أجساد عارية وأخرى بحجاب

عندما سئلت عن الطفولة، قلت هي طهر والعري دليل نقائها، وعندما سئلت عن الثورة قلت هي العدم لكنها البداية. فالطفولة عود الإنسان وأساس وجوده والثورة عود الحكم وبدايته.
هي هي، وليست إختراع!
لكن الإعجاز في قول السادة الزعماء عنها، فسيّد الثوار مع الظالم رابط وزعيم الإنعزال مع الأحرار واقف، والحليم بينهم حيران.

في الأولى صراخ، شواء وضجيج لكنه ليس إحتفال، هو قتل ودمار ورائحة دم وقطع الرقاب، هو دخان لحم العباد يا أسياد العباد. قد يكون أسيادنا بنّوا الحقيقة على ما إستراحة عقولهم له، هم أهل الكهف، هم القبلية، ومعتنقي التبعية بشراسة. هيبتهم مكتسبة لكنها لن تكسبهم الحق وإن بسواد العفة إستتروا، فعفة السواد صنعت بأجساد بيض عارية، هي لم تكتسب يوماً من دماء الغابرين، أيها التابعين لسلالة التاريخ، إنكم لن تستطيعوا حمل الحق ورايته وإن طالت في وجوهكم لحاً وسترت عيوبكم عباءات من عصر الأنبياء والرسل.

في الثانية نفاق أطلق عليه إسم حوار، القصد منه كلمة سواء تقف في وجه الشعب وزمانه، هو فرصة لضمان البقاء والخلاص من الخوف على النفس من كيد الزمان. فحذار قهر الرجال من قبل حكم الأغبياء وعصرهم ومن لسان أهل السوق ولفظهم، فاللفظ بعد عمر يذهب وما يبقى للناس إلى همهم. وللعلم فمطلب الـتأسيس بعد الحكم مضيعة للوقت وتقزيم للتاريخ. هي شعرة معاوية طال إنتظارها فلتأت ولتقسم ضهر البعير.

عذراً أهل العري فعريكم كعري طفل الولادة فيه طهر وآخرين في حجابهم ستر.

  

السابق
إنتحار رجل عن برج إيفل
التالي
سورية الجديدة وحكاية مدينتين