عزيزي القاريء، أنت تحت المراقبة

 كل الأماكن العامة قيد الرقابة من جانب كاميرات الشرطة. كل تحركات المواطنين وتنقلاتهم مراقبة من قبل الأقمار الإصطناعية التي تترصد سياراتهم وهواتفهم. إعتقال المواطنين وسجنهم بدون محاكمة، يمكن أن يحدثا في أي وقت لمجرد وشاية من الجيران. التعذيب النفسي والجسدي بات الوسيلة الفضلى للدولة، وبطاقات الهوية الإلكترونية أصبحت بمثابة إضبارة إتهام لكل مواطن، لأنها تتضمن كل المعلومات والأسرار عن حياته، وعائلته، ومعتقداته، إضافة إلى سجله الطبي والعدلي".
لا، لا. هذا ليس وصفاً لمزرعة حيوان جورج أوريل الديكتاتورية، ولا لكوريا الشمالية أو الإتحاد السوفييتي السابق. إنه صورة عما يجري الان وتحت أعيننا مباشرة في أول دولة برلمانية دستورية في العصور الحديثة( بريطانيا)، وأيضاً في أول الديوقراطيات الليبرالية في التاريخ ( الولايات المتحدة).
صَدق او لا تصَدق. لكنها حقيقة عارية.
كتب سيمون جينكينز في " الغارديان" : " الدميقراطيات الغربية تخسر الان الحريات الشخصية التي دفعت شعوبها ثمنها نقداً من دمائها، والتي تتطلب الأمر قروناً طويلة لتحقيقها".
لماذا هذا الإنقلاب المخيف؟
التبرير جاهز فوراً: حماية المواطنين الغربيين أنفسهم من الأرهاب والإرهابيين، والتطرف الديني ( الإسلامي خصوصاً) والمتطرفين.
الأرهاب موجود بالطبع، وكذلك الحاجة إلى الوقاية منه. لكن كيف؟ ليس حتماً بالاسلوب الذي تتبعه الدول الغربية الأن: تحويل الأرهاب من مشكلة بوليسية جرمية إلى حرب عسكرية عالمية سلاحها الاول تخويف المواطنين من عدو خفي يلاحقهم في كل مكان حتى في أسَرتهم.
المسألة كلها إختراع بإختراع. والهدف كله تأسيس ديكتاتوريات خفية في الدول الديمقراطية، تكون تمهيداً لتأسيس ما هو أهم بكثير: نظام عالمي إستبدادي يتحَكم بمصائر البشر، بمعرفتهم وبدون معرفتهم، من المهد إلى اللحد.
ولكي لا يبقى حديثنا نظرياً أو إفتراضياً، نسوق المعطيات المخيفة الآتية:
<!–[if !supportLists]–>1- <!–[endif]–>ثمة برامج عدة في الولايات المتحدة وبريطانيا يطلق عليه إسم MKULTRA , ، MKDELT، , BLUE BIRD, MONARSH تديرها كلها وكالات الإستخبارات الأميركية والبريطانية والهيئات الملحقة بهما. هذه البرامج، التي وضعت في وقت مبكر من الخمسينيات بإشراف عالم النفس الكندي الدكتور أوين كاميرون، تستهدف السيطرة على عقول البشر، وإجراء إختبارات سايكولوجية- بيولوجية في مختبرات سرية تحت الأرض عير إستخدام عقاقير مثل ( LSD) وتقنيات التلاعب بالعقول يطلق عليها إسم " السياقة السايكولوجية " و " تفكيك الشخصية " . هذه التقنيات أفرزت قتلة محترفين يقال أنهم قاموا من دون يدروا بإغتيال شخصيات كبرى مثل جون كينيدي وشقيقه روبرت كينيدي، ومارتن لوثر كينغ ومالكولم أكس، والملك السعودي الراحل فيصل.
<!–[if !supportLists]–>2- <!–[endif]–>تجري الان أبحاث في مختبرات سرية أيضاً على إنتاج رقاقة إلكترونية دقيقة توضع في رأس الإنسان أو يديه، ويكمن بواسطتها التحكم بسلوكياته كما الإنسان الآلي. ويقال أن هذه التقنية التي بلغت مرحلة النضج، تتضمن بث إشارات راديو إلى أجزاء معينة من دماغ الإنسان، تدفع المرء إلى تنفيذ توجهات إجرامية وهو يعتقد أن هذه السلوكيات من بنات أفكاره.
<!–[if !supportLists]–>3- <!–[endif]–>وهناك التنويم المغناطيسي الجماعي، الذي يعتمد على قصف الوعي الكامن والوعي الباطن بمعلومات متكررة عبر طريقتين: الاولى علنية، وتتمثل في التغطيات الموجًهة المعتمدة على التخويف والترهيب وغسل الأدمغة التي تبثها أجهزة الأعلام الكبرى التابعة للنخبة العالمية الحاكمة. والثانية سرية، وتتضمن بث رسائل خفية في الأغاني والموسيقى والأفلام والإعلانات لا يستطيع البشر سماعها، لكنها قادرة على الوصول إلى الوعي الكامن والوعي الباطن.
هذه التقنيات، إضافة إلى غيرها الكثير، تستهدف جميعاً أمراً واحداً: تحويل المواطنين المعاصرين إلى بشر ذي بعد واحد، وربطهم جميعاً في النهاية في جهاز كومبيوتر عملاق قادر على التحكم بكل سلوكياتهم وتوجهاتهم، وحتى رغباتهم.
إنه " الأخ الأكبر- الوحش" الذي تنبأ جورج أوريل بظهوره وسيطرته على كل الجنس البشري عبر التكنولوجيا والعلم.
وهذا الوحش بدأ على ما يبدو أولى وجباته الأن: أبناءه وبناته في أميركا وبريطانيا. والبقية على الطريق.

السابق
سلاح يبحث عن وظيفة
التالي
هدنة الشغب في بيروت أم رفع الحماية؟