لمدة 15 عاما عاش «نوريس ريتشارد» مختبئاً من الناس يخشى سخريتهم من وجهه، لا يناديه جيرانه سوى بالوحش.. اليوم بعد 36 ساعة من الجراحة حصل «نوريس» على وجه وفك وأسنان جديدة، واستعاد الشعور الذي فقده منذ سنوات عندما حلق ذقنه. إنه الحالة الـ 22 التي تحصل على عملية زرع وجه كاملة، ولكن المثير في قصة هذا الجندي الأميركي هي السعادة التي تبدو على وجهة المشوه بعد كل مرة يقوم فيها بعمليات التجميل والإصرار الذي ألهمه الصبر على 12 جراحة تجميل، حصل بها على فك وأسنان وعظام وجه جديدة بالكامل حتى يصل إلى الملامح التي تجعله يبدو شبه عادي. قصة «نوريس» بدأت عام 1997، فقد تلقت أسرته التي تعيش في «فرجينيا» خبرا مدمرا، فبعد تجنيد ابنها بشهور أراد القدر أن يختبره وبدلا من أن ينطلق المدفع الحربي في أعدائه جاءت الطلقة في وجهه فدمرت أنفه وفكه وعينيه وذقنه، ولم يتبق منه سوى بقايا وجه وكاد أن يفقد بعدها الأمل في الحياة.
وفي 2012 تلقى «نوريس» خبرا سعيدا فبعد سنوات من البحث تبرع له مجهول الأسبوع الماضي بوجهه، كما تم إنقاذ حياة 5 مرضى آخرين بأعضاء هذا المجهول. وبعد ستة أيام من الجراحات المتواصلة تمكن «نوريس» لأول مرة من فتح وإغلاق عينية، والابتسام بشكل طبيعي، كما بحث عن مرآة الحلاقة وفرشاة أسنانه التي ركنها منذ 15 عاما، كما سيخضع لعملية زراعة شعر بثلاثة آلاف جنيه استرليني الأسبوع المقبل. تمت هذه العملية المذهلة على يد الطبيب «إدوارد رودجيرز» الأستاذ بمعهد الطب بجامعة ميرلاند لمدة 36 ساعة استطاع بها تحقيق إنجاز غير مسبوق في الطب، سيحدث طفرة علمية كبيرة في عمليات زرع الوجه.
