الراي: 14 آذار: النظام الآيل إلى الانهيار صادر حريّة السوريين مثلما انتهك سيادة لبنان وألغى دوره وقتل قياداته

بعد اسبوع على توجيه المجلس الوطني السوري رسالة مفتوحة الى الشعب اللبناني الشقيق «لطي صفحات سود في تاريخ العلاقات السورية – اللبنانية مرد سوادها إلى النظام الديكتاتوري في سورية»، رحّبت قوى 14 آذار بهذه الرسالة «التي تشكل وثيقةً تاريخيّة، إذ تقدّم أوّل رؤية سوريّة من نوعها إلى العلاقات اللبنانيّة – السوريّة، محدّدةً أسباب الخلل السابق فيها ومعيّنةً الطريق إلى طي صفحة مؤلمة وسوداء في تاريخ تلك العلاقات».

وجاء موقف 14 آذار في «رسالة ردّ التحية» الجوابية التي وجّهتها امس الامانة العامة لهذه القوى الى المجلس الوطني السوري الذي كان أعرب عن «تطلعه إلى عمل مشترك مع لبنان المستقل والديموقراطي، من أجل معالجة فورية مباشرة لملفات ملحة»، من أبرزها «إعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين البلدين، في سبيل التوصل إلى اتفاقيات جديدة تراعي مصالح كل من البلدين من ناحية والمصالح المشتركة بينهما من ناحية ثانية»، إضافة إلى «تركيز العلاقات بين البلدين والدولتين في إطار التمثيل الدبلوماسي الصحيح على مستوى سفارتين، وإلغاء المجلس الأعلى اللبناني – السوري، وترسيم الحدود السورية اللبنانية، لا سيما في منطقة مزارع شبعا»، و«إنهاء الدور الأمني – المخابراتي، على أن يتم تشكيل لجنة تحقيق سورية لبنانية مشتركة لمعالجة ملف المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في سجون النظام». واعلنت 14 آذار في رسالتها المفتوحة انه على «مشارف الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، واستذكاراً لقافلة شهدائها على درب الاستقلال والسيادة والحرّية، ننحني إجلالاً لشهداء الثورة السوريّة في شهرها الحادي عشر، الثورة التي تزداد توهجاً بتضحيات جسيمة في مواجهة النظام الديكتاتوريّ من أجل الحرّية والكرامة والديموقراطيّة للشعب السوريّ الشقيق».

واذ اعتبرت «ان التجربة التاريخيّة دلّت على عمق الرابط بين ديموقراطيّة سورية من جهة واستقلال لبنان وسيادته من جهة ثانية»، رأت «ان النظام الآيل إلى الانهيار في سورية قام بمصادرة حريّة السوريين وكرامتهم وديموقراطيّتهم مثلما قام بانتهاك سيادة لبنان وإلغاء دوره والوصاية عليه وقتل قياداته»، لافتة الى انه «بقدر ما يشكّل التغيير الديموقراطي فرصةً تاريخيّة لسورية والسوريين، لسلام سورية ولتطوّرها، فإنّه فرصةٌ تاريخيّة لسلام لبنان المستقلّ السيّد».
اضافت الرسالة: «انّ إعلانكم اعتراف سورية الحرّة المستقلّة الديموقراطيّة بلبنان وطناً سيداً مستقلاً نتلقّاه بالمحبّة والترحيب، لأنّه السبيل الوحيد إلى إعادة تأسيس العلاقات اللبنانيّة – السوريّة على قاعدة صلبة من الثقة والتعاون بين دولتين متساويتين وشعبين شقيقين يقوم بينهما تاريخ مشترك وحاضر مشترك ومستقبل مشترك كما ذكرتم في رسالتكم».

واذ اكدت «ان دولة الديموقراطيّة في سورية ودولة السيادة في لبنان هما خيرُ معين لدولة الاستقلال الوطنيّ في فلسطين»، توجّهت الى الاشقاء السوريين بـ «انّ قوى 14 آذار تعتزّ بأنّ ربيع بيروت 2005 «ثورة الأرز» كان الإشارة الأولى للربيع العربيّ، إذ أخرج آلة قمع النظام السوري من لبنان قبل سبع سنوات، فشكّل مقدمة تأسيسية لأزمة هذا النظام التي انفجرت على يد أحراركم في مارس آخر قبل عام، ومن هذا المنطلق فإننا نتضامن معكم، مع الدماء الغالية التي تهرق في ميادين الكرامة، وندعم كفاحكم لتحقيق التغيير الديموقراطيّ الذي نرى أنّه يدخلُ في هذه الأيّام منعطفاً حاسماً».

ورحّبت بما تضمّنته رسالة المجلس الوطني «من عناوين وملفّات للمعالجة الفوريّة بين بلدينا»، خاتمة «المجدُ لثورتكم المظفّرة ولشهدائها، المجدُ لشهداء استقلال لبنان وحريّته، عاش لبنان المستقلّ السيّد الديموقراطي وعاشت سورية الحرّة الديموقراطيّة». 

السابق
الحياة: الكويت تختار برلمانها اليوم في ظل توتر… والمعارضة تطمح لنيل غالبية المقاعد
التالي
هبش يهبش