اللواء: تعتيم العاصمة بالتزامن مع اتفاق المياومين

ما إن انفرجت على بعض الجبهات، ولو على مضض، كما حصل بالنسبة لهيئة التنسيق النقابية التي قبلت بتعليق التحرك والعودة عن مقاطعة تصحيح الامتحانات الرسمية، وإصدار النتائج بدءاً من غد السبت، حتى اشتعلت على الجبهة السياسية المتصلة بأحد تداعيات الأزمة السورية، من خلال الاشتباك الكلامي الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي قبل ظهر أمس، بين وزراء جبهة "النضال الوطني" ووزراء "أمل" و"حزب الله" و"القومي"، بسبب ترحيل الأمن العام 14 معارضاً سورياً وتسليمهم إلى السلطات في دمشق، الأمر الذي وصفه وزراء جبهة النضال بأن المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم "فاتح على حسابه"، فيما ردّ الوزراء الشيعة بأن الترحيل هو قانوني ومستند الى أحكام جرمية صادرة بحق المرحّلين، وأن ابراهيم قام بواجباته، قبل أن يتدخل الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية وهو الوزير المعني، لحسم النقاش والإدلاء بموقفهما من هذه المسألة، استناداً إلى بيان أصدره الأمن العام.

وعلى وقع هذا التطوّر، كانت العاصمة بيروت ترزح تحت انتقام من نوع آخر، فكلما كانت المعلومات تتحدث عن انفراج أزمة المياومين، كان فريق التحكّم في مؤسسة الكهرباء الذي يخضع لأوامر وزير الوصاية جبران باسيل، ويقيم حالياً في الذوق، "يلعب" على مزاجه بإخضاع بيروت "لموجات من التقنين" غير المعلنة وغير المسبوقة حتى في ظل الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982، الأمر الذي أغضب المواطنين مع حلول إفطار يوم أمس، فنزلوا إلى الشارع وقطعوا الطرقات وأحرقوا المستوعبات، احتجاجاً على ما وصفوه بـ "حقد" وزير الطاقة على العاصمة، وتكررت هذه الظاهرة في أكثر من مكان في أحياء بيروت، ولا سيما في الطريق العام بين الظريف والملا وكورنيش المزرعة، والمصيطبة ورأس بيروت وعين المريسة وعائشة بكار.

وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس لجنة الأشغال النائب محمد قباني، في تصريح خصّ به "اللواء"، بأن المؤامرة على بيروت ليست جديدة، وسببها الحقد على العاصمة من قبل الوزير باسيل ومن يمثّل، وهو يعبّر عنه دائماً، وهذه المرة أتت له الفرصة للتعبير عن أحقاده بتعميم العتمة.
وقال "إن بيروت لم تركع أثناء الغزو الاسرائيلي، ولن تركع أمام حقد باسيل، وستصمد العاصمة وأهلها بإباء وشموخ في وجه الفاسدين حتى ينتهي عهد العتمة".

ونفى قباني أن تكون لديه معلومات عن المسؤولين عن عمليات قطع التيار عن العاصمة، لكنه أشار إلى أن المسؤول السياسي عن ذلك هو وزير الوصاية، أي وزير الطاقة، لافتاً إلى أن معامل إنتاج الكهرباء تعمل وكذلك الشبكة الموجودة، وبالتالي لا توجد أسباب أساسية لفرض نظام جديد غير معلن للتقنين، إذ لا شيء تغيّر في مؤسسة الكهرباء، مضيفاً بأنه إذا كانت المؤسسة تتذرع باعتصام المياومين فهؤلاء احتلوا مبنى الإدارة، وهذا المبنى لا ينتج الطاقة، وليس معملاً لإنتاج التيار، فضلاً عن أن مركز التحكم نُقل الى معمل الذوق، وبالتالي لا مبرر لفرض هذا الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائي.
ومن المقرر أن يعلن المياومون ظهر اليوم من مقر الاتحاد العمالي العام تعليق إضرابهم ويفتحون أبواب المؤسسة أمام الموظفين والمواطنين، وذلك بعد 94 يوماً من الاعتصام داخل مبنى الإدارة، حيث نجحت الاتصالات في إنجاز الاتفاق النهائي الذي جاء أكثر من مرضٍ للمياومين، لأنه جاء تحت سقف القانون الذي أقر في مجلس النواب، مع اضافة تعديلات بسيطة عليه.

واشارت مصادر مطلعة إلى ان الخطوط الاساسية للاتفاق باتت معروفة ومعلنة، وهي تتضمن:
– دفع معاشات العمال عن ثلاثة اشهر سابقة خلال 24 ساعة.
– فك الاعتصام عند الحادية عشرة والابقاء عليه رمزياً لضمان التنفيذ.

– تطبيق القانون الذي أقر في مجلس النواب، بمعنى تثبيت المياومين، واعطاء الجميع الحق في المشاركة في المباراة التي سيجريها مجلس الخدمة من دون تحديد أرقام مسبقة.
– عدم الملاحقة القانونية للذين شاركوا في الاعتصام.
واوضح عضو لجنة المتابعة للمياومين حسين قرقماز لـ"اللواء" انه كان يفترض ان يعلق الاضراب امس، لولا موضوع الرواتب التي اعلنت الشركات انها لا يمكن ان تدفعها إلا يوم السبت.
وقال ان صيغة الاتفاق تعتمد على قانون التثبيت اي اجراء مباراة مفتوحة السقف.
وأكد رئيس الاتحاد اللبناني لنقابات سائقي السيارات العمومية ومصالح النقل البري بسام طليس لـنا ان الاتفاق انجز وسيعلق الاعتصام اليوم، وان اجواء المفاوضات كانت جيدة جدا، واتت النتيجة افضل مما توقعه المياومون، لافتا إلى ان الرعاية السياسية سرعت في انجاز الاتفاق.

اما ادارة كهرباء لبنان فقد آثرت عدم التعليق على الموضوع بانتظار التطورات وما ستؤول اليه الامور فيما يتعلق بعودة مجلس الادارة والمدراء إلى المقر الرئيسي في مار مخايل.
وردا على سؤال لـ "اللواء" عن اصلاح الاعطال قالت مصادر مطلعة في المؤسسة ان اصلاح الاعطال متعذر في هذه الاوضاع لان كل المعدات موجودة داخل مقر المؤسسة الرئيسي، ولا يمكن اجراء عمليات الاصلاح كما يجب الا بعودة الامور إلى وضعها الطبيعي.
 

السابق
الشرق الأوسط: المعارضة تعتبر استعداد نصر الله لتسليح الجيش اللبناني من إيران مثيرا للاتباس
التالي
الحياة: سليمان دعا مدير الأمن العام الى وقف تدابيره