النهار: جلسة اليوم طارت والنازحون الجدد 3 آلاف ولقاء بعبدا تقريب وجهات نظر

تقدم الواقع الميداني الحدودي أمس النشاط السياسي المفتوح على تطورات محلية وخارجية تلقي بثقلها على الداخل اللبناني، إذ ان الحكومة اللبنانية ستواجه ملفا معقدا بعد دخول نحو ثلاثة آلاف نازح سوري جديد الى البقاع حيث لا تفويض لرعايتهم، ودخول عدد من المسلحين وتوقيف الجيش اللبناني اياهم، مع امكان طلب دمشق لاحقا استردادهم من السلطة اللبنانية. هذا الملف يمكن ان يتسبب بمشكلة سياسية اضافية، على ما صرح الوزير وائل أبو فاعور لـ"النهار".
واذا كانت قوى 8 آذار في لبنان تنفست الصعداء بعد اقتحام الجيش السوري حي بابا عمرو في حمص، ورفعت أمس في ساحة الشهداء شعار "شكرا روسيا"، فانها قد تبدو اليوم مربكة في ما يمكن ان يؤول اليه الموقف الروسي بعد الانتخابات الرئاسية أمس، اذ صرح السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين لـ"النهار" بأن "تنحية الرئيس السوري قرار يتعلق به، ونحن لا نتمسك بنظام بل بالعدالة واتاحة الفرصة للشعب في التعبير عن رأيه". وأضاف: "إن المشكلة في أن الموقف الروسي لم يكن مفهوما في شكل جيد".
وقد توزع الاهتمام امس من ساحة الشهداء الى الحدود البقاعية وصولا الى قصر بعبدا من دون عين التينة، التي أطفأ فيها رئيس المجلس محركات وساطته، الامر الذي انعكس سلبا على الجلسة الاشتراعية المقررة اليوم: طار النصاب قبل ان تنعقد مع اعلان نواب قوى 14 آذار مقاطعتهم لها، وتغيب نواب "جبهة النضال الوطني" مما يفقدها النصاب القانوني.

النازحون السوريون
ميدانيا، وبعد مرور تظاهرتي ساحة الشهداء دونما احتكاك او تصادم أمني، وفي ظل ضآلة عدد المشاركين من الطرفين، مما يؤكد عدم رغبة الاطراف الفاعلين في إقحام أنفسهم في مشكلة داخلية، برز تطور لافت على الحدود اللبنانية – السورية، مع تدفق نحو 1000 عائلة الى محلة مشاريع القاع البقاعية، بينها عدد كبير من الشباب المقاتلين، ومنهم من كان يحمل السلاح.
وقبض الجيش اللبناني على 33 مسلحا سوريا بعد اشتباك معهم في المحلة واقتادهم الى ثكنة أبلح بعد ضبط أسلحتهم وعتادهم، في حين أصيب أحد العسكريين اللبنانيين.
وأفاد مراسل "النهار" في بعلبك أن هؤلاء كانوا يحاولون دخول الاراضي اللبنانية، تزامنا مع تدفق مئات العائلات السورية النازحة من بلدات القصير، الزراعة وجوسيه السورية الى محلة مشاريع القاع، في ظل معارك ضارية في القصير السورية، واستنفار أمني غير مسبوق من فوج الحدود التابع للجيش اللبناني عند معبر جوسيه – القاع الحدودي، والذي تحول ثكنة عسكرية يمنع الاقتراب منها منعا باتا.

أبو فاعور
وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور لـ"النهار، ان نحو الفي شخص دخلوا الاراضي اللبنانية أمس، وإن عشرة في المئة منهم عائلات، والباقين من الشباب وهذا ما سيولد إرباكا في التعامل معهم. وأكد أن لا امكان لوزارة الشؤون لرعايتهم الا اذا انتقلوا الى منطقة الشمال، لان مجلس الوزراء لم يفوض الى الوزارة رعاية النازحين بقاعا. وأضاف ان عددا كبيرا منهم سيعود بالتأكيد ما ان تتبدل الظروف الامنية في قراهم المتاخمة للحدود مع لبنان.

لقاء بعبدا
وعصر أمس اجتمع في قصر بعبدا الرئيس ميشال سليمان مع العماد ميشال عون في حضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في ما اعتبره مراقبون "لمّ شمل مارونياً". وأفادت اوساط البطريرك ان اللقاء دام ساعتين وربع ساعة، وكانت أجواؤه ممتازة، وعرضت فيه كل الملفات، وساده جو من التفاهم. لكن المجتمعين "لم يدخلوا في الاسماء والحصص. فما يهم البطريرك ليس الاسماء وانما التفاهم والحوار وتقريب وجهات النظر".
وقال الرئيس سليمان لـ"النهار" ليلاً، ان اللقاء تناول مجمل الاوضاع والتطورات ولم يتركز على أهداف محددة او محصورة بموضوع بعينه، وانما شمل كل المواضيع والاستحقاقات، ومنها التعيينات وقانون الانتخاب ومسألة الموازنة والملف المالي بمجمله. وإذ وصف الجو بأنه كان جيدا، أضاف أن البطريرك الراعي أحب ان يودعني قبل سفره الى الاردن، وأراد أن يقرب وجهات النظر علما ان لا خلاف شخصيا مع العماد عون. وكان جو اللقاء جيدا".

