اللواء: “حزب الله” في بكركي والرابية تنفي الزيارة ..واتجاه لدعم باسيل

إزالة معوقات عن طريق وادي الجاموس في عكار (تصوير: رضوان يعقوب) انصبّت المعالجات في الشمال على احتواء تداعيات إطلاق العسكريين الذين كانوا موقوفين في قضية مقتل الشيخين أحمد عبد الواحد وحسين مرعب باتجاه رفع الإطارات عن الطرقات وإزالة العوائق وسحب «المظاهر المسلحة من الشوارع، في ضوء حركة اتصالات واسعة تولى جانباً كبيراً منها الرئيس سعد الحريري، وسعى الرئيس نجيب ميقاتي، عبر محاولة إقناع وزير العدل شكيب قرطباوي بإحالة الملف إلى المجلس العدلي، على أن يكون هذا الأمر بنداً إضافياً على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي دعي إلى انعقادها في القصر الجمهوري بعد غد الاثنين بصورة استثنائية لإقرار مشروع الموازنة وإحالتها إلى مجلس النواب، والطلب الى الجهات القضائية والإدارية تسليم «داتا
الاتصالات الى الأجهزة الأمنية لضبط وقائع التحقيقات في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب.

وتزامن ذلك مع إعلان السيناتور الأميركي جون ماكين من المختارة، بعد لقاءات شملت الرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط، أن ما نقل عن لسانه لجهة الحاجة إلى منطقة آمنة للجيش السوري الحر والمقاومة السورية «لم يقصد به لبنان"، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يجب أن يكون عبر تركيا أو الأردن وليس في لبنان".

وبقدر ما شكّلت هذه الخطوة ارتياحاً لدى الأوساط اللبنانية، بقيت الأنظار متجهة إلى تحقيق إنجاز نوعي في موضوع التحقيقات الجارية في محاولة اغتيال النائب حرب، بعد التوصل إلى معطيات إضافية، إن لجهة DNA أو لجهة البصمات، فضلاً عن التعرّف إلى رسوم تشبيهية للمتورطين في المحاولة.

وأكد مصدر وزاري لـ «اللواء أن التحديات الجارية، رغم فكفكة بعض الملفات الضاغطة، وعلى الرغم من جمود المعالجة السياسية للملفات الخلافية التي أدت إلى شلّ العملين النيابي والحكومي، تستوجب الخروج من أجواء المناكفة والعودة إلى المشاركة في الجلسة المقررة الاثنين بالنظر إلى خطورة الأوضاع الناشئة في البلاد، علماً أن الرئيس نبيه بري ما زال متمسكاً بالمسار الدستوري لمسألة المياومين لدى مؤسسة كهرباء لبنان، استناداً إلى أنه «من غير المسموح الانقلاب على القواعد الدستورية والميثاقية التي تحكم وتنظم عمل السلطات، بحسب ما أعلن أمس وزير الصحة علي حسن خليل في احتفال «يوم شهيد حركة أمل".

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر وزارية في تكتل «التغيير والاصلاح لـ «اللواء أن وزراء التكتل سيحضرون الجلسة الطارئة التي دعا إلى عقدها الرئيس ميقاتي، في الرابعة من بعد ظهر الاثنين في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها المستجدات الأمنية ومشروع قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة.

ولفتت المصادر إياها إلى أن ما جرى بخصوص الجلستين اللتين قاطعها وزراء التكتل يومي الثلاثاء والأربعاء، كان مجرد اعتراض وليس اعتكافاً، وبالتالي فلا مانع من حضور جلسات مجلس الوزراء في هذا الظرف، وأن هدف التكتل ليس التعطيل بل الترشيد، لكنها ألمحت إلى أن القرار النهائي يفترض أن يصدر رسمياً على لسان النائب ميشال عون.

ومن المنتظر أن يتم تبعاً لموعد الجلسة، تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية الذي كان مقرراً في السراي الحكومي للبحث في مسألة غلاء المعيشة وسلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام.

