بري : سياسة النأي بالنفس حكيمة لأن لبنان ينفعل ولا يفعل

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، مجلس نقابة المحررين برئاسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين الذي استهل اللقاء بكلمة قال فيها: "طال شوقنا الى زيارة هذا الصرح الكريم، وقد أصبح في عهدكم مثلث الابعاد، فهو ما زال باب التشريع والشرعية، واضاف بكم الى مهماته مهمتين: مطاردة الطائفية والمذهبية وحل العقد المستعصية والعصية، فيا قلما مميزا بين اقلامنا، ويا وجها مشرقا بالامل في سواد ازماتنا. زيارتنا اليوم لدولتكم لها ايضا ثلاثة اهداف:
أولا: لنهنئ الرئيس الكبير بالعام الجديد ونرجو له طول العمر ودوام الصحة، وقد أصبحت صحتكم لازمة لصحة الوطن.
ثانيا: جئنا نلتمس كالعادة سداد رأيكم ودقة توجيهاتكم، فلبنان في وسط العاصفة الآتية من البحر والبر والجو، والرجال من امثالكم هم المقاومون والقادرون والمنفذون.
ثالثا: جئنا لنطمئن ونطمئن الى أن الحرية، وهي سبب وجود لبنان وما زالت بخير، فأنت يا حامل الامانة آت الى الزعامة من وعد حر وآت الى الرئاسة من قلم جر، وآت الى الوطن من عروبة حرة.
عشت يا دولة الرئيس وعاشت الصحافة بك ومعك وفي عهدك كريمة حرة مصونة".

بري
واستهل بري كلامه مرحبا بمجلس نقابة المحررين ومشددا على الحريات الاعلامية ومنوها بدور الصحافة والاعلام في كل المجالات.

وتناول الوضع في لبنان والمنطقة، مجددا القول ان "لبنان ليس جزيرة، وهو يتأثر بما يدور حوله في المنطقة العربية وليس في سوريا فحسب".

وأضاف: " أولا، إن سياسة النأي بالنفس التي ننتهجها هي السياسة الحكيمة التي يجب ان نسلكها في هذه المرحلة، فلبنان ينفعل ولا يفعل، وما دمنا لسنا قادرين على التأثير في مجرى الاحداث، فعلى الاقل علينا أولا النأي بأنفسنا وتفادي أي تداعيات لما يحصل حولنا.

ثانيا: هل خراب لبنان يفيدنا ويفيد العرب؟ طبعا لا، من هنا علينا تجنب كل ما يمس لبنان بأي شر.

ثالثا: لماذا لا نأخذ موقف الحياد الايجابي المفيد لنا جميعا، بعدما كنا في الماضي مختلفين أصلا على الحياد بين فريق مؤيد وفريق معارض؟"

وردا على سؤال قال بري: "نحن في لبنان العرب الحقيقيون، فقد استطعنا ان نستعيد الشرف العربي في ما يتعلق بالصراع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية، وتمكنا بمقاومتنا من أن نحرر معظم أراضي وطننا وحقوقه، وكان آخر حق مشروع الليطاني الذي وضع على السكة. نحن في لبنان العرب الحقيقيون، بينما غيرنا عرب رحل بأفكارهم، وهذا الكلام الذي أقوله هو كلام "موجوع" على العروبة وليس "موجوعا" منها. ويا للاسف، فإن العروبة لم تستطع أن تقدم الدليل على أنها فوق الحساسية والمذهبيات والعرقيات، بينما هناك قوميات أخرى استطاعت أن تمارس وتثبت ذلك، فمثلا القومية الكردية استطاعت أن تصون المنتمي اليها، ولا نجد خلافا أو صداما أو فتنة بين كردي شيعي وكردي سني أو مسيحي، بينما عروبتنا جعلتنا ننسى أن الغساسنة كانوا في اصل العروبة ومنهم من هو أكثر عروبة من السنة او من الشيعة".

