الانباء: التيار العوني يصف جعجع بحكيم أفريقيا وسائر دول المغرب العربي

انظار اللبنانيين تحولت أمس الى اسطنبول حيث انعقد مؤتمر اصدقاء الشعب السوري بمشاركة اربعين وزير خارجية و31 ممثل دولة إلى جانب المجلس الوطني السوري المعارض، بينما غابت روسيا والصين ومن دول الجوار لبنان والعراق.

ورغم ان الكلمات بساخنها والبارد، ظلت تحت سقف مهمة كوفي أنان التسووية السلمية، الا ان حديث وزير الخارجية الاميركية عن العواقب الوخيمة على النظام حال عدم تنفيذه ما تعهد به، ودعوة الامين العام للجامعة العربية إلى اصدار قرار اممي تحت الفصل السابع لوقف القتل في سورية، وتزامن اعلان الطيران التركي وقف رحلاته، مؤقتا، إلى سورية حتى آخر ابريل، كل ذلك اثار الاهتمام في لبنان، رغم سياسة النأي بالنفس المعتمدة رسميا، بيد أنه لم يبلغ حد التطرق المباشر الى المؤتمر وأعماله، ربما عن حكمة وربما بسبب الانشغال بالمشاحنات الداخلية بين الاطراف السياسية المتنازعة، حول ما يجري في سورية، واصلا حول ما يجري في لبنان، والاطراف الحكومية المكهربة الى درجة الخطورة.

أبرز هذه المشاحنات تبدت بردود الفعل على خطاب د.سمير جعجع بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لحل حزب القوات اللبنانية، والذي تضمن الانفتاح الواسع على الدول العربية، وخصوصا التي شهدت الربيع العربي، ودعوة المسيحيين إلى التفاعل مع مواطنيهم في كل الاقطار العربية، مع الغمز من قناة التيار الوطني الحر، لارتباطه بالنظام السوري.

وفي الاحتفال الذي تحدث فيه نائب مصري ومفكرة مصرية وناشطة ليبية وفتاة سورية مسيحية كانت معتقلة، قال جعجع ان الانظمة الديكتاتورية هي التي سببت الربيع العربي، وان هذه الانظمة امتصت دماء شعوبها.

وتوجه الى المسيحيين بالقول ان ظاهرة التكفيريين محدودة، امام الاكثرية الاسلامية المعتدلة ونوه بإعلان الازهر ورسالة المجلس الوطني السوري كما في وثيقة حزب الاخوان المسلمين، ودعا المسيحيين إلى التشبث بأرضهم وأوطانهم والانتظام بالأحزاب والتكتلات السياسية.

وتناول جعجع التيار الوطني الحر، بقوله: ان ممارسات الاصلاح والتغيير باتت تهدد نوعية العمل السياسي. وقال: لتحقيق الاصلاح والتغيير جاءونا بحكومة مكهربة لحمها فاسد، ونفسها ملوث.

واضاف: قولوا لي بربكم عن أي اصلاح وتغيير يتكلمون؟ لقد مر عليهم في وزارات الماء والكهرباء والاتصالات والعمل والعدل أقل من عام بقليل، فماذا بان من اصلاحهم في الموازنة ام في الكهرباء أم في الاتصالات؟ أم في القضاء والعدل من خلال ابقاء منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى شاغرا.. وقال: التغيير الوحيد كان تغيير شربل نحاس، الوزير الوحيد الذي كان يحمل افكارا اصلاحية وتغييرية وقد كنا لا نوافق على معظمها.

واضاف: لقد سقط القناع وبانت الحقيقة فسادا أسود أزرق كريها عابقا بروائح الصفقات والفظائع في الكهرباء والمازوت والاتصالات ولن أكمل حتى لا أفسد عليكم امسيتكم.

وتطرق الى حقوق المسيحيين التي ينادي بها عون وقال اين استرجعت هذه الحقوق أفي التهجم على موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة تحجيمه، أم في ملاك وزارة المالية ام في الامن العام والمجلس النيابي؟

بدوره، رد التيار الوطني الحر على د.سمير جعجع، عبر قناة الـ «او تي في» الناطقة بلسانه ساخرا من حملته على تيار التغيير والاصلاح بالقول: يحق لسمير جعجع ان يفرح، لأنه لم يعد حكيم القوات وحسب، بل صار حكيم افريقيا وسائر دول المغرب العربي ومصر وتونس وليبيا، وقريبا الجزائر والمغرب وموريتانيا والصحراء الغربية.

واضافت «او تي في» في مقدمة نشرتها المسائية ليوم السبت، تقول: لمن فاتته الذكرى والمعلومة، فإن حكيم افريقيا هو لقب اسبغه على ذاته معمر القذافي من قبله وانتقل منه اليوم إلى الخلف اللبناني، والحكيم الذي اكتشف ان الانظمة الديكتاتورية هي سبب الربيع العربي، تناسى انه تباهى بصداقته مع احد اعتى رموز هذه الديكتاتوريات حسني مبارك، ولم يذكر أمام جمهور «بيال» انه غطى اقتحام الجيش السوري لقصر بعبدا واليرزة زمن حافظ الأسد، ثم عاد وانقلب على السوريين، لأنهم لم يجعلوه خليفة لميشال عون في زعامة المسيحيين بعد نفي الجنرال الى فرنسا، وإقرار «الطائف» السوري ـ السعودي ـ الأميركي.

واللافت ان رد عون عبر قناته التلفزيونية لم يتطرق الى ما نسبه جعجع الى تياره ووزرائه من اتهامات بالفساد والإفساد، انما خلص الى القول «ان الحكيم الذي أعطى وصفات لأمراض الأمة العربية المستعصية استعصت عليه عقدة عون».

في هذا الوقت، وردا على الحملات المضادة لسلاح حزب الله، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس نحن الذين ندعم الدولة، نحن الذين ندعم بنيتها، ونحن الذين نحفظ هذه الدولة، وندعم مؤسساتها الأمنية وغير الأمنية، ونتصرف بكثير من الدقة والحكمة والهدوء وصلابة الأعصاب، حتى لا نستفز ولا نستدرج الى سجال، ولا ننزلق الى ما يريده الآخرون حرصا منا على الاستقرار.

وأضاف في افتتاح معرض للكتاب في محافظة النبطية: دعونا نكون صريحين: هناك من يريد ان تستقر الفتنة في هذا البلد، وهناك من يريد ان يستدرج اللبنانيين الى الفتنة.

السابق
الشرق: كلينتون: الاسد فقد شرعيته وعواقب وخيمة اذا واصل العنف
التالي
الحياة: الحكومة تعاود دراسة قانون الانتخاب المختلف عليه والبرلمان المنتخب يقرر من هو الرئيس المقبل