رئيس مجلس “راصد” طالب بتخفيف الاجراءات الامنية في عين الحلوة

زار رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) عبد العزيز طارقجي بزيارة محافظ لبنان الجنوبي نقولا أبو ضاهر في مكتبه في سراي صيدا الحكومي واطلعه على الوضع الإنساني في المخيمات الفلسطينية لا سيما في ظل أزمة إنقطاع الكهرباء والمياه.

وتمنى عليه ان ينقل لقيادة الأجهزة الأمنية في الجنوب الوضع الإنساني للفلسطينيين فاقدي الأوراق الثبوتية وسبل تخفيف معاناتهم، لاسيما الذين يحملون بطاقة تعريف من الامن العام اللبناني وشهادة إثبات جنسية فلسطينية صادرة عن السفارة الفلسطينية في بيروت، الذين تتم مضايقتهم أحياناً بسبب التأكد من الوثائق التي يحملونها على بعض النقاط الأمنية في مدينة صيدا.

وزار طارقجي قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد طارق عبد الله في مكتبه في السراي ووضعه في الصورة ذاتها. وأوضح طارقجي للعميد عبد الله صورة ماجرى معه حول محاولة خطفه مشيداً بتدخل قوى الأمن الداخلي في الوقت المناسب .

وقالت مصادر امنية ردا على كلام طارقجي بتعرض الفلسطينين في صيدا للمضايقة لـ "المركزية" ان كلامه مجاف للحقيقة وان الجيش خفف من اجراءاته الامنية على مداخل المخيمات الفلسطينية خصوصا مخيم عين الحلوة وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع أهل المخيمات، ولا سيما في عين الحلوة، من خلال الاتفاق على إرسال الجيش أطباء لمعاينة مرضى المخيم ومهندسين للكشف على أبنيته وترميمها. وقد أزيلت الحواجز بين الطرفين منذ أسبوع فقط، بعد اجتماع بين لجنة المتابعة الفلسطينية (المنبثقة من القوى الوطنية والإسلامية ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور في مقر مخابرات الجيش في الجنوب بدعوة من الأخير. مشيرة الى ان هذا الاجتماع ليس الأول بالطبع بين وأثمر مقررات من شأنها تذليل جميع التوترات السائدة بين أهالي المخيم والجيش اللبناني".

أمين سر لجنة المتابعة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة عبد مقدح تحدث لـ "المركزية" عن مضمون الاجتماع، كاشفاً عن علاقة جديدة فتحها الجيش اللبناني مع أهل المخيمات، بإيعاز من قائده العماد جان قهوجي، وقد أدت إلى اتفاق على دخول أطباء اختصاصيين من الجيش إلى مخيم عين الحلوة، ليعاينوا المرضى في مستشفى الأقصى، ويقدموا الطبابة وبعض الأدوية المتوافرة لدى الجيش مجاناً. كذلك اتفقا على إرسال مهندسين للكشف على الأبنية لترميمها وتسهيل إعطاء تراخيص لإدخال مواد البناء. والأهم من ذلك هو مقاسمة الجيش اللبناني أفراح المخيم وأتراحه من خلال مشاركة أحد ضباطه في المناسبات الاجتماعية التي تحصل في عين الحلوة".

بدوره قال عضو قيادة الامن الوطني الفلسطيني اللواء منير المقدح أنهّ من المفترض مباشرة دخول الأطباء المتعاقدين مع الجيش اللبناني في هذا الشهر إلى المخيم وتقديم خدماتهم الطبية في مستشفى الأقصى ، مشيرا أن الجيش كان يقترح إنشاء مركز طبي على نفقته في المخيم، لولا وجود هذا المستشفى المجهز لاستقبال المرضى، وهو ما يسرّع أيضاً البدء بتطبيق الاتفاق".

ورأى المقدح أن هذه الصفحة الجديدة بين الجيش اللبناني من جهة وأهل المخيم "ليست وليدة اللحظة؛ ودائماً كانت تحصل لقاءات بين الفصائل والجيش، لكن معظمها كان يتمحور حول الوضع الأمني. وكنا دائماً نخرج بأجواء إيجابية، لكن لم يكن هناك من متابعة لتلك الأفكار على أرض الواقع، وهذا ما جرت معالجته حالياً، فأثمر تلك القرارات"، واعتبر بأن "التنسيق والاتصال بيننا وبين الجيش دائمين ويطاولان جميع الشؤون الاجتماعية التي يمكن الجيش من خلال علاقاته مساعدة شعبنا فيها، تخفيفاً للمعاناة، وهذا ما يعكس إرادة هذه المؤسسة بالتعاطي إيجاباً مع شعبنا، ويذلل جميع الأفكار التي يحاول البعض أن يسوقها تجاهه لافتا ان هذه المؤسسة تعني لنا الكثير، ونكنّ لها كل الاحترام؛ لكونها الضامن الوحيد للسلم ولأمننا، وهي أساساً تحمل عقيدة المقاومة. من هنا تكمن أهمية إرساء أفضل العلاقات معها، والاتفاق الأخير كفيل بإثبات ذلك".

واوضح المقدح أن "مشكلة شباب المخيم لم تكن يوماً بالأساس قائمة مع الجيش، بل هي ضد قياداتهم أولاً وضد المشايخ في المخيم، وهي ناجمة عن الأوضاع الاجتماعية السيئة التي يرزحون تحتها. ومهما يكن، فإن تلك المبادرة ستمحو كل أشكال النفور من الجيش".
  

السابق
بويز: غياب “الخارجية” مُقلق وعلى منصور التجاوب مع طلب سليمان
التالي
“CIA”: لبنان أهـم قاعدة خلفيـة لدعم المعارضة السورية المسلحة