جلسة الاثنين

وأوضحت أوساط رئيس الحكومة الذي لا يزال في المانيا، انه بعد محاولة اغتيال النائب حرب لم يعد بإمكان الرئيس ميقاتي أن ينتظر حل المشكلة العالقة مع وزراء التكتل، فبادر للاتصال برئيس الجمهورية واتفق معه على عقد الجلسة، انطلاقاً من الظرف الدقيق الذي يمر به البلد، لكي تكون هناك معالجة لهذا الحدث، عبر السماح للأجهزة الأمنية بالحصول على حركة الاتصالات.

ولفتت الأوساط نفسها إلى انه عندما دعا ميقاتي إلى عقد الجلسة، انطلاقاً من احساسه بالمسؤولية تجاه ما جرى، لم تكن المشكلة العالقة مع وزراء التكتل قد حلت، مع انه على اتصال دائم مع هؤلاء الوزراء ولا سيما مع الوزير جبران باسيل، وهو مؤمن بأن وزراء التكتل لن يقاطعوا جلسة بهذه الأهمية في هذا الظرف الدقيق.

وكان الرئيس ميقاتي استبق الدعوة إلى الجلسة بامتداح الوزير باسيل «الذي تحدث من منطلقات مبدئية، متسائلاً: «هل من المعيب أن يدافع وزير عن صلاحيات الحكومة ورئيسها؟ وهل ما قاله باسيل يخالف المنطق والقانون أم ان البعض لم يعد قادراً على كتم غيظه من تجاوز الحكومة المطبات الكثيرة الموضوعة أمامها، وبات يتعلق بحبال اللامنطق لاطلاق المواقف الانتقادية العبثية ليس إلا؟.

تجدر الإشارة إلى ان الغزل بين ميقاتي وباسيل ترافق مع معلومات تحدثت عن زيارة لوفد من «حزب الله" الى الرابية كان يفترض أن تتم أمس، لكن باسيل نفى ذلك لا اليوم ولا غداً، مشيراً إلى انه لا يزال هناك متسع من الوقت لتقدير موضوع مشاركة وزراء التكتل في مجلس الوزراء الاثنين، نافياً كذلك أن الخلاف بين التيار العوني وحزب الله بمثابة غيمة صيف، معتبراً بأن هناك نمطاً من العمل لا نقبل به سواء جاء من صديق أو من خصم، معتبراً بأن المؤسسات اقوى من أي تفاهم سياسي.
واستبعد باسيل استقالة وزراء التكتل من الحكومة، كاشفاً بأن فرق إصلاح الكهرباء منعت من دخول الضاحية الجنوبية.

الا أن معلومات خاصة باللواء أكدت أن «حزب الله تعهد للنائب عون، نتيجة الاتصالات التي جرت بين الطرفين، بأنه سيصوت إلى جانب التيار العوني إذا اعيد طرح موضوع المياومين في مجلس النواب.

محاولة اغتيال حرب

في هذا الوقت، أكّد النائب حرب لـ«اللواء انه خلال الـ24 ساعة الماضية لم تحصل أية تطورات على صعيد التحقيقات تتجاوز المعلومات التي كانت متوافرة لديه ساعة أو بعد وقوع الحادث،مشيراً إلى انه بانتظار اتضاح مسار التحقيقات الجارية والمعلومات التي سيتم التوصل اليها ومنحاها، وفي ضوئها سيعقد مؤتمراً صحافياً بعد 48 ساعة لاطلاع اللبنانيين على كل التفاصيل.

وكان حرب اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على معطيات التحقيق التي توصلت اليها الجهات المختصة في محاولة اغتياله، وأعلن ان البحث على قدم وساق لمعرفة المعتدين وهو أمهل الاجهزة الامنية مهلة 48 ساعة للكشف عن ملابسات محاولة الاغتيال، ملوحاً بعقد مؤتمر صحافي الاثنين المقبل لوضع النقاط على الحروف في ظل التباين حول «داتا الاتصالات"، حيث نفى وزير الداخلية مروان شربل حجب «الداتا الخاصة بحرب، فيما اكدت الادلة الجنائية والشرطة القضائية على أهمية الاستحصال على «داتا المعلومات و«داتا
الاتصالات.

