النهار:لبنان عالِق بين الأشرفية وجسر جل الديب وجولة رابعة للأجور اليوم فهل تكون الأخيرة؟

فيما سدل أمس الستار على عمليات رفع أنقاض المبنى المنكوب في الاشرفية مع حصيلة نهائية للضحايا هي 27 قتيلا و12 جريحا وخسائر مادية، ارتفع الستار عن الملف الضخم من المباني والمنشآت المهددة بالسقوط في كل لبنان بفعل القدم وغياب التأهيل والمراقبة. وكانت باكورته التحذير من مغبة سقوط جسر جل الديب على اوتوستراد يصل بيروت بالشمال تجتازه نحو 140 الف سيارة يومياً.
واليوم تودع الاشرفية ابناءها الذين قضوا في انهيار مبنى فسوح، وقد رفعت اشرطة بيض فوق الطرق التي ستمر بها مواكب الجنازات، وتقفل المحال التجارية بين الظهر والثالثة بعد الظهر بناء على دعوة من نواب الاشرفية خلال اقامة الصلاة في كنيسة السيدة حيث تشيع آن ماري عبد الكريم. الى ذلك يتجمع عدد من العائلات في الاشرفية لنقل جثامين ابنائها الى قراهم.

جل الديب
وعن جسر جل الديب قال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي لـ"النهار" انه بعد رسائل على الهواتف الخليوية وصلت الى المواطنين محذرة من عبور الجسر، "اتصلت بوزير الداخلية (مروان شربل) واتفقنا على منع مرور الشاحنات عليه كي لا تحصل اي كارثة لا سمح الله".
وعلمت "النهار" ان مجلس الوزراء قد يتخذ قرارا اليوم بازالة الجسر فورا، فيما اكدت مصادر حكومية ان قرار ازالة الجسر اتخذ قبل اسابيع، وسيكون تفكيكه جزءا من الحل لان المشروع الجديد في حاجة الى سنتين على الأقل لينجز.

مجلس الوزراء
واليوم يصل ملف الاجور مجددا وللمرة الرابعة تواليا الى طاولة مجلس الوزراء الذي ينعقد في السرايا بعدما ادرج على جدول اعماله مشروعان رفعهما وزير العمل شربل نحاس احدهما مشروعه والآخر تسلمه امس يتضمن الصيغة القانونية لاتفاق الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية. وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي كان في صدد ادراج المشروع الثاني على جدول اعمال الجلسة اليوم للاسراع في انجازه، الا انه عاد وطلب تسليمه الى وزير الصحة علي حسن خليل الذي سلمه بدوره الى وزير العمل كي يطرح عبره في اطار التوافق السياسي الذي حصل سابقا بين ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. وقد اعيد تأكيد هذا التوافق في الخلوة التي جمعت بري وميقاتي امس في السرايا قبل الاحتفال بتوقيع مشروع الليطاني. كما علمت "النهار" ان المشروع الثاني الذي يأتي ترجمة لاتفاق بعبدا الرضائي بين العمال وارباب العمل، سيرفق بمشروع قانون تحيله الحكومة على مجلس النواب يتعلق بتحويل بدلات النقل لتشريعه نهائيا. ويتضمن جدول اعمال الجلسة اليوم 38 بندا، منها سلفة خزينة للهيئة العليا للاغاثة لتعويض الوحدات المتضررة من حرب تموز، وسلفة خزينة لاضرار السيول عن عامي 2010 و2011، وطلب وزارة المال مستحقات سندات خزينة، ومشروع مرسوم يرمي الى تنظيم ادارة الدين العام في وزارة المال، والنظر في توقف العمل في مشروع تنفيذ الممرين العلويين عند تقاطع جل الديب ضمن مشروع تطوير النقل الحضري.
 عين التينة
وقد حضر وفد مشترك من الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن والهيئات الاقتصادية ضم محمد شقير وجاك صراف الى عين التينة للقاء الرئيس بري، وبعد جلسة قصيرة تحدث الطرفان الى "النهار" عن اجواء ايجابية، مفادها ان مجلس الوزراء سيحسم ملف الاجور، وسيسير الطرفان مجددا بالاتفاق الذي اقر في بعبدا. وعلق بري لـ"النهار" قائلا انا متفائل وآن الاوان لطي هذا الملف، اذ لا ينبغي الاستمرار في دوامة الاجور الامر الذي ينعكس سلبا على العمال والموظفين فضلا عن قطاع الانتاج".

