السفير: قلق روسي أميركي من الأسلحة الكيميائية .. والمرحلة الانتقالية

أقرت الإدارة الأميركية ضمنا أمس، بعملها مع تشكيلات المعارضة السورية المسلحة، معتبرة أن الأراضي التي تكسبها هذه المعارضة ستؤدي إلى خلق «ملاذ آمن» يوفر «قاعدة لتحركاتها»، كما رأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن الفرصة ما زالت سانحة كي يبدأ النظام السوري «التخطيط لعملية انتقالية»، فيما ذكّرت موسكو دمشق بـ«التزاماتها الدولية» بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك في خضم حملة مواقف دولية من الترسانة السورية من هذه الأسلحة.
إلى ذلك، خرج العميد السوري المنشق مناف طلاس إلى العلن، عبر بيان مصوّر بثته قناة «العربية»، أكد فيه انشقاقه عن النظام، ودعا فيه المعارضة إلى الوحدة لخدمة سوريا ما بعد الرئيس بشار الأسد والحفاظ على النسيج الاجتماعي في البلاد.
وقال طلاس إنه «يتحدث ليس كمسؤول بل كأحد أبناء سوريا وأحد أبناء الجيش السوري الرافض لنهج النظام الفاسد»، مضيفاً «دعوتي أن نتحد من أجل سوريا موحدة ذات نسيج متوحد ومؤسسات ذات استقلالية لخدمة سوريا ما بعد الأسد»، مطالباً السوريين «بالحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة التي لا تقوم على الانتقام والإقصاء».
وتابع طلاس «أتحدث بصفتي مواطن سوري يفخر بخدمته في الجيش السوري، وأياً كانت الأخطاء من قبل البعض في الجيش السوري، واجبنا اليوم كسوريين هو الاتحاد من أجل هدف واحد لجعل بلادنا حرة ديموقراطية من دون أن نهدمها». وقال «كل جندي خدم في الجيش السوري من دون أن يلطخ يديه بدماء الشعب إنما يطبع قبلة اعتذار وتقدير على رأس كل مواطن سوري حر، وهم امتداد لشرفاء الجيش السوري الحر».

وشدد على وجوب أن تكون «ثورتنا ثورة على الفساد والطغاة لكن دون
هدم النسيج الاجتماعي السوري المتماسك. وواجبنا كسوريين الحفاظ على المؤسسات»، داعياً إلى أن «نتحد جميعاً من أجل سوريا موحدة، ذات نسيج موحد، ومؤسسات ذات استقلالية».
وقال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو في تصريح للصحافيين بعد وصوله إلى دمشق ولقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إن «هذه الزيارة هي الثانية لتقييم عمل بعثة المراقبين الدوليين، بعد تجديد عمل البعثة وصدور قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عمل البعثة لمدة 30 يوماً أخيرة في حال استمر مستوى العنف على الأرض».
وأضاف لادسو «هذه الزيارة ستكون فرصة لتقديم رئيس البعثة الجديد بابكر غاي لبعض أفراد فريق عمله، وستكون أيضا مناسبة لعقد اجتماعات في الأيام الثلاثة المقبلة».
وقالت كلينتون، للصحافيين في واشنطن، «يجب أن نعمل عن كثب مع المعارضة (السورية) لأنه يجري كسب المزيد والمزيد من الأراضي، وسيؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى ملاذ آمن داخل سوريا، سيوفر حينئذ قاعدة لمزيد من التحركات المعارضة».

وأضافت كلينتون «نعتقد أنه لم يفت الأوان كي يبدأ نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد التخطيط لعملية انتقالية، لإيجاد طريقة تنهي العنف عبر البدء بنقاشات جدية لم تحدث إلى الآن».
واعتبرت أنه من المهم أن توضح «المعارضة المسلحة أنها تقاتل من أجل كل السوريين، لا بحثا عن الانتقامات التي ستؤدي إلى مزيد من العنف». وأضافت ان على المعارضة «ان تستعد للبدء بالعمل على حكومة انتقالية. عليها أن تلتزم حماية حقوق جميع السوريين وجميع المجموعات السورية. وعليها أن تحمي الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها النظام السوري».
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نريد أن نشدد على أن سوريا انضمت في العام 1968 إلى بروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة أو السامة أو أي غازات أخرى من أي نوع»، مذكرة السلطات السورية بضرورة الالتزام بتعهداتها الدولية.

وأضافت أن «روسيا استمعت باهتمام إلى تصريحات ممثل عن وزارة الخارجية السورية أثناء مؤتمر صحافي في 23 تموز الحالي في ما يتعلق باحتمال استخدام سلطات البلاد للأسلحة الكيميائية في حال عدوان خارجي». وتابعت إن «الجانب الروسي ينطلق من مبدأ أن السلطات ستواصل التزامها التام بتعهداتها الدولية».
وفي حين أجرت القيادة السورية سلسلة تعيينات على رأس أجهزتها الأمنية بعد أقل من أسبوع على تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق، حذرت طهران أي قوى أجنبية ستتدخل في سوريا من «ضربات حاسمة»، وخصت بالذكر في هذا السياق «العرب المكروهين».
وقال نائب رئيس القوات الإيرانية المشتركة القيادي في الحرس الثوري الجنرال مسعود جزائري إن «الشعب السوري وأصدقاء سوريا لن يسمحوا بتغيير النظام». وأضاف إن «أصدقاء سوريا وحركة المقاومة لم يدخلوا المشهد بعد، وإذا فعلوا فإنهم سيوجهون ضربات حاسمة لجبهة العدو، وخاصة للعرب المكروهين».
وتابع جزائري، الذي عرف بتصريحاته المتشددة باسم الجيش الإيراني، إن «السوريين غاضبون جدا من حكومات الشر في أميركا وتركيا وقطر والسعودية وغيرها من حلفاء الإرهابيين». واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بقيادة «حملة شاملة ضد سوريا» إلا انه قال إنهما تواجهان «هزيمة كبرى». وقال «الآن لا يستطيع العدو أن يفعل شيئا سوى من خلال الأفعال الإرهابية والتفجيرات والدعاية الإعلامية».

وأجرت السلطات السورية أمس، سلسلة من التعيينات الجديدة على رأس أجهزتها الأمنية. وتولى اللواء علي مملوك إدارة مكتب الأمن القومي، وحلّ مكانه في إدارة جهاز أمن الدولة اللواء ديب زيتون. وعيّن عبد الفتاح قدسية نائبا لمملوك، فيما حلّ محله علي يونس رئيسا للاستخبارات العسكرية، كما عيّن رستم غزالة رئيسا للأمن السياسي مكان زيتون.
إلى ذلك، اقتحمت القوات النظامية السورية أحياء القدم والعسالي والتضامن في جنوب دمشق، في وقت تستمر الاشتباكات في حلب في شمال البلاد، بينما حصد العنف في سوريا 80 قتيلا، حسبما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وفي حلب، تستمر الاشتباكات في احياء السكري والصاخور ومساكن هنانو، وتستخدم القوات النظامية «الحوامات والقذائف»، بحسب المرصد الذي افاد ايضا عن «حركة نزوح كبيرة» من احياء الهلك والحيدرية والشيخ فارس. وقتل 21 شخصا في محافظة حلب بينهم مسلحان.   

السابق
النهار: حلفاء سوريا يحاصرون رئيس الجمهورية السفير علي تجاوز الأعراف ودعوات إلى طرده
التالي
ارتفاع سعر صفيحة البنزين 600 ليرة