أحمد الحريري: لا تنتظروا خيرا من حكومة ميقاتي لأن من ينأى بنفسه لا يمثلنا

أقام قطاع الأطباء في تيار "المستقبل" في منسقية جبل لبنان الجنوبي احتفالا تكريميا لعشرين من أطباء إقليم الخروب، في قاعة المنسقية، في حضور النائب محمد الحجار، الامين العام للتيار أحمد الحريري، الامين العام المساعد الدكتور بسام عبدالملك، المنسق العام في جبل لبنان الجنوبي الدكتور محمد الكجك، منسق اطباء لبنان في التيار الدكتور محمد حاسبيني، مسؤول الجماعة الاسلامية في محافظة جبل لبنان الشيخ احمد عثمان ورؤساء بلديات ومخاتير واطباء.

افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ودقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم ألقى منسق فرع الاطباء في جبل لبنان الجنوبي الدكتور رباح بو عقل كلمة قال فيها: "أردنا ونحن في اقليم الخروب، اقليم المحبة والكرامة، اقليم العيش الواحد ان نكرم باقة من الاطباء يمثلون باكورة جيل العطاء ونبل الاخلاق، كما اننا في تيار المستقبل، تيار الانفتاح والاعتدال، تيار العيش المشترك الذي تخطى حدود المناطق والطوائف والمذاهب، يسعدنا ان نحتفي برواد من اطباء منطقتنا".
وعرف بالاطباء المحتفى بهم.

عويدات

وشكر الدكتور ميلاد منيب عويدات في كلمة باسم والده المكرم الدكتور منيب عويدات لتيار "المستقبل" وأمينه العام "هذه الالتفاتة الطيبة"، معتبرا ان "رسالة الطب هي رسالة الانبياء والمرسلين وهي انبل واشرف رسالة عرفتها الامم عبر التاريخ، وانها ضرورة لتحقيق التطور والانماء للافراد والمجتمعات"، مشددا على "ضرورة الاهتمام بفلذات الاكباد الذين يعول عليهم بعد الله عز وجل في المستقبل القريب الانخراط في بناء الوطن والمحافظة على الامانة بكل ما نستطيع"، طالبا من زملائه الاطباء ان "يحافظوا على شرف المهنة والامانة وان من توكل اليه مهمة شفاء المريض يحق له العيش بكرامة وفي طمأنينة، فهذه هي ابسط حقوق الطبيب على مجتمعه".

حاسبيني

ثم ألقى حاسبيني كلمة قال فيها: "من هذا الجبل الأشم، اقليم العزة والكرامة نطل اليوم لنكرم باقة من رجالات اكرمنا الله بهم فكانوا السباقين في العمل والسعي، فكان لهم علينا ان نقوم بواجب التقدير والاحترام منوهين بما اعطوا وضحوا وقدموا لمجتمعهم قدوة ونماذج خيرة رائدة، فإن في صميم الاصلاح الاجتماعي والبناء الوطني ان يقدر ويكرم من اجاد العمل والعطاء. ويزيد هذا التكريم همة وعزيمة الاخرين ويدفعهم الى العمل الطيب وجزل العطاء".

أضاف: "نمر في مرحلة حساسة للغاية ومحيطنا على فوهة بركان، مما يتطلب منا شعورا بالمسؤولية والتعالي عن الاخطاء التي قد تحدث بين الفترة والاخرى لاسباب عدة كالقصور في الخدمات والترشيد في الانفاق مما قد يدفع البعض الى الاعتكاف او الحرد لاسباب قد تكون محقة في اغلب الاحيان، ولكن صدقوني ليست في توقيتها، ولا تخدم القضية السياسية والنقابية. نحن نعمل على جبهتين، والارتباط واضح وعملي والمرحلة تتطلب منا رص الصفوف والعمل كاطار واحد موحد، بعيدا من الحسابات الضيقة لتحقيق وتجسيد حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتعليمات الرئيس سعد الحريري في العمل على اعادة المؤسسات الى واقعها الطبيعي الفعال بما يخدم مصالح الاطباء والمرضى".

وختم: "قد لا تكون المناسبة للدخول في حيثيات هذه الامور، ولكن من نكرمهم كانوا معطائين في عملهم وافكارهم. فلنزد في تكريمهم عبر مزيد من اللحمة والتواصل والتضامن الى ان نعبر معا بر الامان ونعيد للعمل النقابي وهجه الذي خبا في سنوات الحرب العجاف، ولنكن سياديين في وعينا وممارساتنا والتزاماتنا".