وزير العمل
وقد استبق وزير العمل جلسة مجلس الوزراء اليوم باعلانه من الرابية وهو الى جانب النائب عون بعد اجتماع التكتل ان "امام مجلس الوزراء الخيار، اما ان يسير ضمن الصيغة القانونية باقتراح وزارة العمل واما ان يسير ضمن الصيغة القانونية بما توافق عليه هؤلاء (الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية)".
وابلغت مصادر وزارية في "تكتل التغيير والاصلاح" ليلا "النهار" انه "تم الاتفاق بين التكتل وحركة امل وحزب الله اول من امس على صيغة وضعها الوزير شربل نحاس وتبلغها الرئيس ميقاتي امس، وتقوم على احترام قانونية مشروع الوزير وارقام الاتفاق الرضائي بصيغة ثانية تنطلق منذ العام 1995 والاهم انها تؤسس لتعديل دائم للحد الادنى للاجور وفقا لغلاء المعيشة فلا تعود نسب الزيادة خاضعة للبازار بل تصير حقا من حقوق العمال".

سليمان
وفي اول موقف رسمي من المحكمة الخاصة بلبنان منذ تظهير الملف في تصريحات الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون خلال زيارته للبنان الاسبوع الماضي، اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمة القاها امس امام السلك الديبلوماسي العربي والاجنبي التزام لبنان "قرارات الشرعية الدولية بما فيها تلك المتعلقة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ووفى بالتزاماته المالية في هذا المجال (…)".
وكان السفير البابوي المونسنيور غبريال كاتشي القى بصفة كونه عميدا للسلك الديبلوماسي كلمة هنأ فيها لبنان "لمساهمته في وضع القرارات الدولية التي تعنيه عن قرب موضع التنفيذ وخصوصا ما يتعلق بمهمات اليونيفيل وايضا المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (…)".

كتلة "المستقبل"
وأطلعت كتلة "المستقبل" النيابية امس من رئيسها الرئيس فؤاد السنيورة على حصيلة اللقاءات التي عقدها مع الشخصيات الدولية والاقليمية والعربية التي زارت لبنان أخيراً. وأبلغ النائب عمار حوري "النهار" ان السنيورة سمع من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون تأكيداً ان بروتوكول المحكمة الخاصة بلبنان هو ضميمة للقرار 1757 وجزء لا يتجزأ منه وتالياً فان هذا القرار الذي يندرج تحت الفصل السابع لا مجال فيه لمناقشة بروتوكول المحكمة. فقط النقطة الوحيدة فيه تتعلق بمدة التمديد والقرار النهائي فيها يعود الى الامين العام".
وشدد السنيورة امام بان على قرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان، لافتاً الى "ان الفقرة العاشرة من القرار 1701 تنص على ترسيم الحدود المائية بين لبنان وفلسطين المحتلة وتالياً فان القرار يقدم حلاً في مكان ما لهذه المشكلة".
وقدم السنيورة أيضاً الى بان خرائط تساهم في تحديد المنطقة الاقتصادية.
وعن اللقاء مع وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو، اوضح حوري ان السنيورة نقل الى الكتلة ما ادلى به المسؤول التركي عن الفرص التي اعطتها انقرة للرئيس السوري بشار الاسد "ولم يلتقطها وهذا ما يجعل تركيا منحازة محكماً الى قضايا شعوب المنطقة". ونقل السنيورة ايضاً عن داود اوغلو "نصيحة بتحصين الاستقرار في لبنان" مستغرباً لجوء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى "اظهار التناقض الى العلن" بعد لقائهما السبت الماضي.

وزير الداخلية
وطمأن وزير الداخلية مروان شربل اللبنانيين الى "ان الوضع الامني في لبنان مرتاح جداً". وسئل هل لبنان مهيأ للتأثر بالاحداث المحيطة به اقليمياً، فأجاب: "نعم ممكن جداً، لكنني اؤكد انها المرة الاولى يكون فيها مصيرنا كلبنانيين بأيدينا منذ الاستقلال، لأن ما حدا فاضيلنا". وأضاف "ان الحل في التفاهم بين السياسيين خوفاً من دخول طابور خامس، فيقوم بتفجير شخصية ما لا سمح الله وهذا وحده قادر على ان يشعل لبنان".
وأعلن ان التعيينات المتعلقة بوزارة الداخلية وخصوصاً القائمقامين، "قريبة جداً جداً (…) ولا أريد شخصاً لفريق دون فريق آخر".

الليطاني
وبالنسبة الى مشروع الليطاني الذي وقع أمس في السرايا بين الحكومة والصناديق العربية، رجح الرئيس بري ان يوضع حجر اساسه منتصف آذار المقبل.
وافادت معلومات ان انجاز المشروع يكلف مليار دولار ويستغرق خمس سنوات وستصل المياه اولاً الى منطقة الطيبة في مرجعيون للمرة الاولى، ثم الى يارين في قضاء صور. 

السابق
الانباء: سليمان مطمئن لعدم التأثر بالتداعيات الإقليمية وحداد في الأشرفية اليوم و20 ألف مسكن مهددة
التالي
اقتراحات نصرالله وتجاهل العارف