السفير: “الاستراتيجية الدفاعية” تختبر الحوار “حزب الله” و”المستقبل”: انتظار متبادل

تواجه الجلسة الثانية من طاولة الحوار، بنسختها الجديدة، اختباراً صعباً، مع دخولها اليوم في "صلب الموضوع"، حيث يُفترض ان تُستأنف رحلة النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية، وسط انقسامات حادة بشأنها، تبدأ من "التعريف" ولا تنتهي عند حدود النظرة الى سلاح المقاومة، وموقعه في الاستراتيجية، وطبيعة علاقته مع الجيش اللبناني، وماهية الإمرة السياسية التي يخضع لها،
من هنا، سيجد رئيس الجمهورية ميشال سليمان نفسه امام مهمة عسيرة اليوم، وهو يقود الحوار بين أصحاب تصورات متناقضة وحسابات متعارضة ورهانات متباينة، بحيث سيكون البحث عن قواسم مشتركة بينهم، كمن يبحث عن إبرة وسط كومة من القش، مع العلم ان سليمان مهد للجلسة الثانية بمشاورات، بعيدة عن الأضواء، مع الأقطاب المشاركين في الحوار، وحتى مع "القوات اللبنانية" المتغيبة، سعياً الى إيجاد مساحة مشتركة يمكن البناء عليها.
في هذه الأثناء، قالت أوساط مقربة من سليمان لـ"السفير" إنه لن يسمح بأي شكل من الأشكال إلا بنجاح الحوار عبر نتائج ملموسة. وأكدت انه ليس مطلوباً الخروج بإعلان شبيه بإعلان الجلسة الأولى، فهذا غير واقعي، إنما المطلوب تحقيق الحد الأدنى، الذي يسمح بتحديد جلسة مقبلة، والبناء على معطى يؤسس للمستقبل، مشددة على ضرورة عدم تفجير الحوار "لأن البديل هو العودة للضغط في الشارع وتوتير الأوضاع".
واعتبرت هذه الأوساط أن الأقرب للمنطق هو القبول بـ"معادلة عديسة"، التي تعني ان الدولة مسؤولة أولاً عن حماية أرض الوطن، خصوصاً عندما لا تكون الأرض محتلة. إذ عندما كانت الأرض واقعة تحت الاحتلال، ولا وجود للدولة، كانت للمقاومة استقلالية بالتصرف، ولكن مع وجود الدولة تنتفي هذه الاستقلالية، على قاعدة تحديد استراتيجية دفاعية عمادها الجيش اللبناني، استناداً الى "نموذج عديسة"، بعد تطويره، مع عدم إغفال إمكان أن يحمل الرئيس نبيه بري مفاجأة ما، انطلاقاً من هذا النموذج.
بري وميقاتي متفائلان
وبينما قال الرئيس نبيه بري لـ"السفير" إن كل شيء مسموح في الحوار إلا الفشل، معتبراً ان من حق كل طرف ان يطرح ما لديه وما يفكر به، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"السفير" ان أفق الحوار ليس مسدوداً، وهناك إمكانية فعلية لإيجاد كوة في الجدار، مشيراً الى ان لدى الجميع هذه الرغبة.
رعد: ننتظر
استراتيجية "المستقبل"
أما رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد فقد ابلغ "السفير" ان النقطة الأساسية في الحوار هي التوصل الى استراتيجية وطنية للدفاع، وقد سبق لـ"حزب الله" ان عرض وجهة نظره حولها، بلسان أمينه العام، خلال الجلسات الاولى للحوار التي انعقدت في مجلس النواب، وجاءت نتائج حرب تموز لتؤكد صحة مقاربته القائمة على قاعدة التنسيق والتناغم بين الجيش والمقاومة في مهمة الدفاع.
وأضاف: ثم عرض عدد من أطراف 14 آذار أوراقاً تضمنت اقتراحاتهم للاستراتيجية الدفاعية، لكن الملاحظ ان "تيار المستقبل" لم يبادر حتى الآن الى عرض ورقته، وكل ما سمعناه مواقف وخطابات، فهل سنستمع في جلسة (اليوم) الى وجهة نظر "تيار المستقبل" بشأن الاستراتيجية الدفاعية، علماً أننا منفتحون على أي نقاش موضوعي حول هذه الاستراتيجية، التي من شأنها ان تحمي البلد وتحصن سيادته ضد الاستهدافات الاسرائيلية.
جنبلاط: لا بديل عن الحوار
في هذا الوقت، أكد النائب وليد جنبلاط لـ"السفير" ان ما من بديل عن الحوار للوصول الى قواسم مشتركة، ولكنه رفض الدوران في الحلقة المفرغة "لأن اهمية الحوار، ان يكون منتجاً، وهذا يعني أنه مع انعقاد الجولة الجديدة هناك ضرورة للبدء بمقاربة الاساسيات، ولا سيما منها البند المتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وهذا ما سبق ان تم الاتفاق عليه، وكذلك مقاربة السلاح الموجود داخل المدن، ووضع حد لكل فلتان السلاح، لأن هذا الوضع لا يحتمل".
وانتقد "المكابرات والمبالغات السياسية التي تطلقها بعض "قوى 14 آذار" باتجاه الحكومة، وخصوصاً من قبل "ذاك القابع على التلـّة" (سمير جعجع)، فهو كما فؤاد السنيورة و"زعيم الكاثوليكية العالمية" (ميشال فرعون) و"سائر عباقرة 14 آذار، يريدون إسقاط الحكومة، ولكن كيف سيسقطونها، وهل لديهم البديل؟".
وقال: "لا تغيير حكومياً، والمسألة لا تحتاج سوى الى قليل من الفعالية والجهد، فلدينا رئيس حكومة ممتاز، فقط اعطوه "شويّة معنويات"، وليحل عنه ميشال عون".
ثوابت السنيورة
من ناحيتها، أبلغت أوساط الرئيس فؤاد السنيورة "السفير" انه وممثلي 14آذار على طاولة الحوار سيدخلون الى جلسة اليوم، متسلحين بالثوابت الآتية:
-الدفع في اتجاه إقرار مبدأ وضع سلاح "حزب الله" بإمرة الدولة، على ان تُترك الصيغة الإجرائية للنقاش، مع الاستعداد لإبداء مرونة في التفاصيل إذا تم التوافق على المبدأ.
– برمجة ما اتفق عليه خلال جلسات الحوار السابقة، لا سيما في ما خص السلاح الفلسطيني وترسيم الحدود مع سوريا.
– تفعيل إعلان بعبدا حتى لا يبقى مجرد حبر على ورق، مع ما يتطلبه هذا التفعيل من تطبيق لبنود الإعلان، الذي شدد على الالتزام باتفاق الطائف والدستور، وأكد اعتماد الحياد وعدم الدخول في المحاور الاقليمية.
وأشارت الاوساط الى انه ليس لديها انطباع بان جلسة الحوار، اليوم، ستكون الأخيرة، مستبعدة مثل هذا الاحتمال.   

السابق
النهار : حوار على الإيقاع السوري لـ”شراء الوقت”
التالي
المستقبل : “حزب الله”: لا حوار حول سلاحي في ظلّ حكومتي