رسالة سليمان وتنويه ريفي

لم يَفُقْ كثيرون بعد من هول الصدمة التي احدثها توقيف الوزير والنائب السابق بتهمة محاولة زعزعة الاستقرار وإحداث فتنة في البلد من خلال الضلوع في الإعداد لوضع عبوات ناسفة في الشمال بالتزامن مع جولة البطريرك الراعي هناك كما بالتزامن مع بعض الإفطارات في تلك المنطقة.
لكن ما بدا لهم أنه حدث يفوق الخيال، هبط إلى أرض الواقع بعد ثلاثة تطورات في غاية الجرأة:
التطور الاول هو الادعاء على سماحة وآخرين، وهذا ما لم يشهده القضاء اللبناني في تاريخه، كما لم تشهده المحكمة الدولية منذ إنشائها.
التطور الثاني هو استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللواء أشرف ريفي والعميد وسام الحسن، ولم يكتفِ بمجرد الاستقبال بل كان له موقف في غاية الجرأة، وتوصيف الواقع الذي جرى حيث وصف بأنه مرعب ومخيف بمجرد التفكير في أن هناك تحضيرات لتفجير الوضع، وإحداث فتنة وجعل اللبنانيين يدفعون مرة أخرى الثمن من أرواحهم ودمائهم وأرزاقهم. ولم يكتف فخامة الرئيس بالتوصيف بل أشاد بضبط المتفجرات لتجنّب وقوع فتنة في البلاد.

كلام رئيس الجمهورية أعطى صدقية عالية لِما قام به اللواء ريفي والعميد الحسن وشكّل غطاء سياسياً للمؤسسة الامنية التي يضطلعان بالمسؤولية عنها.
أما التطور الثالث فتمثَّل بالتنويه الذي أصدره اللواء ريفي بحق فرع المعلومات، والذي صيغ باسلوبٍ رفيع شكَّل مضبطة اتهام لِما جرى ولأبعاده وخطورته، ولم يترك واقعةً إلا وتحدث عنها، فقال:
قطعة مميزة في عملها، دأبت في القيام بالواجبات الملقاة على عاتقها في مجال الضابطة العدلية وتعزيز الأمن الوقائي بشكل محترف ومشرّف، وخصوصاً في مكافحة الجرائم الإرهابية، فبذلت جهوداً مميزة أدّت الى كشف مخطط خطير كان يرمي الى تنفيذ أعمال إرهابية عبر زرع متفجرات وتنفيذ اغتيالات في منطقة الشمال، وتمكنت خلال فترة زمنية وجيزة من كشف هوية الرأس المدبّر وإقامة الدليل على تورطه وتوقيفه وإحالته أمام القضاء، وضبط كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة ومبلغ مالي كبير كان مخصصاً لتنفيذ الأعمال الارهابية، الأمر الذي أدى الى إحباط هذا المخطط الارهابي والحفاظ على السلم الأهلي وتجنيب البلاد خطر الانزلاق الى فتنة طائفية ومذهبية، فانعكس إيجاباً على الوضع العام في البلاد وترك الأثر الطيب والمشرّف لدى الرأي العام والمسؤولين على أعلى المستويات، مدللة عن بسالة فائقة ومهنية عالية في أداء عملها، فاستحقت التقدير.

بعد هذه التطورات الثلاثة، كيف يمكن ان تتجه الامور؟ بدأ فريق واسع في البلد بالاعداد للمطالبة بربط ملف النائب والوزير السابق الموقوف بالملفات الارهابية التي سبقت منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما رافق هذه العملية من سيناريوهات إعلامية وغير اعلامية، وصولا إلى كل الاغتيالات التي لحقت.

تطورات هائلة سيمرّ بها البلد من جرّاء هذا الملف الهائل، حقائق كبرى ستبدأ بالظهور، فهل هذا يُفسِّر سبب إنكفاء قادة الصف الأول من 8 آذار وحماسة فريق 14 آذار الذي دفع الثمن غالياً؟ الجواب في تطورات الايام المقبلة.  

السابق
بيان شيعي مهم
التالي
قرارات ثورية لـمرسى… الإطاحة بطنطاوى وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل