الديار: صيدا تغلي.. والجيش فصل بين الاعتصامين

صيدا تغلي.. وباتت مقسومة بين طرفين وقوتين، واحدة يمثلها الشيخ احمد الاسير وحلفاؤه من جهة واحزاب صيدا وفاعلياتها وتجارها وشخصياتها من جهة ثانية، ويبدو ان المواجهة بين الطرفين الى تصاعد خصوصا ان الحياة الاقتصادية في المدينة باتت مشلولة.
لكن السؤال : هل القرار اتخذ بإزالة اعتصام الاسير بعد ان اصبح الناطق باسم صيدا، ام وضعت ضوابط لتحركه بسبب تجاوزه للخطوط الحمراء، وتحديدا بالنسبة لقطع الطريق البحري الذي يربط صيدا بالجنوب؟ فقد ابلغ الاسير "ان هذا الامر خط احمر وممنوع تجاوزه، وسنفتح الطريق بالقوة، وممنوع قطعها حتى لدقائق".
في ظل هذه التطورات، دخلت صيدا مرحلة الضوء الاحمر، بعد ان قرر معارضو الاسير وتحديدا التنظيم الشعبي الناصري التعامل معه على قاعدة "العين بالعين، والاعتصام بالاعتصام" وقطع الطرقات بالاطارات المطاطية المشتعلة ريثما تتحرر صيدا من الاعتصام، حيث استخف الشيخ الاسير بهذه التحركات مؤكدا انه الاقوى في صيدا وان اهالي صيدا الى جانبه قائلا انه لن يتراجع عن اعتصامه ولن يتزحزح بل انه بدأ استقدام "الخيم" استعدادا لموسم الشتاء. وخاطب معارضيه "انا الاقوى وسنرى الاثنين".
هذه التطورات فرضت اجواء من الحذر على صيدا امس، وسط جهوزية واضحة للمسلحين في المكاتب وبعض الاحياء نتيجة المضايقات على الطريق البحري الذي يربط صيدا بالجنوب في حق بعض المواطنين، وهذا ما استدعى امس عقد اجتماع لمجلس الامن الفرعي في الجنوب واتخاذ قرار بمنع قيام الاعتصامات والتظاهرات وقطع الطريق الساحلية ولو كلف الامر استخدام القوة.
وقد حاول الاسير وانصاره التوجه الى طريق بيروت – الجنوب وكانت بمواجهتهم قوة كبيرة من الجيش اللبناني لكنهم سلكوا طريقا التفافية وقطعوا الطريق لمدة ربع ساعة ثم انكفأوا.
وقد حضرت الى مكان الاعتصام على الطريق البحري قادة القوى الامنية وابلغوا الاسير قرارا واضحا بفتح الطريق، وكان مواطنون قد عمدوا الى قطع عدد من طرقات المدينة بالاطارات المطاطية ورفعوا لافتات تندد باعتصام الاسير.
لكن ما لفت الانتباه امس وزاد القلق تمثل بمشاركة ممثلين لتنظيمات فلسطينية في اعتصام الاسـير بالاضــافة الى قوى اصولية، مما سيترك تداعيات على المدينة بأن يأخذ الصدام منحى مسلحا في ظل انتشار المسلحين السلفيين بعد حادثة منطقة الدلاعة ليل امس الاول.
هذه التطورات الصيداوية التي انعكست شللا على المدينة، ادت الى حصول تطورات سياسية هامة تمثلت بزيارة النائبة بهية الحريري الى امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، وهي الزيارة التي كسرت القطيعة بينهما كما جالت الحريري على فاعليات صيدا.
وعلمت "الديار" ان اجتماعا موسعا سيعقد نهار غد الاحد في بلدية صيدا لكل احزاب وفاعليات المدينة والقيادات الامنية المسيحية والاسلامية للتأكيد على وحدة قرار صيدا في وجه الاسير، وسيعلن المجتمعون تنفيذ اضراب شامل في المدينة، كما ذكرت "الديار" امس.
ويبقى السؤال، هل القرار سيبقى عند حدود منع الاسير من قطع الطريق البحري ام ازالة الاعتصام ؟ يبدو ان الاسير ابلغ فقط ان قطع الطريق البحري خط احمر، لكن اعتصام الاسير باق مع البحث معه في إمكانية نقل مكان الاعتصام الى منطقة لا تشكل اي ضرر للتجار وللحركة في صيدا.   

السابق
السفير: اجتماع “الداتا” الإثنين والأسير يوحّد صيدا ضده
التالي
المستقبل : الحريري ناشدت أهل المدينة “رفض كل أشكال العنف والاقتتال”