بري والجلسة
اما الجلسة الاشتراعية التي غابت عنها الحلول الهادفة الى انجاحها وايجاد مخرج حل متزامن لملف الـ11 مليار دولار زمن حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة، وملف الـ8900 مليار ليرة للحكومة الحالية، فقد اصر رئيس مجلس النواب نبيه بري على عدم ارجائها على رغم تبلغه ليل أمس قرار مقاطعتها وغياب النصاب عنها.
وقال: "سأنزل الى المجلس لأرأس الجلسة الاشتراعية وفق جدول الاعمال الموضوع". وعن المبادرة للحل قال: "قدمت مبادرتي وحسنت شروط نجاحها. اذا تجاوبوا معي فهذا محل سروري. والجدول لا يقتصر على مشروع الـ8900 مليار ليرة، بل فيه مجموعة من المشاريع التي تهم كل اللبنانيين، ولا بد من انجازها والمصادقة عليها، ومنها مشروع خفض السنة السجنية مثلا".
واذ اكد ان "لا صحة لما تردد عن تأجيل الجلسة"، اضاف: "عند الوصول الى مشروع لا ينال قبول البعض، لن تكون نهاية العالم وليدلي كل طرف بدلوه".
وقال بري لـ"النهار" ان ما حصل امس في ساحة الشهداء يعني "ان سياسة النأي بالنفس طبقت، وانسحبت من الخارج الى الداخل". وحيّا المواقف "الايجابية للمستقبل وحزب الله وأمل من حيث عدم المشاركة في اي من التظاهرتين. ويدل هذا الامر على سعة افق وحكمة تتمتع بها هذه القيادات في ابعاد الفتنة".

نواب "المستقبل"
وفيما ابلغ اعضاء كتلة "المستقبل" النيابية مقاطعة الجلسة، علم ان جميع نواب قوى 14 آذار اتخذوا قراراً مماثلاً. وصرح النائب امين وهبي لـ"النهار" بأن "قوى 8 آذار لم تبادر بشكل فعلي الى تقديم حل منطقي وأنه من غير مصلحتها حاليا توفير الحلول، بل هي تتمسك بالوضع القائم وتحاول ان تلقي المسؤولية على عاتق قوى 14 آذار واتهامها بالتعطيل لإشاحة النظر عن موضوع المحكمة الخاصة بلبنان".
واعتبر ان "التيار الوطني الحر سيفقد ورقة يهول بها على الناس اذا ما تمت التسوية في مجلس النواب".

جنبلاط
في غضون ذلك، توجه النائب وليد جنبلاط امس من باريس الى لندن. وافاد نواب "جبهة النضال الوطني" ان احداً لم يتصل بهم لدعوتهم الى الجلسة بعدما كان الوزير غازي العريضي صرح لـ"النهار" امس بانه "اذا لم تثمر الاتصالات فنحن مش نازلين". واكدوا ان الاتصالات لم تثمر حتى الساعة.
لكن اوساطاً في 8 آذار لم تشأ التعليق في انتظار ما سيؤول اليه موقف جنبلاط اليوم، وقالت: "سمعنا كلاماً ايجابياً من الوزير العريضي. من حقهم ان يتخذوا الموقف المناسب ولكن من الافضل ان يكون قرارهم تحت مظلة الحكومة".

الكتائب
وأكدت كتلة نواب الكتائب اللبنانية بدورها موقف المقاطعة، وقال النائب ايلي ماروني لـ"النهار": "نحن نلتزم موقف حلفائنا بمقاطعة الجلسة اذا لم تطرح تسوية. وقد اكدنا ذلك في حضور واحد منا المؤتمر الصحافي للرئيس السنيورة قبل ايام".

الحريري
على صعيد آخر، علمت "النهار" ان الرئيس سعد الحريري الذي ينتقل الى السعودية لمتابعة بعض اعماله، سيلقي كلمة عبر الشاشة، في اللقاء المرتقب بعد غد الاربعاء في بيت الوسط، لاعلان وثيقة سياسية لـ"تيار المستقبل" بعنوان "تيار المستقبل وآفاق الربيع العربي".
وستتضمن كلمته دعوة مباشرة الى كل الافرقاء اللبنانيين لتحصين الداخل وعدم ربط مصير اي فريق لبناني بالخارج، وخصوصا بالنظام السوري. وتحت عنوان "الدولة اولاً" سيدعو "حزب الله" الى جعل سلاحه في إمرة الدولة.
والوثيقة التي ادخلت عليها تعديلات جوهرية في المدة الاخيرة، تقع في 18 صفحة فولسكاب، يؤكد فيها التيار اتفاق الطائف والعيش المشترك والمناصفة والمحكمة الخاصة بلبنان وتأييده الشعوب المطالبة بالحرية والديموقراطية.  

السابق
السفير: مقاطعة في ساحة النجمة … و قطوع ساحة الشهداء يمر
التالي
قائد اليونيفيل في الشرقي عند كفوري