجير واغتيالات في منطقة عكار، وبأن اللواء مملوك على استعداد لتأمين المتطلبات اللوجيستية والمادية اللازمة للتنفيذ، عندها أعلمه الشخص بأنه سيفكر في الموضوع، وقرر التوجه إلى شعبة المعلومات والإدلاء بما لديه".

وفي الحديث الذي سجله المخبر لسماحة، أبلغه الأخير بأن "اللواء مملوك يرغب في تنفيذ تفجيرات تطال أماكن وجود المعارضين السوريين في شمال لبنان، وتحديدا في عكار (القريبة من الحدود السورية)، وأن تستهدف هذه التفجيرات مآدب إفطارات (في شهر رمضان المبارك)، وتلك التي يوجد فيها عضو كتلة المستقبل، النائب خالد ضاهر، وشقيقه ومفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي". وقال سماحة للمخبر إن "هذا الموضوع سري للغاية ولا يعرف به إلا أربعة، الكبير (غامزا من قناة الرئيس السوري بشار الأسد)، واللواء علي مملوك، وأنت، وأنا". وفي إفادته أمام شعبة المعلومات يعترف سماحة بكل هذه التفاصيل.
وتعليقا على هذه الاعترافات، رأى عضو كتلة المستقبل، النائب عمار حوري، أن "ما نشر يعكس واقعا إجراميا لدى بعض الفريق الآخر". وقال لـ"الشرق الأوسط": "هذا الواقع كان في الماضي يفتقر إلى الدليل، بينما اليوم الدلائل تنهمر كالمطر، وهذا يؤكد أن ما يمثله سماحة مملوك هو مشروع إجرامي سواء كان على الساحة اللبنانية أم على الساحة السورية". وأضاف: "ليس غريبا التهليل للجرائم الذي يصر عليه الفريق الآخر، ولعل ما نشر يسقط ما كان ينظر به هذا الفريق عن الوطنية والدفاع عن الوطن، في حين يخفي في الباطن عقلية إجرامية".  

السابق
الحياة: قلق اميركي من رئاسة ايران لقمة عدم الانحياز وجنبلاط ينتقد حضور قادة عرب فيها
التالي
اللواء: طرابلس : الجيش يستعد لدخول جبل محسن ومساع لتسوية الدعوى على المرعبي