المطاعم في النبطية بين الخوف على الموسم والإنتعاش

بريق السياحة في النبطية خافت، رغم أصوات الضجيج الملازمة لحضور مطاعمها، مطاعم على مد العين والنظر، تخترق جدار الصمت السياحي المكبوت قصرا عنها، في النبطية يسهل الحديث عن سياحة المطاعم، ويصعب الحديث عن سياحة "مسارح" و"سينما ومراكز أثرية" بإسثتناء قلعة الشقيف التي تخضع للترميم!!..
التدقيق في صورة السياحة النبطانية يبدو "flow" بحده الادنى، فلم تشهد ولادة اي حدث سياحي يذكر، حتى أنه يغيب عن الحضور أي مخطط توجيهي ذو أبعاد آنفة الذكر… وحده تفشي المطاعم ذات الأشكال، الأصناف والانواع والتصاميم المختلفة يخبر أن للزائر حضوراً آخر في مدينة الضوء الكهربائي الغائب بدوره عنها وهذه المرة "قسرا" ومعه المياه التي تشح ويشيح معها "إقتصاد" المطاعم الركيزة الكبرى على إنعاش الحركة السياحة في النبطية وقراها…

البحث عن أفق سياحي آمن
ولكن في خضم البحث عن أفق أخر للسياحة حري بنا الولوج الى تلوين صورة، للخروج بتحليل منطقي حول طبيعة المطاعم التي تحرص بشكل حيثث على أن "تقدم لقمة طيبة وطازجة" وعلى رغم الحضور الكبير للمطاعم التي تتفرخ كالفطر بأشكال هندسية فائقة الجمال بعضها إعتمد التراث حداً لها، والبعض دمج حضارات "الماضي بالحاضر" كنوع من لاعب قوي لجذب الضيف، الذي يكون في الغالب مغترباً أو عربياً عشق جمال الجنوب ولكن للسياحة اليوم تدعياتها الاخرى.
الى عالم المطاعم النبطانية كانت الجولة، جولة إستطلاع رأي حول موسم يأتي مجتزءاً هذا العام لقرب حلول شهر رمضان المبارك أولا، ومحفوفا بخطر "تردد" عودة المغتربين ثانياً، ما يضرب الموسم، والصاعقة الكبرى الحظر من إرتياد لبنان من قبل العرب. إزاء هذا الواقع كيف تبدو الحركة السياحة، هل تعيش حالة "صفاء إقتصادي" أم تنعي وتندب "قلة الدعم والغلاء"؟ وكيف يتم قراءة الموسم السياحي؟
في بداية تموز ينطلق الموسم السياحي رسميا وفق ما يؤكد أصحاب المطاعم، التي تتباين آراؤهم حول طبيعة الموسم، "البعض يتخوف من الموسم خاصة "أبناء الإغتراب يترددون في القدوم ما يضرب الموسم بشكل كبير، وفق ما يؤكد تحسين رسلان صاحب منتجع الامير أنصار" فيما يتوقع البعض أن يكون جيدا" وفق ما يشير مصطفى ضاهر صاحب مطعم رمانا " الذي يؤكد أننا "نعتمد على السياحة الداخلية" وعلى الديكور ""أن التصميم يلعب دور في جذب الزائر، وهذا لعب دورا في قلب موازين "لعبة" المطاعم التي نفضت غبارها بحداثة قديمة كل على طريقته وهذا سينشط دورتها الإقتصادية".
إذا الكل يعمل على إستعادة الحركة السياحية في النبطية، ولكل واحد طريقته، بداية لا بد من رحلة الى سياحة المطاعم التي تنفلش كحبات "الدر" كل إختار طبيعته وهندسته وطراز عبوره الى "مصاف" الاكثر استقطابا للرواد.. وليس خافياً أن كل المنتزهات لعبت على الهندسة القديمة "لأنها تشد المغترب المتعطش لجلسة هانئة في عمق التراث البعيد عن تحليلات الواقع".

