المستقبل: “حزب القوات” ينضم إلى طاولة الحوار “إذا طرأت إيجابيات”

توافق اللبنانيون أمس على أن "لبنان من دون غسان تويني يخسر إشعاعاً فكرياً وثقافياً مميزاً ومثالاً يُحتذى في حرية التعبير والانفتاح والدفاع عن الديموقراطية والاستقلال والسيادة في حمأة المحاولات التي تعرض لها لبنان من المتربصين به، الذين يريدون أرضه ساحة لحروب الآخرين"، وفق بيان الرئيس سعد الحريري في غياب تويني، فهل يتوافق اللبنانيون، عبر هيئة الحوار، على تجنيب لبنان المخاطر في ظل محاولات النظام السوري تصدير أزمته وتفجير "الساحة" اللبنانية؟.
حتى الساعة، الجواب معلق على نجاح جلسة هيئة الحوار الوطني في موعدها المحدد بعد غدٍ الاثنين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري وعلى التفاعل مع "مبادرة إنقاذية" تتضمنها مذكرة قوى 14 آذار التي يسلمها رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من نواب 14 آذار اليوم لسليمان وهي، وفق مصدر معني بالمذكرة "بمثابة برنامج لـ14 آذار لإنقاذ لبنان ودعوة لقوى 8 آذار للتلاقي على قاعدة الإنقاذ وانطلاقاً من الدستور والطائف".
في هذا المناخ، كان لافتاً أمس موقف حزب "القوات" الذي كان أعلن عدم المشاركة في جلسة هيئة الحوار وشارك في صياغة "المذكرة الإنقاذية"، فقد أعلن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا لـ"المستقبل" أن "الحزب لا يستبعد انضمامه الى طاولة الحوار، إذا طرأ أي موضوع ايجابي".
تزامناً، تابع رئيس الجمهورية التحضيرات لجلسة هيئة الحوار الوطني. كما بحث موضوع الحوار مع سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري الذي جدد في تصريح وزعته سفارة المملكة عن اللقاء بسليمان "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمملكة على أمن لبنان واستقراره"، مؤكداً "أن خادم الحرمين الشريفين ينطلق في تشجيع الحوار اللبناني من هذه الأسس النبيلة من دافع الإخوة والحرص على هذا البلد ومحبة شعبه".
مذكرة 14 آذار
ويوضح المصدر المعني بمذكرة 14 آذار لـ"المستقبل" أن المذكرة التي يحملها الرئيس السنيورة ونواب من 14 آذار الى رئيس الجمهورية اليوم "تنطلق من عرض المخاطر المحدقة بلبنان نتيجة محاولات النظام السوري تصدير أزمته إلينا وبالتالي فإن لبنان في مرحلة خطرة، ما يحتم النظر في كيفية تجنيبه هذه المخاطر".
ويؤكد أن "قوى 14 آذار كانت باستمرار تتطلع الى التوجه الوفاقي، لكن، تعرضت لنكسات عديدة، مع 7 أيار والانقلاب على حكومة الحريري، وعلى الرغم من ذلك ستبقى متمسكة بالتوجه الوفاقي، لذلك تقوم بمبادرة إنقاذية تنطلق من ثوابت أبرزها التعهد بعدم استخدام أي طرف للسلاح في الداخل اللبناني وهي تدعو الى التلاقي انطلاقاً من احترام الدستور والتمسك بالطائف ومن أن الدولة هي صاحبة السيادة والقرار وضرورة تنفيذ المقررات السابقة لهيئة الحوار الوطني".
ويضيف المصدر: "من أجل كل ذلك تتوجه المبادرة الإنقاذية الى كل الأطراف وبينها قوى 8 آذار بالدعوة الى الانتقال، في حال إيمانها بالثوابت، الى مرحلة إنقاذية جديدة تقوم فيها حكومة جديدة لنقل البلاد من حال الى حال أسلم وتجنيب لبنان المخاطر المحدقة".
وعلمت "المستقبل" أن وفد 14 آذار سيعلن مبادرته اليوم بعد تسليمها للرئيس سليمان إما في قصر بعبدا وإما في الأمانة العامة لـ14 آذار، كما ستعلن مشاركة قوى 14 آذار في طاولة الحوار، باستثناء "القوّات اللبنانية" رغم تبنّيها لنص المذكرة.