الحريري

بدوره قال احمد الحريري: "نجتمع اليوم لتكريم اطباء من منطقة اقليم الخروب العزيزة على قلوب اللبنانيين، اطباء لهم مكانة مميزة في المجتمع، كما في ضمير دولة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل. فالطب رسالة علم ومعرفة بل مهنة مقدسة في سبيل نهضة الانسانية. عبر التاريخ ساهمت منطقة اقليم الخروب بترسيخ عروبة لبنان الى جانب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وناضلت لأجل القضية الفلسطينية بقيادة ابو عمار والشهيد المعلم كمال جنبلاط، ثم تكاتفت بصلابة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحضنت مشروعه الانمائي والاعماري بكل ايمان، فلها منا جميعا كل المحبة والاحترام وكامل التقدير".

أضاف: "عام 1976 لاح الخطر على حياة كمال جنبلاط بعد مناشدته الجامعة العربية التدخل لوقف احتلال القوات السورية للبنان. ألح عليه المصريون البقاء في القاهرة، ونقل اليه الجزائريون عرضا مماثلا، كما حثه اصدقاؤه على اختيار اللجوء السياسي، لكن كمال بك ابى مغادرة لبنان تاركا شعبه وحيدا ينزف على يد الجلاد السوري، رغم معرفته ان الرجال امثال آل جنبلاط نادرا ما يموتون على الفراش. في 16 آذار 1977 على مقربة من مستديرة بعقلين، لحقت سيارة الجناة بسيارة كمال جنبلاط فأردوه قتيلا برصاص الحقد والغدر. وفي 14 شباط 2005 لحق الجناة بالرئيس الشهيد رفيق الحريري في منطقة السان جورج وفجروا موكبه ب2 طن من الكراهية والغدر".

وتابع: "تهمة كمال جنبلاط انه حاول اخراج لبنان من السجن العربي الكبير وتحريره من الاحتلال السوري، وتهمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري انه حاول ترسيخ سيادة واستقلال لبنان بفك قبضة الوصاية السورية الحديدية. انها الجريمة ذاتها والاهداف ذاتها والقاتل ذاته مع فارق الزمان والمكان. ففي قاموس نظام الاسد لا يوجد مكان للحرية ولا مساحة للديموقراطية ولا اعتراف باستقلال وسيادة لبنان. لذا قدر عظماء لبنان الشهادة، لا الاستسلام او الخضوع لكل مستبد دموي او طاغية همجي".

وسأل: "كيف لطبيب عيون أقسم امام الله على صون حياة الانسان في كل الظروف والاحوال والحفاظ على كرامات الناس ورعياتهم صديقا كان ام عدوا ان يقتل شعبه يوميا ولا يتورع عن قصف مناطق سكنية وجرفها عن بكرة ابيها؟ لقد تجاوز عدد القتلى عشرة الاف شهيد، اضافة الى مئات الالاف من الجرحى والمعتقلين والنازحين والمفقودين. لقد امسى المواطن السوري نازحا كاللاجىء الفلسطيني. اهذه هي الترجمة الفعلية لرسالة حزب البعث الخالدة؟ كيف لنظام بربري يستند على الشبيحة ان يبرر وحشيته بعد تدمير منطقة بابا عمرو فوق رؤوس سكانها بادعائه انه يتصدى لمؤامرة امريكية – اسرائيلية؟ مؤامرة في رأينا تجلت منذ ان سلم الاسد الاب القنيطرة للاسرائيليين بدون قتال في حرب 1967. ثم غض النظام السوري النظر عن احتلال اسرائيل لهضبة الجولان طيلة 40 عاما مقابل تأمين اسرائيل استمرار عائلة الاسد في حكم سوريا. ألم تتجلى هذه الصداقة المستترة في موافقة اسرائيل على دخول الجيش السوري الى لبنان عام 1976؟ وماذا عن مجزرة تل الزعتر في العام ذاته حيث سال الدم الفلسطيني بغزارة من جراء القصف السوري الجنوني على المخيم؟ لقد اقلقهم نموذج الشهيد رفيق الحريري الذي احبه الناس في كل مكان، حتى أن السوريين رفعوا صوره خلسة في بيوتهم بالرغم من حقد النظام".