وتناول ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الكبير، فسأل "هل المطلوب تحت عناوين صالحة كالحرية والديموقراطية، وهي أصلا مطلب كل عربي من دون استثناء، أن ننتقل من سجن الى سجن؟ أو هل المطلوب اعطاء هذه الامور التي هي حق لنا وكانت الانظمة مقصرة في اعطائها للشعوب العربية حتى أصبحت مطلبها، هل المطلوب مقابل وعود ألا نعيد النظر في أي اتفاق أو تفاهم مع اسرائيل؟"

وتابع: "إذا كان هذا هو المطلوب، فأقول إن هناك مؤامرة اليوم على العروبة، وسنكتشف بعد ذلك أن المؤامرة أيضا على الاسلام والمسيحية في المنطقة".

وقال ردا على سؤال "إن كلمة سر مناعتنا وقوتنا وقدرتنا على المقاومة هي وحدتنا الوطنية"، داعيا الى "تعزيز الروح الوطنية فوق الطائفيات والمذهبيات وليس الطوائف، لان وجودها في لبنان هو من وجوده وتركيبته".

وأضاف: "لقد أثبتنا أننا عندما كنا موحدين استطعنا أن ننتصر على اسرائيل عام 2006، والجميع شاركوا في المقاومة بشكل أو آخر، في الكنائس والجوامع والخلوات".

وسئل عن الوضع في المنطقة العربية وما تتعرض له، فأجاب: "لقد أصيب العرب الآن بما أصيب به لبنان وعرف كيف يواجهه ويداويه، وإني أزعم أن الخطر الطائفي والمذهبي يحيق بالعرب جميعا وليس بدولة واحدة، ويا للاسف، فإن اسرائيل والغرب استطاعوا أن يروجوا لشعار "ايران در" ليحولوا حالة العداء والصراع الحقيقي بين العرب واسرائيل الى صراع عربي – ايراني".

وكرر سؤاله للامين العام للامم المتحدة بان كي-مون "أين أصبحت القضية الفلسطينية؟ وماذا يجري بشأنها؟ حتى ان ملفها انتقل من البيت الابيض الى ملف في الامم المتحدة".

وفي الشأن الداخلي، قال بري إن "المرحلة الآن هي مرحلة التعيينات، وسنضغط بكل قوانا لاجرائها واستكمال الادارة، بدءا بالأهم بالنسبة الي، وهو الهيئة الناظمة للنفط، لأنها تنهي موضوع المراسيم، فالنفط في لبنان يوفر البحبوحة، ومعنى ذلك أيضا تحقيق حلم الطائف، أي الانماء المتوازن، وثانيا التشكيلات الديبلوماسية لكي تستعيد بعثناتنا الديبلوماسية في الخارج عافيتها".

وعن قضية الامام موسى الصدر قال بري إنه اطلع أمس من لجنة المتابعة برئاسة وزير الخارجية على أجواء زيارتها أخيرا للبيبا واللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين الليبيين والمعنيين، ولا سيما في جهاز القضاء.

وأضاف ان "المسؤولين الليبيين أكدوا أن الجميع في ليبيا يشعرون بالعار، لأن شخصية عملاقة على مستوى الامام الصدر قد خطفت على ارضهم، وانهم يعتبرون قضية الامام الصدر قضية وطنية لليبيا. وبناء على النتائج التي عادت بها لجنة المتابعة، فإن التحقيقات قطعت شوطا، ولكن ليس الشوط النهائي، وخصوصا أن التحقيق وعمليات التقصي جارية، والسلطات الليبية الجديدة تعمل للوصول الى كل الاماكن التي يعتقد أن نظام القذافي كان يستخدمها للسجن والاعتقال في الجرائم التي ارتكبها".

وأكد أن "التحقيق سيتابع بين لبنان وليبيا، وتم الاتفاق على التعاون والتنسيق في هذا المجال".

زوار
وكان بري استقبل سميح الصلح الذي قدم اليه كتابه بعنوان "آراء ودراسات".

كذلك استقبل وفدا من الجالية اللبنانية في انغولا برئاسة رئيس الجالية فارس سبيتي، عرض له أوضاع الجالية ونشاطها وشؤونا اغترابية.

وزاره بعد الظهر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.  

السابق
الشاعرة سناء البنا: ابحث عن نكهة الآخر
التالي
قلق اسرائيلي مـن سيناريـو وقوع سلاح سوريا الكيميائي في أيدي “حزب الله”