اسامة سعد: على الدولة ضرب محاولات استخدام صيدا كمرتكز لحصار الخيار الوطني

أكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه، ان "اعتصام الأسير قد فشل فشلا ذريعا، وانه لم يحصد سوى الإحباط والخسائر المادية والمعنوية لصيدا"، مؤكدا ان "المشاريع المذهبية والظلامية هي مشاريع انتحارية لا تنتج إلا الخسائر الصافية على مختلف الصعد لأصحابها ولكل الناس".

ووجه سعد تحية تقدير إلى الفاعليات والهيئات الاقتصادية والشبابية والأهلية، وإلى الشباب المستقلين والإعلاميين الصادقين. كما وجه تحية تقدير ووفاء إلى مناضلي التنظيم الشعبي الناصري وسائر القوى الوطنية "الذين وقفوا بجرأة وصلابة في مواجهة الظاهرة المذهبية الفتنوية"، داعيا إلى "تعزيز مستوى استعداداتنا لإسقاط الحلقات المقبلة من هذه المخططات"، معربا عن ثقته التامة "بقدرة شعبنا على إسقاط مخططات الأعداء ضد لبنان، ومحاولاتهم المتواصلة لإشعال الفتنة في ربوعه".

وقال: "لمناسبة عيد الجيش نستهل هذا المؤتمر لتوجيه التحية إلى الجيش اللبناني الباسل على دوره الوطني في حماية السلم الأهلي، وفي الدفاع عن الأرض والسيادة في مواجهة الاعتداءات الصهيونية جنبا إلى جنب مع المقاومة، التي نحتفل هذه الأيام أيضا بذكرى انتصارها التاريخي على العدوان الصهيوني في حرب تموز سنة 2006. ونتوجه بتحية الإجلال والإكبار إلى شهداء الجيش وشهداء المقاومة وإلى سائر الشهداء".

اضاف: "نشدد على إدانة حملات التهجم والتجني التي يشنها البعض على الجيش، ومن بينهم نواب في تيار المستقبل. ونعتبرها جزءا من خطة مبرمجة غايتها ثني الجيش عن القيام بدوره في حماية لبنان، والحفاظ على الدولة، والدفاع عن السلم الأهلي في مواجهة المؤامرة الاستعمارية الصهيونية العربية الرجعية التي تستهدف لبنان، وتسعى إلى ضرب صموده، وتهديم مؤسساته ونشر الفوضى الهدامة".

تابع: "أخيرا تنفس سكان صيدا الصعداء، وانزاح عن صدور أبناء صيدا والجنوب واللبنانيين عموما كابوس جثم على صدورهم لأكثر من شهر. كابوس نغص حياتهم، وألقى الخوف في نفوسهم خشية من الفتنة، وأصابهم بالقلق على الأمن والاستقرار والمصير. ونحن إذ نشد على أيدي الصيداويين، نقول لهم الحمد لله على السلامة، بفضل وعيكم، وبفضل رفضكم لذلك الاعتصام المشبوه، وتصديكم للاستفزازات والتعديات، نجحتم في وضع حد له وإحباط أهدافه، سواء المعلنة منها أم المضمرة. كما نشد على أيدي سكان منطقة صيدا والجنوب، لبنانيين وفلسطينيين، الذين أظهروا قدرا كبيرا من الحكمة، وكان لهم الفضل في تجاوز الاستفزازات والمحاولات المستميتة لإشعال الفتنة وإراقة الدماء".

وقال سعد: "منذ البداية أعلنا موقفا واضحا برفض الاعتصام وشعاراته، وبإدانة قطع الطريق والاستفزازات والتعدي على المواطنين. وقلنا إن شعار نزع سلاح المقاومة الذي عجزت عنه إسرائيل، ومن يقف وراءها، لا يعقل أن يكون هو الهدف الحقيقي لافتعال الاعتصام، وأن الهدف الفعلي للاعتصام وللاستفزازات الكلامية والتعديات، إنما هو الاستدراج إلى الفتنة المذهبية، بهدف نشر الفوضى الهدامة وإسقاط الدولة ومؤسساتها. غير أننا، وانطلاقا من إدراكنا للأهداف المضمرة المشبوهة للاعتصام، نجحنا بالتعاون مع القوى المخلصة، ومن بينها "حزب الله" وحركة "أمل" وسائر القوى الوطنية، نجحنا في إفشال الاعتصام وأهدافه، ما وضع أصحاب الاعتصام ورعاته في الداخل والخارج، كما وضع المتواطؤن معه في السر أو العلن، وضعهم في مأزق لا مخرج لهم منه، فأخذوا يبحثون خلال الأيام الأخيرة عن مخارج شكلية مصطنعة للتغطية على فشل الاعتصام، فكانت مسرحية الاحتفال بإزالة الاعتصام".