منتزه "رمانا"
الرحلة تبدأ من سهل الميذنة، مع "رمانا" المنتزه الرابض على تلة تشرف على السهل طرازه مختلف، جمع البحر بسفينة معلقة في قعر الجبل، ومزج بين الهدوء بجلسات عائلية مستقله والتراث بتركيبة وتصميم المكان الذي "نفذته أنا وحرصت أن أقدم نموذجا مغايرا مختلفا عن بقية المطاعم"، يقول مصطفى ضاهر صاحب المطعم الذي يتوقع أن يكون الموسم السياحي جيداً، ويربط الأمر بعوامل ثلاث مجتمعة هي "الموقع المميز، والمناخ المترافق معه في منطقة السهل والديكور الشرقي واستقلالية الجلسات، فضلا عن أن اللقمة طازجة وطيبة" وهذا ما يراه ضاهر "يجذب السائح الذي نتوقع أن يكون حضوره ضعيفاً ولكننا نركز على عودة أبناء الإغتراب وأبناء المنطقة"، (يمكن الاتصال على 081848�3)
من رمانا الى "مسايا" جلسة "بيتية" كما لو كنت في حديقة "الدار" تحيط بك الأشجار التي تعزف لحنها الجميل على موسيقى ناي الهواء"، تتباهى صاحبة المطعم هيفاء نور الدين بأن ما تقدمه "لقمة بيتية وطازجة"، في مسايا يمكن أن تتعقب أفول الشمس بمغيبها بهدوء"تقول نور الدين التي تلفت الى أن "التنافس يساعد على خدمة الحركة السياحية، خاصة اذا كان التنافس الإيجابي" دون ان يفتها الإشارة الى أن "مسايا تعني الجلسة الهادئة الكلاسيكية مع طابع "البيت قديم"، وتضيف "نتوقع أن يكون نصف الموسم مزدهراً لقدوم شهر رمضان، ونعوّل على أن يرتفع مؤشر الرواد أكثر بعده".( يمكن التواصل على 63124370 او 71239937)

حسابات مختلفة
في النبطية حسابات السياحة مختلفة، ومطاعمها مختلفة أيضا، تبدأها من "وسط البلد" الذي فضل الحداثة، طابعه فرنسي وجلسته "فاخرة" تطل على ساحة النبطية، رواده محصورون بفئة معينة من الناس، في حين تختلف الصورة في التوتانغو والجانتينا اللذان يعدان من أشهر المطاعم في المدينة لأقدميتهما، ومعهما يتربع "نادي الشقيف" ولكن لهذه المطاعم سمة إجتماعية – عائلية حركتها لا تهدأ على عكس باق المطاعم وفق ما يشير البعض".

فيما تعتبر "مرج الريم" و"دجاج توم" مطاعم "شببلكية" بإمتياز. نكهة النرجيلة هي الطاغية على عكس السمة التي يندرج في إطارها "مطعم وإستراحة وأوتيل الأمير". في "انصار" إختار تحسين رسلان أن ينشئ منتجعه السياحي، منتجعه ليس مختلفا أو فريدا ولكنه يراه البعض مغامرة فيما يعتبره رسلان " مشروعاً يخدم الجنوب"، لقد طوَر رسلان مطعمه من صالة أعراس الى أوتيل بتصميم وهندسة رائدة يغلب عليها البساطة والكلاسيكية الهادئة، وقد حرص "أن يطعِّم منتجعه بمنحوتات ورسومات ذات أبعاد جمالية، صالة أعراس متفلته من طبعة التقليد، فحديقة كبرى ذات طابع تراثي-قروي قديم، يحرص رسلان أن تكون"اللقمة طازجة ومميزة وكصاحب مصلحة أستقبل الزبون بمواصفات محترمة" يقول. وما شيده رسلان أو نفذه غيره يحتاج أقله الى مبادرة دعم حكومية لتنشيط السياحة الجنوبية وهذا غير متوفر أقله بالحد الادنى يقول رسلان الذي يلفت أن هذه المشاريع تعد "تحدياً كبيراً في بلد لا يدعم المبادرات السياحية، بل يعيق حضورها" والذي يراها رسلان تكمن " في غياب الدعم وفقدان المياه والكهرباء و"كَحلها" غياب المغترب والعربي والأجنبي هذا العام لتطفو الوجاهة على الساحة"وهذا بحد ذاته "مكمن الضعف" يقول رسلان (التواصل:396026�3- 501900�7)
إذا تتراوح التوقعات حول الموسم هذا العام وترتفع التساؤلات الى متى يغض الطرف عن دعم المبادرات السياحية التي تنعش الجنوب؟ ويسدل السؤال حول دور نواب المنطقة في إنعاش السياحة وجذب السواح اليها الستار عن نوع من اللوم لأنه الى الان لم يدرج الجنوب على خارطة السياحة التي تنزع الغبار عن أماكنها التي مازالت تنظر أقله قدوم اللبناني الى نصفه الاخر من الوطن.
 

السابق
فتفت للـ”mtv”: من خذل الرئيس سليمان هم محمد رعد ونصرالله وهل يعتبر “حزب الله” ان لديه شركاء في الوطن أم فقط يملي شروطه على الآخرين؟
التالي
اجتماع في وزارة البيئة بحث في تلوث الليطاني والقرعون