وأوضح حرب أنه تبين لديه وجود خلاف بين وزارة الاتصالات والنيابة العامة حول هذه «الداتا"، ورأى ان الحكومة ارتكبت خطأ عندما فسرت القانون على هواها لان مضمون الاتصالات يحتاج إلى الهيئة القضائية، بينما الداتا هي حركة طبيعية ولا تحتاج للهيئة.

وفي السياق نفسه، اكدت مصادر امنية انها باتت تمتلك ما يكفي من الادلة ما يجعلها تعتقد انه بالامكان كشف هويات المتورطين في محاول اغتيال حرب، استناداً إلى الرسوم التشبيهية لاربعة من المتورطين، بينهم الشخص الذي كان يعمل على سطح المصعد والشخصان اللذان كانا يساعدانه، والشخص الذي ادعى انه من مخابرات الجيش وقام بتهريب احد المتورطين، وكذلك الى عينات من فحص الحمض النووي التي تجري محاولات لاستخراجها من قميص احد الشهود الذي تعارك مع الشخص الذي كان على سطح المصعد، ومن علبة العدة التي كانت بحوزته وتركها".

كما أن هناك محاولات لاستخراج بصمات من هذه العلبة.ولفتت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت بالحصول على كامل «داتا الاتصالات"، لكنها تبقى دون فاعلية، لأن ما حصلت عليه شبيه بالحليب من دون دسم، إذ أن هذه «الداتا خالية مما يعرف بالـ?N.Z المتعلقة بالأرقام المتسلسلة للسيم كارت وحركتها.

عكار

أما الوضع في عكار، فقد خفت وتيرة حركة الاحتجاجات مساء، على خلفية تخلية سبيل الضباط والعسكريين في قضية قتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد حسين مرعب حيث عمد المحتجون إلى قطع الطرق بالخيم والإطارات المشتعلة وعزلوا عدداً كبيراً من القرى والبلدات عن سائر المناطق. وأمهل شقيق الشيخ عبد الواحد الحكومة حتى الاثنين المقبل لاحالة القضية إلى المجلس العدلي.

وأعيد مساء فتح طريق العبدة – حلبا الذي يعتبر الشريان الحيوي الذي يربط عكار بكافة المناطق الشمالية، كما تم فتح طريق المحمرة، فيما ما زالت هناك نقطة مقطوعة بشكل جزئي في منطقة الكوشا وعند مفرق الشيخ محمد.

وتولى النائب خالد ضاهر الاتصالات لإلغاء حركة الاحتجاج في الإطار السلمي والسعي إلى فتح الطرقات، وشارك الضاهر مساء في اجتماع عقد في منزل النائب معين المرعبي في طرابلس، في حضور مجموعة من النواب والفاعليات الاسلامية، في اطار ما يعرف «اللقاء الوطني – الإسلامي

وطالب ضاهر بعد الاجتماع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة باحالة هذه القضية إلى المجلس العدلي لكي يتم احقاق الحق والعدالة بمعاقبة المرتكبين واطلاق سراح الأبرياء، مؤكداً بأن قتل الشيخ عبد?الواحد ورفيقه هي قضية وطنية تخص كل اللبنانيين، والمعالجة الصحيحة هي الطريق الصحيح التي تهدئ النفوس، مشيراً ان كل تقاعس هو سبب للفتنة.

وتعقد هيئة الدفاع عن ورثة الشيخين مؤتمراً صحافياً اليوم في طرابلس للتعليق على قرار قاضي التحقيق العسكري بإخلاء سبيل العسكريين.   

السابق
السفير: الدولة تتهاوى: عكار “تستقل” وصيدا “أسيرة”.. والحكومة تكشف الجيش
التالي
النهار:محاولة الاغتيال تمتحن الحكومة المصدّعة