الإعدام بالسيارات المفخخة …صناعة بعثية !

منذ أتى فريق المراقبين الدوليين إلى العاصمة السورية والتفجيرات تتوالى وبالقرب من الأماكن التي يقصدونها، بالطبع تحمل هذه التفجيرات بصمات الحكومة البعثية في دمشق، كونها خبيرة في هذا المجال منذ العقود الأربعة الماضية، ولها تجاربها المشهودة في لبنان، والعراق، وغيرهما من البلدان العربية الأخرى، ولكن كانت هناك مفاجأة غير متوقعة أثارت الاستغراب بقيام هذا النظام بإعدام معارضيه بوضع بعضهم في السيارات المفخخة والبعض الآخر مربوط بالقرب من هذه السيارات! والادعاء أن هذه التفجيرات راح ضحيتها مواطنون كانوا يسيرون في الشارع، كذبا وزورا، وهم في حقيقة الأمر سجناء رأي لا ذنب لهم ولا تهمة سوى أنهم أبدوا آراء تخالف البعث الإرهابي، فكانت عقوبتهم بهذه الطريقة البشعة!
لهذا لا تستغرب عزيزي القارئ، حينما تسمع عن تفجيرات البعث، فكل ضحاياها من المعارضة الشعبية الشريفة، والتي أبت أن تخضع لهذا النظام الديكتاتوري، الذي مارس القتل والترويع والنفي وراء الشمس، ممارسات تأنف منها عدوة العرب اللدودة إسرائيل، والتي يبدو أنها أكثر رحمة ورأفة مقارنة مع ما يفعله النظام المجرم القابع في دمشق!
محاولات النظام البعثي، إلصاق التهمة بالتنظيمات الإرهابية المعروفة كتنظيم القاعدة وغيره، لن يكتب لها النجاح، وباتت لعبة قديمة ومكشوفة للعيان، فكيف يتهم هذه التنظيمات وهو كبيرهم الذي علمهم الإرهاب وإزهاق الأرواح بطرق غير مسبوقة، طرق يخجل منها طغاة العالم السابقون واللاحقون؟!
* * *
يبدو أن المنادين للوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، إما أنهم عاشقو إثارة وإما أن العاطفة قد جرفتهم، فلم يحسبوا حسابا للنتائج المترتبة على دعواتهم الغريبة!… يا أخي يامن تطالب بالاتحاد بين دول المنظومة الخليجية، ألم تضع في حسبانك، أمورا عدة يتوجب على هذه الدول إقرارها، وقبل هذا وذاك، لا تنس أن دولة الكويت، دولة دستورية ديموقراطية والحكم فيها للأمة، وهذا ما لا يستقيم في بقية الدول، حيث لكل دولة نظامها الخاص، وهي حرة في ما تراه، فلمَ هذه الدعوة والتي ستفتح ملفات محرجة على الصعيدين المحلي والدولي؟!   

السابق
«الكندورة» إماراتية و«الحمص» لبناني
التالي
إئتلاف «اسرائيلي» كبير للحرب أم للإبتزاز؟