سلاح حزب الله والمواجهة مع ايران

في هذا الوقت من كل سنة، أي قبل اسابيع من ذكرى اغتيال المسؤول العسكري في "حزب الله" عماد مغنية الذي قتل في دمشق عام 2008 في انفجار سيارة مفخخة، يتصاعد الكلام الاسرائيلي على احباط هجمات كان الحزب يخطط للقيام بها على اهداف يهودية واسرائيلية. ويدخل في هذا السياق ما نقلته وسائل الاعلام في الفترة الاخيرة عن كشف مخططات لهجمات على اهداف يهودية واسرائيلية كان ينوي "حزب الله" القيام بها في تايلاند واذربيجان.
لطالما نظرت اسرائيل الى "حزب الله" اللبناني باعتباره ممثلاً لايران في المنطقة ومدافعاً عن مصالحها، وايضا باعتباره منفذا "بالوكالة" عنها لهجمات على اسرائيل. لكن المختلف هذه السنة ان هذا الكلام يأتي في ظل تصاعد الحرب السرية الدائرة بين اسرائيل وايران بسبب البرنامج النووي الايراني، وبعد عمليات الاغتيال التي تعرض لها عدد من علماء الذرة الايرانيين، الذين تتهم ايران اسرائيل بأنها هي التي تقف وراءها.

وتبرز هنا محاولة عدد من الاسرائيليين ربط المواجهة الدائرة مع ايران بسبب برنامجها النووي بسلاح "حزب الله"، وترويجهم مقولة ان الترسانة الصاروخية الموجودة لدى الحزب تشكل خطراً كبيراً على الاستقرار في المنطقة، لانها ستكون جزءا لا يتجزأ من المواجهة العسكرية المحتملة مع ايران في حال فشل المساعي الدولية لكبح برنامجها النووي. ويرى بعض المسؤولين الاسرائيليين السابقين من امثال وزير الدفاع السابق موشي ارينز، ان درء خطر صواريخ "حزب الله" يتطلب هو ايضا ضغوطا دولية على لبنان لنزع هذا السلاح، شبيهة بالضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي حالياً على ايران، وانه يجب الضغط على الحكومة اللبنانية وتحميلها المسؤولية المباشرة والكاملة عن اي عمل هجومي يقوم به "حزب الله".

وعلى رغم عدم وجود قرار اسرائيلي في الوقت الراهن بالقيام بهجوم عسكري على ايران لوقف برنامجها النووي قبل استنفاذ كل الوسائل غير العسكرية، يبدو ان هناك رغبة اسرائيلية واضحة في توظيف الضغوط الدولية التي تتعرض لها ايران عبر توجيهها ضد الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله".
منذ انتهاء حرب تموز عام 2006 ثمة نوع من توازن الردع بين اسرائيل و"حزب الله"، يستند بصورة اساسية الى القدرة الصاروخية التي يملكها الحزب، والتي باعتراف العسكريين الاسرائيليين هي اقوى اضعاف ما كانت عليه قبل الحرب الاخيرة. ومع اقتناع المسؤولين الاسرائيليين بصعوبة ازالة خطر هذه الصواريخ بالقوة من دون مواجهة مدمرة لكل من اسرائيل ولبنان، نراهم يحاولون ذلك بوسائط اخرى، بربطها بالصراع الدائر ضد البرنامج النووي الايراني.  

السابق
النهار: الجيش يواجه ضواحي دمشق بالحسم الأمني موسكـو ترسـم خطوطاً حمراً لمجلس الأمن
التالي
هكذا خسرت تركيا جيرانها