مزاد الأغنياء … في بلد الفقراء

على سفاهة. بالأمس القريب إجتمعوا الأغنياء من أمتي في أحد الفنادق الفاخرة حبتور غراند أوتيل.
ما هو الحدث ؟
مزاد علني على أرقام خليوية مميزة, مجموع هذه الأرقام كان 47 خطا.
انتهى المزاد على الشكل التالي لأول خمس أرقام مميزة :

الرقم 76000000 بـــ 75 ألف دولار أمريكي.
الرقم 76666666 بـــ 65 ألف دولار أمريكي.
الرقم 76767676 بـــ50 ألف دولار أمريكي.
الرقم 71222222 بـــ 45 ألف دولار أمريكي.
الرقم 71333333 بـــ 42 ألف دولار و500 دولار أمريكي.

إن الأرقام في الأعلى توضح مدى عمق الفجوة بين الطبقات في لبنان. هناك من لا يجد أن يأكل ويسعى ليل نهار للبحث عن لقمة عيشه وهناك من يهاجر ويترك أرض الوطن والأهل والأصدقاء ولا يستطيع حتى ان يجاري 0.1 % مما جرى في المزاد من جهة ثم تسمع أصواتا من المشاركين في المزاد .. "إنها كانت معركة كسر عظم وحرب ضروص للحصول على الأرقام المميزة من جهة ثانية.. والحديث يتعلق بمئات ألوف الدولارات."

في الماضي كانت تتوزع الطبقات في لبنان بين فقير ومتوسط المعيشة وغني .. لكن الطبقة السياسية في لبنان لم تبقى ولم تذر شيئا من الطبقة الوسطى, حالنا اليوم يترنح بين فقير معدوم الحال يكاد ينتج ليدفع مصاريفه التي غالبا ما تكون أكثر من انتاجه ويغوص في وحل يكاد يوصله للأرض السابعة.. وغني يقترب سنة بعد سنة من السماوات السبع.

حقيقة هذا الأمر نذير شؤم … فالكأس امتلاء لآخره ولحظة الحسم قادمة لا محالة.. الأمر لم يتوقف على المزاد … لكنه يكاد يكون الوحيد الذي يُظهر بين عام وآخر مدى الكارثة التي نعيش. ويُظهر نوعية المعاملة التي نتلقاها في لبنان من قبل شركات الاحتكار الأكثر سرقة ونهبا لجيوبنا.

شركة الاتصالات أم.تي.سي. هي احدى الشركات التابعة لشركة اتصالات زين التي تتوزع فروعها في العالم العربي, يكفيك السفر الى احدى الدول العربية لترى حجم المنافسة بين الشركات في نفس المجال, ولتكتشف مدى الاحترام الذي تعامل به عملائها, طبعا الأمر يعود الى الدولة بحد ذاتها والتي اذا قارنا لبنان بغيره من الدول في هذا المجال والتي ننعتها بالتخلف والرجعية والدكتاتوريات سيظهر أن لا رجعية ولا تخلف إلا في بلادنا .. حيث لا إحترام ولا تقدير للعميل اللبناني لدى شركات الإتصالات اللبنانية والسبب يعدو الى اهمال الذي نعاني منه من قبل دولتنا .. ولا يقتصر الإهمال على قطاع الإتصالات وحده.. لكن أكتفي بالمقارنة به لأنه الحدث اليوم.

نعم هي سفاهة … أناس يموتون من الجوع وأناس يحتكرون الأموال لتلبية ملذاتهم ورغباتهم ولم يعد يقتصر الأمر على المهم منها.. المسألة ليست ضيق عين .. لكل مرء الحرية أن يفعل بماله ما يحلو له .. لكن هذا المال بأغلبه من جيوبنا وعلى حسابنا ونحن نموت كل يوم مئة مرة ونحسب ألف حساب لنشتري هذه أو تلك وهم يتمتعون بأموالنا زوراً وبهتاناً فهذه قمة الوقاحة والسفاهة.

هذا المزاد ليس الأول من نوعه .. بل هو الرابع على التوالي … وحصيلته أكثر من خمسة ملايين دولار ونص المليون.
على سفاهة نعم بالأمس اجتمعوا الأغنياء من أمتي .

السابق
مجلس النواب عقد جلسته التشريعية سبقها خلوة بين بري وميقاتي
التالي
نائب وزير النفط الإيراني: سنخفض صادراتنا النفطية إذا تراجع الطلب على الخام