المستقبل: سليمان يدعو إلى إصدار استنابات للخاطفين وبري ينأى بنفسه

ما زالت عاصمة الشمال تحاول إطفاء فتيل النار الذي عاد النظام السوري المأزوم إلى إشعاله، عبر أدواته اللبنانية، التي لم تنفك تضع مصير لبنان على كف فتنة منبوذة، تجول على المناطق، ترهيباً وخطفاً ومخططات تفجير، وتعود اليوم إلى طرابلس التي لم تضمد جراحها بعد، حتى فتحت من جديد على محور جبل محسن باب التبانة، بقرار سوري، كانت حصيلته أمس ستة قتلى و62 جريحاً، إضافة إلى 9 عناصر من الجيش اللبناني، جراء القصف والقنص الذي مارسه الحزب العربي الديموقراطي الموالي للنظام السوري على مناطق التبانة والقبة والمنكوبين في البداوي، من دون أن يلتزم بأي هدنة.

اللافت أن الوضع الأمني توتر بشكل مريب فجر أمس، ثم ازداد توتراً ليلاً، بعد إجتماع نواب طرابلس وفعالياتها، حيث انهمرت القذائف السورية من جبل محسن بغزارة على باب التبانة وشارع سوريا، في ظل إنتشار الجيش اللبناني، في وقت شدد النائب محمد كبارة، باسم نواب المدينة وفعالياتها، على أن "طرابلس مع الجيش والدولة"، لمواجهة ما وصفه بـ"المؤامرة الكبيرة على الشمال، وخصوصاً على طرابلس"، مؤكداً "رفض أبناء باب التبانة الإنجرار إلى الفتنة"، وداعياً أبناء بعل محسن إلى "عدم الإنجرار الى المخطط الدنيء للنظام السوري".

ودعا كبارة "الجيش الموكل بحفظ الأمن أن يستهدف مثيري الفتن البادئين بإطلاق النار وسوقهم الى العدالة"، مستنكراً "إطلاق النار العشوائي الذي قام به بعض أفراد الجيش".

وأكدت مصادر مواكبة لـ"المستقبل" أن "ما تشهده طرابلس هو إنعكاس لمدى تأزم النظام السوري الذي يحاول التفجير الأمني في لبنان حيث يستطيع، لكن إطار التفجير يبقى محدوداً، بعدما أصبحت مخططاته مكشوفة، كما أدواته". وكان لافتاً في هذا السياق، أن مسؤول العلاقات العامة في الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد أرجأ عقد مؤتمر صحافي، كان مقرراً أمس، ما أثار شكوكاً لدى المراقبين من "تصعيد أمني واسع" قد يكون وراء القرار بإلغاء المؤتمر الصحافي، سرعان ما بدأ تنفيذه ليلاً.

في الموازاة، أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان"، ولفت الى"ان هناك اطرافا عديدة ترغب في توريطه في هذا الصراع". كما اهاب بأبناء طرابلس "عدم السماح لأي كان بجرهم الى معارك لا تنتج الا القتل والدمار او ان يكونوا ذخيرة لمعارك الآخرين".

بري .. ونداء "لحظة الجنون"

اللافت أمس، موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سأل، في بيان، "أي مشهد وطن هذا الذي نتطلع اليه ويتطلع العالم اليه من خطف وقنص وقطع طرقات ومجالس عسكرية للعشائر والمذاهب؟ من يغطي ما يجري؟ ومن الذي يريد للبنان كل هذا الشر؟". كما سأل: "هل تحول الوطن رقعة للطوائف والمذاهب والجهات والفئات المتقاطعة؟ وهل ننسج مجلس "لوياجيرغا" اقتباسا من التجربة الافغانية؟".

وإذ أكد أن "لا حاضن للجميع سوى الدولة رغم القصور والتقصير"، تساءل بري :" ترى هل ينفع في لحظة الجنون وجعل الوطن صندوقا للفرجة على عصفورية التعايش بالنار، هذا النداء للعقل…وليس للوياجيرغا؟".

سليمان .. والخطف

وسط هذه الصورة، بقيت قضية الخطف في دائرة الضوء، إن المخطوفين اللبنانيين في سوريا، أو المخطوفين السوريين ومعهم المواطن التركي في لبنان، حيث توجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قادة الدول الصديقة الفاعلة والمؤثرة لـ"بذل الجهود من اجل اطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، مستنكراً في المقابل "خطف رعايا سوريين واتراك من قبل جهات لبنانية بقصد المبادلة"، معتبرا "أن هذا عمل لا يساعد في حل القضية بل يزيدها تعقيداً ويعرقل الجهود الرسمية المبذولة لإطلاقهم فضلا عن انه يسيء الى سمعة لبنان وصورته".

ورفض سليمان "المظاهر التي شاهدها اللبنانيون في الايام الاخيرة وما تحمله من استفزاز وتحد للدولة والمشاعر ومن ضرر لعلاقات لبنان مع دول شقيقة وصديقة"، وطلب من السلطات القضائية المختصة "التحرك فورا واصدار الاستنابات اللازمة في موضوع الخطف والمواضيع الامنية الاخرى"، ومن السلطات الامنية "التحرك والعمل على تحرير المخطوفين"، ومن المجلس الوطني للاعلام "القيام بواجبه في ضبط الفلتان على الصعيد الاعلامي".

وكان وزير الداخلية مروان شربل بحث ملف المخطوفين مع سفير تركيا في لبنان اينان اوزيلدز.

الوضع الاقتصادي

على المستوى الاقتصادي، كان لافتا أمس مطالبة رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير الحكومة باعلان حال الطوارئ الاقتصادية، مشددا على ضرورة "تشكيل قوة ضاغطة لتصحيح مسار العمل السياسي، باتجاه تحييد لبنان عن كل ما يجري من حولنا، ووضع مصلحته ومصلحة شعبه فوق كل اعتبار".

واعلن عن "افلاسات بدأت تدق ابواب مؤسسات القطاع الخاص"، محذرا من "تمدد هذه الحركة لتطال الكثير من المؤسسات في كل القطاعات خصوصا في قطاعي السياحة والتجارة"، وقال "هناك مؤسسات عريقة وضعها بات على المحك، كما ان آلاف العمال مهددون بالصرف من عملهم".  

السابق
النهار: لبنان يكافح الخطف اليوم… والتلفزيون الجمعة
التالي
اللواء: شربل: زيارتي لتركيا رهن نتائج الإتصالات للإفراج عن المخطوفين