حلوا عن الشعب السوري

ترى موسكو أنه من الممكن أن يجمع المؤتمر الدولي الذي ستستضيفه حول سوريا عشرات الدول بما فيها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة الى قطر والسعودية ولبنان والأردن والعراق وتركيا وإيران.

استوقفني في هذه الدعوة انها ستوجه أيضاً الى لبنان… ولبنان كما يعلم الجميع مغلوب على أمره، وهناك انقسام حاد داخلي في الرأي حول الموضوع السوري: فئة مسلحة تقف الى جانب النظام السوري، وفئة أكبر، وغير مسلحة، تقف الى جانب الشعب السوري…

إنّ دعوة لبنان لا ننظر إليها إلاّ من باب التحرّج الذي سيقع فيه هذا البلد، ونحن في غنى عن هذا التحرّج!

وفي المقابل، بالنسبة الى دعوة ايران لسنا نفهم السبب الحقيقي وراءها! فهل لأنّ روسيا تريد أن تكافئ طهران على دعمها العسكري للنظام السوري ضد الشعب؟ أو لأنها تريد أن تكافئ ايران لأنّ بينهما اتفاقات حول المشروع النووي الايراني، وتخصيب اليورانيوم؟

نفهم أن تقول روسيا للنظام السوري أن يتوقف عن قتل شعبه… ولكن حتى هذا الكلام لم يصدر عن موسكو.

طبعاً إنّ الهدف الحقيقي للموقف الروسي ينطلق من مصالح موسكو لأنها تبحث عن الثمن الذي ستحصل عليه مقابل التخلي عن النظام.

الجميع يعلم أنّ روسيا بائعة سلاح وأنها تبحث عن أسواق لتبيع سلاحها. في المقابل، الولايات المتحدة الأميركية هي أيضاً دولة عظمى، وأيضاً بائعة سلاح.

فإذا كان الروس يريدون أن يحلوا مشاكلهم مع الأميركي، فليفعلوا ذلك ولكن ليس على حسابنا!

وهنا لسنا نبرّئ واشنطن من مواقفها المذبذبة التي تدّعي انها ضد إيران، وضد المفاعل النووي الايراني، ولكنها لم تعمل شيئاً عملياً منذ عشر سنوات حتى اليوم على صعيد هذا المفاعل، بل أعطت إيران هدية كبيرة هي العراق!

أخيراً، لا جدوى من أي مؤتمرات ما لم يكن الهدف منها ايجاد مناطق آمنة لحماية الشعب السوري من آلة الذبح الذي يمارسه بحقه هذا النظام ليل نهار، والشعب السوري كفيل بالنظام وليس في حاجة الى أحد متى توافرت له تلك المناطق الآمنة.

ومن يرد أن يقدّم شيئاً لسوريا فليحمِ الشعب السوري وليس أن يواصل تقديم الحماية للنظام.  

السابق
عرقجي: موافقة 14 آذار على إعلان بعبدا خطوة ايجابية
التالي
الحوار والدوار على حافة الهاوية