وقال: "رفيق الحريري كان حلما نادرا مر على هذا الوطن، عمر وعلم اكثر من 30 الف طالب جامعي على نفقته، بينما هم لا يعرفون سوى اقتراف المجازر وسلب الكرامات وارسال الناس الى السجون وحفر المقابر الجماعية. ألم يقتل الاب اكثر من ثلاثين الف مواطن سوري في مجزرة حماة عام 1982؟ ألم يدمر المدينة على رؤوس ساكنيها ويحول ابنيتها الى ساحات عامة؟ ثم اطلق حزب البعث شعارا يقول: "اعدنا بناءها افضل مما كانت؟ فعلا الابن سر ابيه".

وتابع الحريري: "لم يفلح حزب الله في ادارة مناطق نفوذه حتى يستميت مع حلفائه في 8 اذار في ادارة البلد. فور انتهاء حرب تموز استفاد بعض النافذين في الحزب من التعويضات المالية فيما المتضررون الحقيقيون من اهل الجنوب لم ينالوا كامل حقوقهم. بعدها تكشفت ملفات مالية كافلاس صلاح عز الدين واقفال البنك اللبناني – الكندي المتهم بتبييض الاموال لصالح الحزب، مما انعكس سلبا على سمعة القطاع المصرفي اللبناني. كما ادى سلوك الحزب الى التضييق على المغتربين الشيعة في افريقيا وجنوب اميركا ودول الخليج ووضع بعضهم تحت المراقبة. في الضاحية الجنوبية، عاصمة حزب الله تفشت تجارة المخدرات وتكاثرت الخلفات العائلية المسلحة وصولا الى فرض رسوم التشبيح المالية على المقاهي والمحال التجارية. وفي منطقة بعلبك – الهرمل، ازدهر السطو المسلح على السيارات والمحلات التجارية في وضح النهار بشكل لم تشهده المنطقة في احلك ظروف ايام الحرب الاهلية اللبنانية، ما دفع تجار مدينة بعلبك إلى اعلان الاضراب طلبا للامن وحماية الدولة. اما فضيحة تصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة لصالح شقيق نائب في حزب الله فلم تفقها فظاعة الا سرقة وبيع كميات من سلاح الحزب من قبل كوادره. وقد اشترى بعضا من هذا السلاح الجيش السوري الحر واستخدمه في الدفاع عن حرية وكرامة شعبه".

وحيا "هذا الجيش الثائر البطل الذي يقاوم الاستبداد والاستعباد والقهر والذل واغلال السجون، ومبادرة النائب وليد جنبلاط الذي قام بوضع علم الثورة السورية على ضريح والده تأييدا للثورة واحتراما للثوار وتكريما لارواح الشهداء".

وقال: "رغم ان حزب الله اوهم جمهوره انه باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري قد وجد الحل المناسب لمشكلات لبنان، الا اننا شاهدنا الحزب يرضى بتمويل المحكمة الدولية ثم يلوذ بالصمت، بعد ان ادخل اللبنانيين بنزاع سياسي طويل ارهق البلاد وعزل لبنان عربيا ودوليا. ليس علينا الاستغراب لتدهور حركة الاقتصاد اللبناني، فالسياحة في انكماش شديد وحركة العقارات بين تراجع وجمود والميزان التجاري يسجل عجزا تراكميا، ولا علينا التعجب حين تصنف مجلة عالمية عاصمة لبنان لهذا العام في مرتبة متدنية بمنحها رتبة 117 من لائحة تشمل 120 عاصمة، حتى نيروبي في كينيا والاسكندرية تقدمت على العاصمة بيروت، لكن لا تيأسوا فلا زلنا متقدمين على لاغوس وطهران. فشكرا لجهود حكومة حزب الله و8 اذار الفاشلة".

وسأل: "هل قدر هذا الوطن ان يصبح منبوذا من معظم دول العالم لكي يرضي ولاية الفقيه في ايران؟ الى متى الصبر؟ الى متى الصمت؟ وهل يقبل اخواننا في الطائفة الشيعية الكريمة تحمل مسؤولية هذا التدهور المريع، فيما صور السيد حسن نصر الله تمزق في شوارع واحياء العالم العربي؟ ليس باربعين الف صاروخ ولا بسبعين ولا بمئة ولا ب 7 ايار وما بعد 7 ايار ولا بالقمصان السود او الصفر يحكم شعب لبنان، بل بالعدالة والمساواة والالفة بين الطوائف كما علمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اين هي حكم ووصايا علي بن ابي طالب؟ اين هي اصوات الحق لا ترتفع عند اخواننا الشيعة في وجه الظلم بل تبقى همسا خفيفا؟ ان التاريخ لن يرحم احدا منا فحذار ثم حذار".

