وثيقة جبران باسيل … لولا الملامة

 تحدثت مذكرة التفاهم الموقعة بين "حزب الله" والتيار "الوطني الحر" في السادس من شباط 2006، عن كل شيء ما عدا العلاقة مع جبران باسيل، وكيفية مخاطبته والتعامل معه والاستجابة لطلباته.
لم يكن ينقص المذكرة الفريدة من نوعها بين حزبيين لبنانيين مختلفيين من الناحية الطائفية والعقائدية، سوى بندا حادي عشر، عنوانه "جبران باسيل "، يضاف الى بنودها العشرة المتنوعة وما تتضمنه من تشديد على الحوار الوطني، الديموقراطية التوافيقية، تفعيل عمل مؤسسات الدولة الدستورية، محاربة الفساد وصولاً الى العلاقة مع سورية والموقف من اسرائيل واخيراً ابتكار الاستراتيجية الدفاعية التي ستحمي لبنان من اخطار تل ابيب.
يتحامل كثيرون من فريق الاكثرية الحاكمة اليوم، على صهر الجنرال بأنه احد العوائق التي تحول دون تحقيق تقارب سياسي، ليس بين التيار الوطني الحر وحركة "امل" كحد ادنى، ولتقتصر العلاقة بينهما على مستوى "حليف الحليف"، بل يتعدى الامر ذلك للحديث عن دور سلبي يضطلع به صهر الجنرال في علاقات التيار على الساحة المسيحية، من دون نسيان مزاجيته على المستوى الداخلي، وهو ما يعبر عنه كثيرون من قيادات التيار الوطني الحر في حلقاتهم الضيقة.

في ازمة التيار المستجدة مع الثنائي الشيعي يتذرع العونيون بعدم وقوف "حزب الله" الى جانبهم تصويتاً او تأييداً في كثير من محطات منازلاتهم في مجلسي النواب والوزراء. يتباكون على عدم تصويت وزراء الحزب والحركة الى جانبهم في استحقاق الحد الادنى للاجور، وهم الذين اطاحوا في جلسة عشاء جبران السرية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في البترون بأحد انشط وزراءهم شربل نحاس.
يلومون قيادة المقاومة على عدم وقوفها الى جانبهم في تغطية وزارة العتمة والظلام ويحذرون من الفساد الذي ينخر بالمقاومة، في الوقت الذي يغطي فيه جبران باسيل مؤسسة كهرباء تفوح رائحة الفساد من نافذاتها وبهدر 11 مليار دولار، وبعجز سنوي يقارب الـ 500 مليون دولار.

يلوم العونيون جمهور "حزب الله" و"امل"، على قطعهما الطرق اعتراضاً على ساعتي كهرباء في اليوم، فيما كان بالاحرى بباسيل ان يلوم نفسه ويستقيل اذا ما كان غير قادر على ادارة وزارة قاتل التيار لاجلها اشهر خمس ليستلمها. ثم الا يحق لهؤلاء ان يسألوا وزير طاقة حكومة الاكثرية من يرفض العرض الايراني لانشاء معامل جديدة في لبنان والتي من شأنها تؤمن كهرباء على مدار الساعة؟.
يلومون قيادتي الثنائي الشيعي، على سكوتهما وغضهما الطرف على مظاهرات واحتجاجات مياومي وجباة مؤسسة كهرباء لبنان، على قرارات صرفهم من العمل لصالح شركات نزار يونس ومشاريعه ودوره على ساحة انتخابات البترون، بينما كان بالاحرى على معالي الصهر، وهو ابن الاربع سنوات في عهدة وزارة الطاقة ان يضع حلول منطقية لازمة الكهرباء دون الاكتفاء بالتحذير تلو التحذير للبنانيين من وقوع الكارثة. وهو الذي اطلق منذ ما يقارب العام حلم كهرباء 24 24.

يعترض العونيون او بالاحرى الباسليون الجدد، بحجة حماية الدولة على تصويت مجلس النواب على مشروع قانون احقاق عمال قضوا سنوات عمرهم في مؤسسة كهرباء لبنان، فقسموا المجلس طائفياً ويلومون وثيقة التفاهم ولكنهم يتناسوا رفضهم لمشروع قانون خفض سن الاقتراع الى عمر 18، يومها خالفوا حلفاءهم ولم تقم الدنيا ولم تقعد.

ومن ثم يتحدث صهر الجنرال عن وثيقة تفاهم كان كاهلها ثقيلا على جمهور العماد عون وشعبيته المسيحية ولكنه رغم كل ذلك ارتأى المضي بها، ولكنه يتناسى ان جمهور "حزب الله" كان غير راض على صمت قيادته حيال عمالة القيادي في التيار فايز كرم، وما رافقها من دفاع مستميت من قبل التيار لاطلاق سراح عميل، اعترف من اليوم الاول بعمالة 27 عاماً، ولكنه وبهمة محكمة التمييز العسكرية اطلق سراحه، دون ادنى تصريح ادانة من "حزب الله" ورغم ذلك رضي هذا الجمهور ولم يفك التحالف.
 

السابق
سعيد: لتحييد الجيش عن الانقسامات الطائفية
التالي
شربل: مؤسسة الجيش للجميع ولا تنتظر من يأخذ لها حقها