جنبلاط يسعى لحماية دروز سوريا.. وأحرار جبل العرب يعلنون وهّاب مهدور الدم

دعت مصادر سياسية مطلعة الى رصد «الترجمة» المحلية للكلام الاخير للنائب وليد جنبلاط حيال الشأن السوري وتأثير مواقفه على تحالفاته، خصوصا ان ذلك الكلام كان هذه المرة قاطعا في وضوحه ولا يحتمل التأويل او الجدل.

لكن ومع ذلك فإن اوساطا في الحزب التقدمي الاشتراكي لفتت الى اهمية التروي في اعطاء تفسيرات لبنانية لمواقف جنبلاط لان الموقف من النظام السوري ومن ممارساته القمعية يفترض ألا يعني انتكاسة في العلاقات مع القوى الحليفة لهذا النظام، الا ان قررت هي عكس ذلك.

واذا كان بعض الاكثرية قد جاهر بعدم ارتياحه لمواقف جنبلاط، ما اعاد العلاقة بينهما الى دائرة الشكوى وعدم الثقة، الا ان 14 آذار لا تعتبر بحسب مصادرها ان مواقف الزعيم الدرزي تشكل تحولا سياسيا على غرار التحول الذي اجراه في 2 اغسطس 2009 لان التحول يعني ان يعيد تموضعه السياسي، ولا يبدو انه في هذا الوارد، بل هو متمسك بوسطيته، وبالتالي تندرج مواقفه في سياق رفع منسوب المواجهة مع النظام السوري لاعتبارات عديدة اهمها السعي الحثيث للنظام باستخدام الدروز رأس حربة في المواجهة مع السنة والمعارضة السورية ورفض جنبلاط مشاركتهم في اعمال العنف والقتل حرصا على وجودهم ودورهم السياسي، كما ذهاب النظام في تحدي جنبلاط حتى النهاية في هذا الملف، وهو ما ادى الى اقفال خطوط الاتصال بين الجانبين. واشارت المصادر الى ان الدروز يشكلون ثلث الجيش السوري، وقد لقي لغاية الآن حوالي 40 ضابطا درزيا حتفهم واكثر من 100 عسكري، وبالتالي فإن دعوة جنبلاط لعدم مشاركة الدروز في اعمال القمع منطقية.

 وفي سياق آخر وتعليقاً على ردّ الوزير اللبناني السابق وئام وهاب على الناشطة السورية منتهى الأطرش على خلفية حديثها الى جريدة الراي، تداولت مواقع الكترونية في بيروت بياناً من تنسيقية محافظة السويداء باسم "أحرار جبل العرب" تناول مَن وُصف بانه "العميل الأسدي اللبناني وئام وهاب"!

وجاء في البيان: «نحن ثوار جبل العرب الأشم وأحفاد سلطان باشا الأطرش نوجه تحذيراً أخيراً للعميل الاستخباراتي (وئام وهاب) بعد تجاوزه كل الحدود بالتطاول اللاذع الذي ذكره في مقابلته مع اذاعة النظام الأسدي الخائن على الأحرار من جبل العرب لاسيما السيدة منتهى سلطان الأطرش. ونقول للقيمين في لبنان على السياسة بداية من السيد (ميشيل سليمان) الى مشايخ الطائفة الموحدة الكريمة ونخص السيد (وليد جنبلاط) إنه: عليكم أن تغلقوا فم هذا العميل المسعور وتوقفوا بث سمومه الطائفية الحقيرة وكذبه المقصود في نيل هيبة ووحدة الصف السوري الثائر من أجل الحرية (…)».

وأضاف: «ان منتهى سلطان الأطرش هي رمز من رموز الحرية والثوار في سورية قاطبة ولا يسمح لأي كائن كان بأن يمس لها جفناً، والألفاظ النابية والكذب التي تلفظ بها الخائن (وئام وهاب) بحقها ليست إلا عبارات أسدية قذرة من مصطلحات النظام والأصح ان توجَّه الى كل من الاسد الاب والابن ومن جاءت على لسانه بالمدعو وئام».

وتابع: «ان اهالي جبل العرب الاحرار والشرفاء يتبرؤون من المدعو (وئام وهاب) ومن تصريحاته وكلامه وافعاله ونعده قريباً باننا سنحاسبه على هذا الكلام وعلى محاولته شق اللحمة الوطنية بيينا وبين اخواننا في كل من درعا وسورية ونعلنه مهدور الدم بيننا بعد هذه المواقف التي طالتنا بسوريتنا ووحدتنا وحريتنا…. منذ الآن وعلى الفم الملآن نقول له ان تراب السويداء أطهر من أن تدوسه أو تشم عبقه لأنه مفعم بالحرية والشرف وان كان الاسد يحميك الآن فبعد حين وبعد أن ننال شرف الحرية سيكون مقبرة للشبيحة الاسدية من أمثالك، وان اي شخص من ابناء سورية قاطبة يقوم بالتعامل مع هذا الخائن هو بمثابة الخائن لعرضه وشرفه وتاريخه».
 

السابق
الجمهورية: بان لزيادة الجيش جنوباً والبحث جدّياً عن المتّهمين باغتيال الحريري
التالي
النهار: التقرير الأول لمراقبي سوريا لا يغطي التدويل والعرب يرهنون استمراريتهم بتنفيذ كامل للتعهدات