وثيقة سياسية جديدة.. وشباب 14 آذار لهم حصة الاسد في احفال البيال

علمت "النهار" ان لجنة مصغرة من قوى 14 آذار اجتمعت مساء امس في بيت الوسط وعملت على وضع الصيغة النهائية للوثيقة السياسية التي ستعلنها هذه القوى لدى احياء الذكرى السابعة لانطلاقتها غداً في "البيال". وسيتلو النائب بطرس حرب الوثيقة. وسوي خلاف مع "حركة اليسار الديموقراطي" بعدما أعلنت الاخيرة مقاطعتها الاحتفال.

لفتت "الجمهورية" إلى أن الوثيقة-الرؤية التي ستطرحها قوى 14 تشكل مناسبة لإعادة هذه القوى تسليط الضوء على المعضلة التي تحول دون "العبور إلى الدولة" والمتمثلة في "حزب الله"، فضلا عن النظام السوري الذي يعيش آخر فصوله وتمكن على امتداد الأربعة عقود المنصرمة من حجز حرية الشعبين اللبناني والسوري. وأما حدية مضمون الوثيقة-الرؤية فتكمن في تعبيرها بشكل واضح عن نهاية المرحلة الممتدة منذ العام 2005 إلى اليوم وبداية أخرى جديدة، على غرار انتفاضة الاستقلال التي عبّرت عن نهاية مرحلة الوصاية السورية وبداية أخرى، الأمر الذي من شأنه أن يثير عاصفة من الردود تدفع بأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى ابتداع مناسبة للرد على هذه الوثيقة من أجل إعادة توازن الرعب إلى الساحة وإعطاء التطمينات والمعنويات لبيئته.

ومن المتوقع ان يكون لشباب "14 آذار"، وهيئات المجتمع المدني، حصّة الأسد في هذا الإحتفال، حيث من المرتقب أن تنحصر الكلمات التي سوف تلقى، على العناصر الشبابية، لإبداء رأيها وتطلعاتها نحو ما يجب أن تكون عليه قوى المعارضة مستقبلا، وبالطبع لن يغيب الربيع العربي عن تلك الكلمات، نظرا للدور الريادي الذي لعبه شباب الاستقلال الثاني، في إسقاط نظام الوصاية وإخراجه من لبنان في نيسان من العام 2005، وفي التمهيد للثورات الحاصلة اليوم، على يد الشباب العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وأخيرا وليس آخرا سوريا، التي يسطّر شبابها أروع الملاحم البطولية، في وجه آلة القمع التي يمارسها عليه نظام الرئيس السوري بشّار الأسد.

وفي مضمون الوثيقة، التي على الأرجح سوف يذيعها، رئيس كتلة المستقبل، الرئيس فؤاد السنيورة، فسوف تؤكّد على مجموعة ثوابت، سواء على المستوى الداخلي، أو على المستوى الخارجي، فعلى الصعيد الداخلي، ستنادي الوثيقة بمشروع الدولة، وبالنظام الديمقراطي اللبناني التعددي، وعلى العيش المشترك فيما بين اللبنانيين المسلمين والمسيحيين، كما وسوف تدعو الوثيقة إلى تحصين السلم الأهلي، عبر رفض الإستقواء بالسلاح وبالخارج، من أجل فرض الهيمنة على اللبنانيين.

الوثيقة، وفي جزء يسير منها، ستتناول موضوع سلاح "حزب الله"، ومن خلاله ستجدد قوى الرابع عشر من آذار، التأكيد على الطروحات التي أعلنها قادة المعارضة في ذكرى الرابع عشر من شباط في "البيال"، والتي أعلنها الرئيس سعد الحريري في خلال إعلان وثيقة تيار المستقبل.

ولن يغيب عن مضمون الوثيقة، ملف "الربيع العربي"، وفي هذا الصدد سوف تجدد قوى الرابع عشر من آذار، دعمها المطلق إلى الثورات العربية، ولا سيّما للثورة السورية، وستؤكّد على حق الشعوب العربية، في تقرير مصيرها، بعيدا عن ممارسات الأنظمة الدكتاتورية والقمعية، وستطالب بشكل غير مباشر من الرئيس السوري بشّار الأسد، الإصغاء إلى شعبه والتنازل عن السلطة، من أجل حقن الدماء، والتمهيد إلى انتقال سوريا، نحو نظام ديمقراطي عادل.

وكتب نادر فوز في"الاخبار" أنهت قوى 14 آذار استعداداتها للاحتفال بالذكرى السابعة لانطلاقتها. هذه الذكرى تترافق مع أكثر من أزمة بدأت آثارها تتجلّى على صعيد التنظيم والخطاب السياسي… اجتمعت شخصيات معارضة أمس و"بيّضت" مسوّدة الوثيقة السياسية التي ستُعلَن في الذكرى السابعة لانطلاقة الاستقلال. وعلى نحو مفاجئ، اتُّفق على خفض السقف السياسي لجهة مهاجمة النظام في سوريا، واللافت أن هذا الأمر جاء نتيجة اقتراح كل من حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب. وفجأةً أيضاً، تقرّر استئصال كل ما له علاقة بالبنود الإصلاحية التي حدّدها اتفاق الطائف، الأمر الذي أزعج حركة اليسار الديموقراطي التي أعلنت عدم مشاركتهم في احتفال البيال… يقول من اطّلع على التقرير أنّ رئيس القوات اللبنانية "سيخطف الأضواء من جديد، مكرّراً ما فعله في ذكرى 14 شباط قبل شهر". سيقول جعجع ما معناه أنه يحلم بـ"لبنان القوي، أي لبنان بشير الجميّل… ووقعت "مصيبة" أخرى على رأس الأمانة العامة لقوى 14 آذار.
فقد حاول هذا الطاقم في اليومين الماضيين دعوة كل من عضو المجلس القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، خضر غضبان، والناشط مصطفى فحص، نجل السيد هاني فحص، لإلقاء كلمتين في الاحتفال . فوجئ القيّمون برفض غضبان وفحص… ووسط هذه الأجواء المشحونة، عمد مسؤولون في تيار المستقبل والأمانة العامة إلى التأكيد على أنّ المفاجأة الكبرى ستتمثّل في حضور الرئيس سعد الحريري الاحتفال. وكأنّ حضور الحريري سيلغي كل هذه الأزمة، علماً بأن قريبين من الحريري أكدوا أن وضعه الصحي لا يزال يمنعه من الحضور.

السابق
خلية قاعدية في لبنان بين أعضائها رقيبان.. لاسباب عقائدية وجهادية !!
التالي
جمهور الاسير في صيدا يرتفع