قبلان: لنعالج قضية المخطوفين بهدوء وأناة وصبر

اكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبة الجمعة، ان "الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له، فالصبر طريق المخلصين وهو مع الصلاة بداية المتقين".

وقال: "علينا إن نتحلى بالصبر فنكون من المتقين الصابرين فنصبر على البلاء والمصائب، فالصبر سمة الانبياء والأولياء والصالحين والمخلصين، ونحن نعيش البلاءات الكبيرة التي تستدعي ان نداويها بالصبر والتروي والعقلانية فنتعاطى مع الامور لما فيه خلاص من المصيبة. لذلك قرن الله تعالى الصبر بالصلاة وقد يكون الصبر في التأني والسلامة، والتشاور طريق الفلاح والنجاح".

وتطرق الشيخ قبلان الى قضية المخطوفين في سوريا، فقال: "اتصلت اليوم بوزير الخارجية اللبنانية الذي قال، "علينا ان نعمل بجدية وصبر وتأن". ولقد فهمت منه انهم بخير وعافية وعلينا ان نعالج هذه القضية بكل حكمة وروية وصبر فنعيش مع هذه القضية بكل اناة وعمل يوصل للنجاة، فنتعاطى معها بصدق وبكل ما أوتينا من قوة فلا نتسرع في معالجة الامور ونعالجها بهدوء وأناة وصبر ونبتعد عن التسرع ونعمل لخلاصهم من هذه "الورطة" بأسلوب حسن وبطريقة جيدة".

ودعا الى "الابتعاد عن الاستفزاز وكل ما يضر بحال الاخوة والعمل بحكمة لما يوصلنا إلى النتيجة السعيدة"، وقال: "نسأل الخاطفين عن ذنب المخطوفين، فهؤلاء الزوار كانوا في طريق الطاعة إلى الله في زيارة الامام الرضا عليه السلام ولا يجوز إن تتعاملوا معهم بهذه الطريقة والأسلوب. لذلك فان الافراج عنهم هو طريق العقلانية والعمل الذي يوصل الى النتيجة الصحيحة".

اضاف: "نطالب الخاطفين الذين تجرأوا على الزوار ان يرحموا من في الارض ليرحمهم من في السماء، فلا يعتدوا ولا يظلموا ولا يزيدوا الشقاق، وندعوهم الى الإفراج الفوري عنهم، فهؤلاء لا شأن لهم بالسياسة، انهم زوار مسالمون وعلى الجميع أن يفك أسرهم. لذلك نتمنى إن تجري الامور بعقلانية لتصل إلى الخاتمة السعيدة والخيرة".

ورأى الشيخ قبلان أن التحركات في بلادنا تخدم العدو وتفرق بين الأحبة والأخوة لتكون حجر عثرة في طريق الصلاح، وعلى الجميع إتقان العمل الصحيح فيتمسكوا بالإسلام الذي وضع يده على الجرح وأمرنا بالعمل لإبعاد الناس عن الشر والظلم والكيدية، فلا يجوز ان تعيش بلادنا حالات الرعب والقلق والخوف وإذا اردنا الإصلاح فان علينا ان نعمل لإصلاح الناس وليس لضربهم وتحديهم".

واعتبر "ان مجزرة الحولة في حمص عمل ارهابي ولا تمت إلى الإسلام بصلة، وهي تنافي الأخلاق ويجب كشف الفاعلين الذين قتلوا الأطفال والنساء، فهذه الأعمال ليس لها علاقة بالإصلاح، وعلى مرتكبيها إن يتخلوا عن الشر ويكونوا مع الحقيقة ومع الإنسان المتقي، فالإصلاح لا يتحقق عن طريق العنف والإرهاب فلتكن الدعوة للإصلاح بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وعلى المعارضة في سوريا ان تتقي الله في عباده وبلاده ويكونوا مع الله العادل الحكيم بعيدين عن الفتنة".

وطالب الشيخ قبلان "حكام البحرين بإنصاف الشعب الذين هم أهلهم وإخوانهم فيتجاوبوا معه ويطلقوا سراح المعتقلين ويبتعدوا عن أذى الشعب ويعدلوا وينصفوا هذا الشعب بإعطائه حقوقه المشروعة بعيدا عن العنف والاضطهاد والقمع"، كما طالب العرب والمسلمين بأن يكونوا حكمة وعبرة وموعظة لمن معهم".

ودعا الحكومة اللبنانية الى "الاهتمام بعمال لبنان، وخصوصا العمال المياومين في كهرباء لبنان واعطائهم ما يستحقون من حقوق، لاننا نريد إن يعيش شعب لبنان مستقرا سليما في حياته، ونطالب الجميع بالتعاون والعمل لتحسين الظروف المعيشية للناس فتبادر الحكومة والقطاع الخاص إلى إنشاء المصانع والمعامل والمشاريع الإنتاجية التي تحد من البطالة. وعلى الحكومة العمل لانقاذ العمال من البطالة والضياع وعلى الجميع إن يتعاونوا على الخير والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان".

وأكد "ان العدل اساس الملك، وإذا أردنا العدل فان علينا ان ننصف الناس ونرفع الاذى عنهم، فالاسلام يريد العدالة والانصاف والرحمة وهو يأمر بالعدل وينهى عن الفحشاء والمنكر، وهو يحمل راية العدالة بين الخلق وينصف الناس ويراعي شأنهم ويعمل لمصلحتهم، وعلينا إن نعود إلى الإسلام فنقتدي بالنبي محمد الذي تحدى الظلم وحارب الشر وعمل لمصلحة البلاد وإنقاذ العباد، فالنبي محمد رجل الإصلاح وبشريعته حافظ على المسلمين وغير المسلمين ولا يجوز ابدا إن ننتهك عرى المودة ونبتعد عن التواصل".

وقال: "علينا إن نكون يدا واحدة متواصلة ومتحابة، وعلى الظالمين والأشرار في العالم إن يعلموا إن دوام الحال من المحال، فيوم لهم ويوم عليهم، لذلك فليحترزوا من يوم يكون ضدهم ما يحتم ان يعملوا لما ينجيهم من كيد الشيطان وشره. المطلوب الرجوع إلى الدين ورسالة النبي محمد، لان الإسلام دين المحبة والوئام والسلام, وعلينا إن نكون مسلمين صادقين متقين محبين للخير محاربين للظلم والفساد ولا سيما إن الإسلام ابتدأ بالإصلاح وينتهي به، لان همه إصلاح شأن الأمة وإبعادها عن كل ضلالة وعيب وبغي. وعلى الجميع إن يعملوا لما يرضي الله تعالى عنهم فيبتعدوا عن الشر والظلم والفساد والمنكر".  

السابق
وهبي: نريد الحوار ولكن ليس في ظل حكومة سياستها كيدية
التالي
بهية الحريري:ستبقى نموذجا للسلم الاهلي في مواجهة تحديات الفتنة