ضرب إيران سيقتُل 5000 إسرائيلي!

بدأ المسؤول الاميركي الكبير السابق الذي لا يزال يتعاطى السياسة والشأن العام في الداخل ومع الخارج اللقاء معي بسوريا وما يجري فيها، قال: "في ما يتعلق بسوريا لديّ وجهة نظر مختلفة عن اصدقائي واصدقائك. بشار الاسد لن يسقط الآن وكذلك نظامه.

انها تشهد اضطراباً واهتياجاً شديدين وتعيش مشكلات صعبة عدة. ربما ينجح الاسد في إسكات المقاومة وإن بالدم. قد تكون هناك مصلحة للسعودية في بقاء النظام السوري. اسلاميو سوريا السنّة طبعاً، هم غير اسلاميي السعودية". علّقت: في رأيي ان السعودية كانت في السابق من رأيك اي مٌحبِّذة لاستمرار النظام السوري. وأسبابها كثيرة، منها عدم الرغبة في التغيير الشامل خوفاً من الراديكالية الاسلامية المتطرفة التي قد لا تسيطر عليها او لا تمون عليها، وكذلك خوفاً من ان تشملها رياح التغيير مستقبلاً وخصوصاً إذا شمل المنطقة كلها. امتنعت السعودية خلال الاشهر الخمسة الاولى من الثورة السورية عن المطالبة باسقاط نظام الاسد. بعد ذلك طالبت رئيسه بشار الاسد بالتنحّي. واميركا فعلت الشيء نفسه. ويعني ذلك انهما اعطتا الاسد الفرصة للقيام بما يلزم لإنهاء تحرّك الشارع. والمقصود منها تنفيذ إصلاحات جدية ترضي الثوار. لكنه لم يفعل اي شيء من ذلك، ومارس العنف الشديد معتقداً انه قادر بالقوة العسكرية والأمنية على اخماد الثورة. الى ذلك تعتبر السعودية ان ايران الاسلامية تشكّل خطراً جدياً عليها، وهي متأكدة ان سوريا بشار الاسد حليف استراتيجي لايران إرادياً، وفي الوقت نفسه غير قادرة على الخروج من حلفها معها. ولذلك فان قبولها استمراره لم يعد وارداً في رأيي.
وفي أي حال انت تعرف كم مرة قالت السعودية لاميركا: خلّصينا من إيران. وأنت افصحت لي عن ذلك اكثر من مرة. ردّ: "في رأيي ان ما يجري في العالم العربي ليس ربيعاً ديموقراطياً. في تونس فساد وفقر واسلاميون. في مصر فساد وفقر ومؤسسة عسكرية لا تقتصر مهمتها على المحافظة على امن البلاد وحدودها وسيادتها، بل تتعدى ذلك الى "البزنس" أي الى الاعمال. لن تستقر مصر خلال السنوات المقبلة او بالأحرى خلال السنوات العشر المقبلة. هناك "الاخوان المسلمون" العرب في مصر. لكنهم يختلفون عن "اخوان" تركيا. قالوا انهم لا يريدون أن يترشحوا في انتخابات مجلس الشعب إلا في ثلث الدوائر. لكنهم عادوا وترشّحوا فيها كلها وحققوا فوزاً باهراً. قالوا نحن لا نريد الحكومة ولا رئاستها، ولن نشترك بوزارات سيادية وسياسية. ويبدو ان ذلك قد تغيّر إذ طرح "الاخوان" استقالة حكومة الجنزوري وتأليف حكومة وحدة وطنية يترأسها واحد منهم. ثم هناك سؤال: ماذا سيفعل "الاخوان المسلمون" بمعاهدة السلام بين مصر واسرائيل؟ يقولون الآن انهم لن يتعرّضوا لها. لكن من يضمن ذلك مستقبلا؟

الحقيقة ان على اسرائيل ان تكون قلقة من جهة ايران. لكن عليها ان تكون قلقة من جهة العرب ايضاً، وخصوصاً إذا سيطر الاسلاميون المتطرفون على الدول المجاورة لها جغرافياً". علّقتُ: يرى الكثيرون وأنا منهم ان اسرائيل تفضّل بقاء نظام الاسد لا حباً به بل لأن البديل منه مقلق أو أكثر من مقلق كما قلت وإن على نحو غير مباشر. لكنها لا تستطيع ان تساعده للبقاء. ولهذا فإن مصلحتها قد تكون في نشوب حرب اهلية طويلة تستنزف الاسلاميين وترهقهم، وتُنهِك الجيش السوري الى اقصى حد، وتفرط المجتمع السوري، وتهدم الدولة السورية، وتنهي تالياً الدور المحوري لسوريا وخصوصاً في الصراع مع اسرائيل. وتصبح سوريا، في حاجة الى سنوات بل عقود لإعادة بناء نفسها.
ردّ: "هذا صحيح. لكن الاسرائيليين قلقون ايضاً من إيران. أتى ايهود باراك الى واشنطن وقال ان اسرائيل مستعدة لضرب إيران. وحُجَّته كانت ان الإحجام عن ضربها الآن يجعل من المتعذر ضربها مستقبلاً، إذ تكون اصبحت نووية مدنياً وعسكرياً. ولهذا السبب، تابع باراك، وضعنا في حسابنا أننا قد نخسر خمسة آلاف مواطن اسرائيلي بين مدني وعسكري جراء الرد الإيراني. فسألناه: ماذا تفعلون إذا كان عدد الضحايا الاسرائيلية اكبر؟ لم يُجب. في أي حال علاقة اسرائيل نتنياهو قد تسوء أكثر بالرئيس الاميركي باراك اوباما. لكنه (اي اوباما) سيفوز بولاية رئاسية ثانية. واحتمالات فوزه نسبتها تسعون في المئة أو ربما اكثر. وأسباب ذلك كثيرة منها إنه يحسب جيداً. على كل اميركا الآن ليست في الشرق الأوسط". ماذا تعني بقولك ان اميركا ليست في الشرق الأوسط؟

السابق
إسرائيل تهدد بمهاجمة أهدافاً للحكومة اللبنانية للتدمير حزب الله
التالي
طابور خامس