"القوات اللبنانية"
وعلمت "المستقبل" أن وفد 14 آذار الذي يلتقي اليوم الرئيس سليمان يضم الى الرئيس السنيورة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وعدداً من النواب، عرف منهم: جورج عدوان، سامي الجميل، أمين وهبة، هادي حبيش، جان أوغاسابيان، ميشال فرعون، سمير الجسر، أحمد فتفت، غازي يوسف ونبيل دي فريج.
ومع مشاركة عدوان، ومع الحديث عن عدم مشاركة "القوات اللبنانية" كطرف في جلسة "هيئة الحوار" على الرغم من مشاركتها في صياغة مذكرة قوى 14 آذار، أكد زهرا في حوار مع "المستقبل" أن "حزب "القوات" لا يستبعد انضمامه الى جلسة هيئة الحوار الوطني، إذا طرأ أي موضوع ايجابي، على الرغم من قناعتنا بأن الحوار هو تضييع لوقتنا ليستفيد منه الفريق الآخر وتعويم الحكومة وصرف الأنظار عن المشكلة الأساسية وهي سلاح "حزب الله" وأداء هذه الحكومة".
ويضيف زهرا: "قد نشارك في حال وجدنا منفعة في الحوار وسنرحب به ونباركه.. ونرى بأن الحوار يجب أن يتم بشكل مباشر حول موضوع محدد وفي وقت فيه قابلية للوصول الى نتيجة فعّالة"، لافتاً الى أن "عدم مشاركة "القوات" في الحوار لن تعطله، وبالتالي فالحوار قائم وإذا كان هناك من ايجابية فمرحباً بالحوار".
بعبدا
واعتبرت مصادر بعبدا "أن ما يميز انعقاد طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل، عن الجولات السابقة، هو الوضع في لبنان والمنطقة الذي يحتم الحوار بين كافة الأفرقاء اللبنانيين، والعمل على عدم تحول التشنج السياسي الى مواجهات أمنية وعسكرية، كالتي شهدناها خلال الأسابيع الماضية ولا تزال. وبالتالي يأمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في أن تلبي القوى السياسية هذه الحاجة والعمل على إبعاد الشارع عن التجاذبات السياسية، انطلاقاً من مسؤوليتها وحسها الوطني.
واعتبرت المصادر "أن اتفاق القوى السياسية على هذه الضرورة والحاجة، يمكن أن يسهل لاحقاً البحث في جدول الأعمال المطروح حول الاستراتيجية الدفاعية وكيفية معالجة سلاح المدن والسلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات".
وأضافت المصادر: "يعتبر رئيس الجمهورية أن جلسة الحوار يوم الاثنين يمكن أن تشكل خارطة طريق يمكن أن يتوصل من خلالها الأفرقاء المشاركون الى قواسم مشتركة حول النقاط الخلافية، إذا انطلقوا من مبدأ عام مفاده أن الوضع في لبنان والمنطقة خطير ومقلق، ولا يجب أن تتحول التباينات السياسية الى صراعات أمنية بين الأفرقاء، لأن النتيجة هي خسارة للجميع من دون استثناء".
ولفتت المصادر "الى أن رئيس الجمهورية يقرأ في مواقف 14 آذار وموقفي الرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة من الحوار، موقفاً ايجابياً، وإن كان لكل طرف مواقفه الخاصة، فهذا أمر مفهوم، لكن المهم هو نية الجميع على التلاقي والانطلاق في الحوار من مبدأ أساسي هو أن البلد لا يحتمل خضّات أمنية، بعدها تصبح كل الأمور قابلة للنقاش والتشريع على طاولة البحث".
وثمنت المصادر "الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية لتشجيع الحوار بين اللبنانيين، ولفتت الى أنه على كل الدول القريبة والشقيقة والصديقة أن تحذو حذو المملكة لجهة كيفية التعاطي مع الحوار، فليس مطلوباً من أي من هذه الدول، على الرغم من تقدير لبنان لها، أن تتدخل تفصيلياً في ملف الحوار وأسلوب إدارته وبنود جدول أعماله، وبالتالي موقف المملكة نابع من مسؤوليتها وقراءتها لدورها في الوقوف الى جانب لبنان، وليس نابعاً من "تشاؤم" من أن الحوار لن يوصل الى نتيجة، بل هو نابع من احترام سعودي للبنان وللقوى السياسية فيه التي عليها أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الإطار".  

السابق
السفير: “الأشباح” تطارد أمن طرابلس: قتيل و3 جرحى
التالي
الديار: توافق على توزيع الانفاق بين القوى السياسية في الحكومة