وقال: "ما ان خرج العميل الاسرائيلي فايز كرم من سجن رومية حتى توجه فورا للقاء مشغله الجنرال ميشال عون، هذا الجنرال الذي يطال بلسانه الجميع، ثم يختبىء في لحظة المحاسبة. اين صوت الجنرال عون حين افترش 37 طالبا من حزب الله الارض واقاموا الصلاة في الباحة الداخلية للجامعة الانطونية في طابع من التحدي والاستفزاز؟ اين صوته من تصريح النائب نواف الموسوي ان لقاءات لعملاء لبنانيين تتم مع مشغلهم من سي اي اي في مناطق ضبية وجونية وجبيل، في اشارة واضحة الى البيئة المسيحية الحاضنة؟ اين صوت الجنرال عون حين تم الكشف عن شبكات التجسس الاسرائيلية والاميركية التي اخترقت قيادات مرموقة في حزب الله؟ اين صوته من اعتبار قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ان لبنان يخضع بشكل او باخر لارادة الجمهورية الاسلامية الايرانية وافكارها؟ واين موقفه من صفقة القمح الاميركي البالغة 120 الف طن التي اشترتها ايران أخيرا من اميركا الشيطان الاكبر كما يدعون في 8 اذار؟ واخيرا نسأل الجنرال عون: هل فائز كرم عميل حلال والاخرون عملاء حرام؟ "يللي بيتو من زجاج ما بيراشق الناس بالحجارة".

أضاف: محاولة اغتيال سمير جعجع التي اكدها وزير الداخلية اشارة واضحة ان الحقيقة ترعبهم، ولكن ما يرعب الناس حجب وزير الاتصالات داتا المعلومات عن الاجهزة الامنية كأنه بذلك يشارك في تغطية الجريمة. غدا سيرسلون فرق الموت ليغتالوا العديد منا، سيسقط الشهداء، ستسيل الدماء، سترسل السيارات المفخخة مجددا، لكن الحقيقة ستبقى ثابتة ان بشار الاسد لطخ يديه بدماء الاطفال والابرياء، ليس في سوريا فحسب بل في لبنان ومعظم الدول العربية، فيما الجولان المحتل يتمتع بالهدوء والسكينة. فهل ستحجب داتا المعلومات مجددا يا وزير الاتصالات؟ الاجيال الآتية ستقرأ ان قتل الانسان العربي كانت مهنتهم وان سحق الاحرار كانت وظيفتهم وان اغتيال قادة لبنان كانت من عاداتهم وانهم كانوا يدعون كذبا وبهتانا انهم قلب العروبة النابض. لقد قتلوا ودفنوا العروبة من زمان وهم يتكئون اليوم على قلب ولاية الفقيه في طهران، فيما نتكل نحن على ارادة الشعوب الحرة، الاحرار في سوريا هي ابطال الربيع العربي، لقد رفعوا شعارا لخصوا القضية بأكملها: "الموت ولا المذلة".

وختم الحريري: "في حكومة حبوب الكبتاغون واللحوم الفاسدة والمواد الغذائية والتشيبس المنتهي الصلاحية، والكهرباء المقطوعة والاتصالات المهترئة وكميات النفط المهربة خلسة بعد منتصف الليل، لا تنتظروا خيرا من حكومة نجيب الميقاتي، لان الذي ينأى بنفسه عما يحدث من مجازر في سوريا لا يمثلنا، انما يمثل فاقدي الضمائر والبصائر والاحساس بالانسانية، بل يمثل موت لبنان. وانتم يا اطباء الاقليم أكفأ من يميز بين حكومة استسلمت روحها للموت وحكومة تضج بالحياة".

وفي ختام الاحتفال وزع الحريري والحجار والكجك وحاسبيني الدروع على الاطباء المكرمين بعد ان ألقى طبيبا مكرما قصيدة شعرية للمناسبة.
  

السابق
13 نيسـان يوم عادي فـي بلد العجائب
التالي
قتيل بطلق ناري في الشياح