اضاف: "نود أن نلفت أنظار الجميع إلى أن محاولات إشعال الفتنة من قبل الحلف المعادي الاستعماري الصهيوني العربي الرجعي وأدواته في لبنان لن تتوقف بمجرد إسقاط إحداها، بل ستتواصل وفقا لمخططات هذا الحلف. لذلك ينبغي علينا أن نعزز باستمرار مستوى استعداداتنا لإسقاط الحلقات المقبلة من هذه المخططات. وإننا على ثقة تامة بقدرة شعبنا على إسقاط مخططات الأعداء ضد لبنان ومحاولاتهم المتواصلة لإشعال الفتنة في ربوعه. ونحن نعدكم بمواصلة السير على نهج المواجهة والتصدي لكل من يحاول إثارة الفتنة، أو يهدد السلم الأهلي. وكما نجحنا اليوم، ونجحنا في الماضي، سننجح في المستقبل".

اسئلة واجوبة:
ردا على سؤال حول الاعتراف بالأسير ككيان قائم ومحمي، قال سعد: "لا شك أن هناك نوع من الحصانة توفرت لهذه الحال. وعلى ما يبدو أن هناك مرجعيات في الدولة توفر له هذه الحماية، وهناك قوى أساسية بالبلد وعلى رأسها "تيار المستقبل" وفريق "14 آذار" وفروا هذه التغطية السياسية والإعلامية لهذه الظاهرة. فهذه الظاهرة رفعت شعارات هذه القوى، لذلك هذه القوى لا يمكن لها أن تتخذ مواقف مضادة".

وحول موقف الحكومة بالتعاطي مع هذه الظاهرة، قال سعد: "هذا ما اعتدنا عليه في لبنان. نحن لا نستغرب أن تتجاوب الدولة اللبنانية مع مطالب جماعات طائفية ومذهبية. وهذا ما نشهده كل يوم. نحن لا نستغرب أي تجاوز للقوانين وللقضاء اللبناني من قبل الدولة اللبنانية في محاولة لتغطية مثل هذه الحالات. هذا أمر مرفوض، وهذا التصرف نال من هيبة الدولة اللبنانية ومن هيبة مؤسساتها ومرجعياتها".

وعن نزول التنظيم الشعبي الناصري إلى الشارع بدل الحكومة لفك الاعتصام، قال سعد: "نحن لا نريد ان نصل لنقطة تتخلى فيها الدولة عن مسؤولياتها تجاه هذا البلد. نحن نحرص على أن تأخذ الدولة ومؤسساتها دورها في حماية امن واستقرار لبنان، وحماية خياراته الوطنية، و سلمه الأهلي. هذه امور أساسية ومهمة، ومع الأسف اخذت الكثير من الوقت. لذلك ندعو الدولة والحكومة اللبنانية إلى وضع يدها على الملفات الخطيرة، من ملف الشمال الذي بات مفتوحا على مخاطر عديدة نتيجة التدخل بالازمة السورية عبر بوابة الشمال، كما ندعوها إلى ضرب كل المحاولات التي تسعى إلى استخدام مدينة صيدا كنقطة ارتكاز لحصار الخيار الوطني وهو المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، علما بأن المخاطر والتهديدات الإسرائيلية قائمة ومستمرة وجدية. وهذا الأمر لا يعفينا من مسؤولياتنا كقوى وطنية في مواجهة هذه المخاطر"

وحول مبادرة القوى الفلسطينية في حل اعتصام الأسير، وحول اللقاءات المستمرة بين الحريري والاسير غير المعلن عنها، قال سعد: "لقد كان هناك لقاءات سرية، واعلن عنها عندما كشفناها. وكانت تحصل من دون علم احد. أما طبيعية هذه اللقاءات وما دار فيها، فمن الواضح ان "تيار المستقبل" كان يشكل رافعة ودعما لما يطرحه الاعتصام. ولم يخف ذلك. وايضا الاخوان في الجماعة الاسلامية كانوا يشكلون دعما ورافعة لهذا الاعتصام، ولم يخفوا ذلك، حيث كان البعض يوفر لهذا الاعتصام كل اشكال الدعم السياسي والتاييد السياسي. وتيار المستقبل هو مؤيد للمطالب التي رفعها الاعتصام".   

السابق
ميقاتي: الحكومة تتعامل بمسؤولية وما تحقق من مطالب يتجاوز ما لم يتحقق
التالي
الأكراد يثيرون الغليان الإقليمي