في شهر رمضان… المواطن يسأل ما سر الغلاء الفاحش ؟؟

يرتفع مؤشر الغلاء ما إن يطأ شهر رمضان أقدامه، فالشهر الكريم إغتصبَ التجار كرَمه، حولوه الى "ريع ربحي كبير" يعوضون عبره خسائر العام…رمضان كريم ولكن لم يعد كريماً، المواطن يئنّ، المزارع يصرخ، العامل يقرع جرس إنذار الخوف كيف يلبي إحتياجات الشهر الفضيل؟!، الأسعار "طجت" بفعل فاعل، فكيلو الدجاج الذي كان في الأمس بـ4000 ليرة أضحى 6000ليرة، ومعه سيرتفع سعر اللحمة والخضار وكل ما يحتاجه المواطن في مائدة الشهر الفضيل.

غلاء فاحش
وكأنه لم يكن لينقصه سوى هذا "الغلاء" الفاحش، غير المبرر، قشعريرة الأسعار أثارت إمتعاض أبو حسن لأنه "لا قدرة" له على تحمل التبعات الإقتصادية لهذا الشهر، "لا من يرحم ولا من يترك رحمة ربنا تسقط علينا" يقول معقباً "كأننا كبش محرقة للحكومة النائمة في سبات مناوشاتها الفارغة، وللتاجر الذي ينهش لحمنا حي، ويرمي بنا في القلق على المصير".
هناك حال من الإستقواء على الموطن يكشفها الشهر الفضيل، لأنه يضطر أن يشتري الخضار "للفتوش" الطبق الأساسي في مائدة الشهر الفضيل والتي تتجاوز تكلفته مع مؤشر أسعار رمضان (10 ألاف ليرة) يقابلها قبله (5 ألاف ليرة) أي النصف تحديدا مضاف إليها الجلاب (سعر الغالون 9250 ليرة)، الحلويات التي يتضخم سعرها أبضا فضلا عن الطبق الرئيس ما يعني أن الصائم يحتاج يوميا الى ما يقارب الـ50 الف ليرة بمعدل الف دولار بالشهر، ولكن من لا ينتج هذا الرقم ماذا يفعل؟
في الشارع النبطاني حالة "هستيريا"، إشمئزاز، صمت ونفور، ولكن!!! في الأزقة الضيقة فقط وزواريبها، في أحد محال الدجاج وجدت الحاجة أم إبراهيم متنفسا لها لكي تفرج من مكنونات غضبها "ما سر غلاء الدجاج، هل يرتبط بالأزمة العالمية، يبدو أننا نحتاج الى إنتفاضة إقتصادية، لكن قبلا يجب أن نتحضر لها ونهيئ النفوس لخوضها بعيدا عن تبعية السياسة"، رغم إمتعاضها تشتري الدجاج طواعية وتقفل عائدة الى منزلها".
"شر البلية ما يضحك" يقول ياسر الذي يرفض الواقع "ولكن ما العمل؟! يمسكون بنا من اليد التي توجع، بعرفون أن في شهر رمضان لا يبخل المواطن على نفسه، فحكم الطغاة يعمل، إني أسأل كل المسؤولين والمعنين ألا من يشعر ويتحسس ألم ومعاناة المواطن، إرتفاع الحرارة ولا كهرباء واليوم غلاء هذا يكفي!!!"
إذا كانت النبطية تعيش حال "فحش في الأسعار"، على كافة الصعد، فإن القرى تبقى أفضل حالاً بالنظر الى أنه "موسم الخضر" وهذا ما يريح آمنة "أنني زرعت كل خضار الفتوش البقدونس والبندورة الخيار والنعناع والخس والبقلة والفجل في حاكورة منزلي، كعامل وقائي للغلاء غير المبرر، لأنني على يقين أن بني أدم طماع ويحب الجشع وإن كان على حساب أخيه الموطن".
القطايف، الكلاج، الفتوش، الجلاب، الدجاج واللحم. هم من أساسيات مائدة الشهر الفضيل ولا يمكن لمحمد أن يتخلى عنها لأنه "لا يمكن أن تبخل على نفسك فإنك حين تصوم 16 ساعة في اليوم فالجسم يحتاج الى غذاء، وماذا تفعل حكومتنا تغذينا قلق وغلاء فيما تغيب الرقابة عن التجار والمحال التجارية التي تتلاعب بالأسعار كما يحلو لها".

مكانة الشهر الفضيل
رمضاننا غير رمضانهم، فرمضان المسؤولين منعش تحت "الكوندشنر" يقول مرتضى فيما نحن "نحترق من الشمس طيلة النهار الطويل ومع ذلك لا من يرحم ولا من يترك رحمة ربنا تنزل، ألا يوجد شفقة في نفوس مسؤولينا الذي إنتخبناهم، نحن لا نحتاج منهم إعاشات ولا مساعدات، نريد منهم أي ينعشوا الإقتصاد ويراقبوا الأسعار لأننا نريد أن نعيش لا اكثر".
ومع ذلك للشهر الفضيل مكانته، عاداته وتقاليده التي تبقى حاضرة، فالنبطية لا تنام في هذا الشهر، تكتظ فيها الحياة، لأن المواطن يريد أن يحيي الشعائر الرمضانية ويتقرب من الله لأنه في شهر الغفران لذا نسأل الله أن يغفر ذنوبنا، وعلى رعم أن كل عاداته ومن بينه "ألمسحراتي"، يبدو أن النبطية تيقظت بأهمية العودة لتراث رمضان مع "فانوس رمضان" وهو أكبر فانوس يتوقع له أن يدخل كتاب غينس سيضيء سماء النبطية وبيدرها طيلة الشهر الفضيل، في وقت تعيش لحظة إقتصاد "منخور" وسؤال حتمي كبير ما سر الغلاء في شهر رمضان تحديداً سؤال توجهه سهى باقر الى المعنين هل يرتبط الخضار ومعه اللحم والدجاج بالغلاء العالمي؟ إنه دهاء تجاري واضح تحطت غطاء حكومي" لتعقب بالقول: "ألا يكفينا غياب الكهرباء وشح المياه وإرتفاع الحرارة، يريدون حرقنا بالأسعار لماذا؟ يبدو أننا بتنا أرخص سلعة في بلدنا المتخبط بأزمات لا تهدأ".
 

السابق
المجلس الوطني السوري يلفظ انفاسه؟
التالي
آل مقداد: الجناح العسكري مستمر بخطف السوريين ونحذّر من اختفاء قطريين وسعوديين وأتراك