من يضبط الأرض في يوم الأرض؟

لبنان أيضاً وأيضاً مسرح لمواجهات الغير… اللاجئون الفلسطينيّون لن ينتظروا طويلاً في بلدان اللجوء والشتات، ومقابل أيّ حماقة قد يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه أولادنا فإنّنا سنجعله يدفع الثمن غالياً، وإذا قتل مدنيّاً واحداً على الحدود مع فلسطين فإنّنا سنقتل مقابله عشرة جنود إسرائليين…

الكلام لأبناء المخيّمات الفلسطينية في لبنان الذين بدأوا يستعدّون منذ الآن للخروج في تظاهرات حاشدة الى الحدود اللبنانية الجنوبية بهدف توجيه رسائل عدة الى العالم مفادها، "أنّ السكوت عن حقّ العودة الى فلسطين قد ولّى الى غير رجعة، ولن ننتظر حتى نكمل المئة عام في بلاد الشتات".

يؤكّد وزير الداخلية مروان شربل لـنا أنّ التظاهرة "هي في عهدة الجيش اللبناني، واللجنة المنظّمة أرسلت لنا علماً وخبراً، ونحن لا مشكلة لدينا في هذا الأمر، ونقف الى جانب الفلسطينيّين شرط عدم حصول أيّ مشكلة على غرار السنة الماضية"، مشيراً إلى أنّ "دورنا هو الحفاظ على الأمن والنظام الى حين وصولهم الى النقطة المحدّدة، وأعتقد أنّ الجيش قد اتّخذ قراره في هذا السياق، وقد يمنع الوصول الى مناطق وجود قوّات اليونيفل الدولية".

وعمّا إذا كانت التظاهرة قد حصلت على ترخيص، يشير شربل الى "أنّنا في وزارة الداخلية لم نعطِ أيّ جهة ترخيصاً لهذا الأمر، وفي الأساس فإنّ الترخيص يعطيه المحافظ نفسه، لأنّه هو السلطة المخوّلة ذلك، وإذا واجه أيّ إشكال يعرض الموضوع على وزارة الداخلية"، وأكّد "أنّ موعد التظاهرة هو في نهاية الشهر الجاري، وهناك تنسيق قائم ودائم مع قيادة الجيش في كلّ المجالات".

في الأمس وافقت قيادة الجيش اللبناني على السماح للمتظاهرين بالوصول الى قلعة الشقيف كنقطة لتجمّع المسيرة، في حين لم تتضمّن الموافقة الوصول الى السياج الشائك في مارون الراس أو "بوّابة فاطمة" أو سهل الخيام، أو ملعب بنت جبيل، كما كانت قد تمنّت اللجنة المنظمة للتظاهرة، وذلك تحاشياً لأيّ طارئ أمنيّ، خصوصاً أنّ إسرائيل توعّدت البارحة بإطلاق النار على كلّ فلسطينيّ أو لبنانيّ يصل الى السياج.

وهنا يؤكّد قائد "المقرّ العام" لحركة "فتح" في لبنان منير المقدح لـنا أنّ "التحضيرات لهذه الذكرى بدأت على قدم وساق، وهناك لجنة مركزية في بيروت تتواصل مع اللجان في مصر وفلسطين والأُردن وسوريا، بالإضافة الى كلّ المخيّمات والمناطق في لبنان".

والسؤال البديهي الذي يرد الى الذهن، مَن يضمن أن تنتهي المسيرة سلميّة مثلما ستبدأ، خصوصاً أنّ تجربة الخامس عشر من أيّار العام 2011 لا زالت ماثلة في الأذهان، إذ إنّ أكثر من 15 قتيلاً و25 جريحاً سقطوا يومها في قرية مارون الراس اللبنانية والجولان السوري، وفي هذا السياق يشدّد المقدح على أنّه "في حال ارتكب الإسرائيلي أيّ حماقة فإنّنا قادرون على الردّ في كلّ مكان داخل فلسطين، ولن نحدّد مكان التجمّعات لأنّنا نريد للإسرائيلي أن يعيش على أعصابه من الآن حتى الموعد المحدّد".

المواجهات التي حصلت العام الماضي، فسّرها البعض يومها بـ"سيناريو تمّ الإعداد له بناء على إيعاز النظام السوري وبعض حلفائه في لبنان في محاولة للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف دعم التظاهرات المناوئة للرئيس السوري بشّار الأسد".

وفي هذا السياق يقول المقدح: "قد تكون هناك عوامل تداخلت على خط التظاهرات التي حصلت العام الماضي، ولكن هذا لا يعني أنّنا لعبة في يد أحد، فنحن لنا قضيّة تساوي العالم أجمع، وبالتالي نرفض أن يتمّ ارتهاننا لهذه القوى أو تلك". ويشدّد على أنّ "الزمن الذي كنّا نُقتَل فيه ونسكت قد ولّى الى غير رجعة، كما أنّنا لن نُقتَل بعد اليوم وحدنا". ويعتبر أنّ "مسيرات العودة هي الطريق الى فلسطين، وفي هذا العام ستنطلق شعلة التحرير في ذكرى يوم الأرض، فإذا قتلنا على حدود فلسطيننا الحبيبة أشرف لنا من أن نجرح في الفتن البغيضة التي تحدث هنا وهناك، ابتداءً بالفتن التي تغذّيها إسرائيل في مخيّماتنا وانتهاءً بالفتن التي تطاول العواصم العربية والإسلامية.

وللحركات الإسلامية طريقتها الخاصة في التعبير عن إمكان مشاركتها في التظاهرة، وفي هذا الإطار يؤكّد "ابو طارق" أحد قادة "عصبة الأنصار" في مخيّم عين الحلوة أنّ "العصبة مع أيّ تحرّك من شأنه أن يخدم القضية الفلسطينية، وفي حال ارتكبت إسرائيل أيّ حماقة ضدّ شعبنا، فإنّنا إن شاء الله قادرون على الردّ بقوّة وفي كلّ الأماكن، وسيكون ردّاً قاسياً، فنحن نفدي فلسطين بدمائنا".

السابق
14 اذار مشروع مذهبي بقفازات مدنية
التالي
أنان تلقّى رداً سورياً رسمياً على خطته.. وضغوط روسية ودولية ليستجب الاسد وينفذ