الجيش السوري يدخل بابا عمرو.. ويظهر الى العلن الخلاف الواضح بين اركان المعارضة

دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة بعد التطور الميداني الذي تمثل في بسط الجيش السوري سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص وإقرار المسلحين بـ«انسحابهم تكتيكياً» من الحي، الذي سرعان ما سمحت السلطات السورية للصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري بدخوله اليوم الجمعة، فيما كان مجلس الامن الدولي يطلب عبر بيان للمرة الاولى منذ 7 اشهر، من دمشق «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الانسانية الى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف»، معرباً عن أسفه للتدهور السريع في الوضع الانساني.

وقال نشطاء على اتصال بمقاتلي المعارضة ان أغلبهم انسحبوا من منطقة بابا عمرو المحاصرة في حمص بعد أن قصفتها قوات الرئيس بشار الاسد على مدى اكثر من ثلاثة أسابيع.
وأضافوا أن بضعة مقاتلين بقوا لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي" لزملائهم.
واوضح الناشط محمد الحمصي ان "كتيبة ثوار بابا عمرو" و"كتيبة الفاروق" التابعتين للجيش الحر انسحبتا من بابا عمرو "انسحابا تكتيكيا"
للسماح بدخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر، مضيفا ان الجيش النظامي تقدم ببطء الى الحي من منطقة مسجد الجوري وقام بعملية تمشيط.
واوضح الحمصي انه عناصر الجيش الحر نقلوا الجرحي الذين يمكن نقلهم الى خارج الحي وحتى الى خارج حمص.

وأكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد ان قواته "انسحبت من بابا عمرو انسحابا تكتيكيا حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين".
وعما اذا كان الانسحاب يعني سقوط المنطقة في يد قوات النظام، قال الاسعد: "نحن لا نقول سقطت. فالحرب كر وفر. ونحن انسحبنا بسبب الممارسات الوحشية التي يقوم بها النظام ضد المدنيين"، مشيرا الى ان معركة الحي ادت الى سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين وكذلك تكبدت قوات النظام خسائر بشرية كبيرة".

ورفض الاسعد التعامل مع المجلس العسكري الاستشاري الذي اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون عن انشائه لتنسيق تسليح المعارضة، لانه لم تتم استشارة الجيش الحر قبل تشكيله، وقال: "نحن نريد افعال وليس اقوال".
الامر الذي اظهر خلاف واضح بين المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون وقائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد حول تشكيل "مجلس عسكري للإشراف على المعارضة المسلحة داخل البلاد وتنظيمها تحت قيادة موحدة"، اكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني استعداد بلاده لدرس "كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري"، بعد أيام من اعلان الدوحة والرياض ترحيبهما بفكرة تسليح المعارضين، وهو الامر الذي رد عليه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكداً أنه يعارض العنف كوسيلة لإنهاء الأزمة السورية، في حين بدت واشنطن متحفظة إزاء فكرة التسليح على اعتبار انه ليس واضحاً ما اذا كانت هذه الخطوة تفيد المعارضة او تضرها.   

السابق
السفير: مجلس الأمن يطالب سوريا بإدخال مساعدات إلى المناطق المتضررة
التالي
محاولة جديدة لوضع اليد على لبنان!