هل يدخل حزب الله المواجهة؟

في خضم الحسابات التي يجريها الإسرائيليون للثمن المحتمل لضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، يحتل السلاح الصاروخي لـ"حزب الله" في لبنان حيزاً أساسياً. إذ يتوقع الإسرائيليون إقدام "حزب الله" على قصف إسرائيل بالصواريخ التي يملكها، في إطار الرد الإيراني على أي ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية.

من هنا الأهمية التي أولاها الإسرائيليون للعبارة التي قالها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في الثامن من شباط الجاري، وهي أنه اذا أقدمت إسرائيل على مهاجمة إيران "فإن قيادة الحزب ستجتمع وتفكر وتقرر ما يجب عمله". لم يفسر الإسرائيليون هذه العبارة بأنها محاولة لتأكيد استقلالية القرار السياسي للحزب، بقدر ما اعتبروها رسالة ضمنية فحواها أن "حزب الله" لن يقف موقف المتفرج اذا قررت إسرائيل مهاجمة إيران.

والواقع ان الاعتقاد السائد في الأوساط الإسرائيلية هو أن "حزب الله" يشكل جزءاً لا يتجزأ من المنظومة العسكرية الإيرانية في المواجهة مع إسرائيل، ليس فقط على الصعيد الجبهوي والعملاني وإنما أيضاً على الصعيد الاستخباري والعمليات ضد أهداف في الخارج. ومع تشديد الخناق الدولي على إيران، تتوقع إسرائيل ان يعود الإيرانيون الى استخدام سلاح الهجمات على الأهداف الأجنبية، وأن يستخدموا لهذا الغرض التنظيمات التي تولّوا رعايتها وتسليحها وتدريبها سابقاً وعلى رأسها "حزب الله". وهكذا يربط الإسرائيليون بين إيران و"حزب الله" ربطاً وثيقاً سواء في الحرب الاستخبارية الدائرة ضد البرنامج النووي الإيراني، أم في الاستعداد الإسرائيلي لمهاجمة إيران.

طوال السنوات الأخيرة للرعاية الإيرانية لـ"حزب الله" لم يبرز أي تضارب في المصالح بينهما، لا بل على العكس من ذلك، فقد كان هناك تبادل متكافئ، الى حد ما، للخدمات بين الطرفين. إذ ساهم الدعم الإيراني للحزب في تحقيق انجازات كثيرة منها: إجبار إسرائيل على الانسحاب من طرف واحد من جنوب لبنان في أيار 2000، وتكبيدها خسائر عسكرية فادحة، وزعزعة ثقتها بنفسها في المواجهات في حرب تموز 2006. في المقابل، ساهم الحزب مساهمة كبيرة في تعزيز نفوذ إيران داخل لبنان وفي المنطقة على حد سواء.

لكن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقت يقال إنه في فصل الربيع أو بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل، تطرح علامة تساؤل كبيرة عن مستقبل التحالف بين إيران والحزب. فهل يخاطر "حزب الله" بتعريض لبنان كله للخطر ويقصف إسرائيل اذا نفذت هذه تهديداتها وهاجمت إيران؟  

السابق
كنعان: من المعيب تغطية 14 اذار لإبتزاز السنيورة
التالي
عولمة الطبقة الوسطى