الانباء: القلق يخيّم عشية وصول بان كي مون إلى بيروت وتصاعد الدعوات لإرسال الجيش إلى الحدود مع سورية

أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على ضرورة تجنب اخطار ما يجري في المنطقة وعدم اقحام لبنان في دوامتها.

وأبلغ سليمان زواره بأن الثمن سيكون باهظا جدا، ولن يكون بمقدور البلد تحمله، مجددا دعمه للمحكمة الدولية واستمرارها، وانه لن يغير موقفه الذي لن يتراجع عنه انطلاقا من التزامه الوطني تجاه اللبنانيين ولاسيما ذوي الشهداء وعلى رأسهم عائلة الشهيد رفيق الحريري وعائلة الوزير الشهيد بيار الجميل.

في هذه الاثناء التقت السفيرة الاميركية مورا كونيللي مع امانة 14 اذار، في القلق من التطورات الاقليمية المتسارعة، بينما اكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السعي من اجل تعزيز الاستقرار السياسي ليكون جسر عبور للاستقرار الأمني الدائم وكانت السفارة الاميركية اصدرت بيانا في اعقاب لقاء الرئيس نجيب ميقاتي بالسفيرة مورا كونيللي، قال ان السفيرة الاميركية ابلغت ميقاتي القلق من ان تؤدي التطورات في سورية الى عدم استقرار في لبنان.

زيارة مون

في غضون ذلك تنتظر مراجع لبنانية وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم لتؤكد الالتزام اللبناني بالقرارات الدولية. ويقول النائب خالد زهرمان عن تيار المستقبل، ان حزب الله الذي هاجم زيارة مون، غير قادر على التأثير على الزيارة، في حين اعتبر النائب القومي مروان فارس ان الزيارة استعراضية ولا قيمة لها.

ويستقبل بعض المسؤولين في بيروت مون بتقديرات ترجح اخذ الملف السوري طريقه الى مجلس الامن بمعزل عن موقف روسيا والصين. واوضح بعـض هــؤلاء لـ «الأنباء» ان حلول المغرب محل لبنان في مجلس الأمن وغواتيمالا محل البرازيل، يجعل الموقف داخل مجلس الامن افضل بالنسبة للمعارضة السورية. وبالعودة الى الدواخل اللبنانية، والقلق المخيم من جراء التدهور الحاصل في سورية، طرح وزير الداخلية مروان شربل امكانية ارسال الجيش الى الحدود مع سورية وترسيم هذه الحدود بالتنسيق مع الجانب السوري. وقال شربل ان الانقسام الحاد في لبنان وكذلك في سورية يخيفنا، وردا على سؤال حول المخاوف التي عبرت عنها السفيرة الاميركية قال الوزير شربل: معها حق.. اننا نعيش القلق والوضع في سورية ينعكس سلبا على لبنان لكن لا احد يعلم ما يجري في سورية ولا احد يستطيع وقف الفلتان في لبنان، اذا حصل، فلا احد في العالم باله عندنا».

عون ليس قلقا

لكن العماد ميشال عون رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، لا يبدو قلقا، وهو استقبل وفدا من جماعة «سورية حبيبتي» يضم عددا من محامي مدينة طرطوس السورية واثنى امامهم على ما قام به ويقوم به الرئيس الاسد، قبل ان يتوقع في اتصال مع قناتي «الدنيا» و«الاخبارية» السوريتين، سير سورية نحو الاستقرار والسلام، لان الهدوء الكامل لا يأتي في لحظة.

وقال عون ان لبنان تخطى الفتنة منذ محاولات اسقاط الرئيس اميل لحود، وأضاف: نحن نأمل ان تطلع سورية ونظامها من مرحلة الى مرحلة بالتدرج. وتحدث عون عن مخطط لنقل الصراع من عربي ـ اسرائيلي الى عربي ـ عربي لتفكيك الدول العربية.

من ناحيته، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي التقى البطريرك بشارة الراعي امس الأول دعا من جامعة اللويزه امس الدولة الى تنفيذ القوانين وبحمايتنا في حال التصدي لاعتداء خارجي، مذكرا بأن الجيش اللبناني هو أقوى حاليا بمرات من كل القوى الموجودة في لبنان.

من ناحيته، قال النائب محمد كبارة في تصريح: لم يعد مقبولا بأي حال من الأحوال ان تتحكم عصابة مسلحة تابعة لنظام الأسد برقاب أهلنا في جبل محسن وان تتخذ منهم متاريس لتحقيق مآربها، تحت شعار الحماية، فأبناء جبل محسن هم أبناؤنا واخوتنا وهم من نسيج طرابلس وأهلها وتربطنا بهم صلات قربى ومصاهرة، ونحن نعتبر ان أمنهم من أمننا، وما يصيبهم يصيبنا، واننا جميعا شركاء في الدفاع عن مدينتنا من الطغمة المسلحة التي تعيث فيها فسادا، وأضاف: نحن نعلم ان أهلنا في جبل محسن غير راضين عما يجري في منطقتهم وقد ضاقوا ذرعا من سطوة السلاح الذي يحولهم الى رهائن، ومن الشعارات التي يراد بها باطل.

وفي هذه الأثناء، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان اطلالة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة من ساحة الأمويين في دمشق هي اطلالة خاطفة لأسباب استنهاضية من اجل رفع المعنويات لدى المحيطين به وهي شبيهة بإطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء حيث رفع معنويات جمهور حزب الله الذي كان محبطا. وقال في حديث الى محطة «ال بي سي»: الخطابات الأربعة للرئيس الأسد منذ التحركات الشعبية هي نفسها ولم يكن فيها اي جديد والشعب السوري لم يلمس شيئا بل كل ما قاله الأسد هو «حبر على الورق» من موضوع الحريات الى رفع حالة الطوارئ الى غيرها من الأمور، لافتا الى ان الخطاب لم يضف شيئا جديدا بل كرس القبضة الأمنية للنظام السوري والقمع التي تفرضه على المواطنين.

حوري نقل عن الرئيس ميشال سليمان قوله للوزير فايز غصن، في اعقاب تصريحه عن القاعدة في عرسال: ليتك لم تصرح، لأن تصريحك لم يكن موفقا. وعن عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قبل 14 فبراير: لا قرار نهائيا بعد، والقرار له بالنتيجة.  

السابق
مضيق هرمز مقابل إنقاذ الاسد
التالي
الشعب السوري يصنع الربيع العربي