الاسلام ليس الحل

الاسلام السياسي .. حكم الاسلام .. او الحكومه الاسلاميه كلها عناوين خرجت علينا منذ بدايات عصر النهضه اطلق يومها سيد قطب شعاره المعروف " الاسلام هو الحل " ومنذ ذلك الحين والحركات الاسلاميه تقدم نفسها على انها هي الملاذ والمخلص للشعوب .. ورغم التجارب التي خيضت من قبلها بممارسة الحكم لم تقدم النموذج المحتذى ( افغانستان , ايران . الاحزاب الدينيه ) .. الا ان هذا العنوان الكبير " الاسلام هو الحل " بقي عنوان استقطابي ضخم للكثير من شعوب المنطقه الطامحة للخلاص من نير الإستبداد , وهذا ما يوضح حصد جماعة الاخوان المسلمين نتائج الانتخابات الحره في بلاد الربيع .. وهذه النتائج الغير مفاجئة هي محصلة طبيعيه يجب ان لا تخيف " الليبراليين" بل على العكس .. ان يصل الاسلامي الى السلطه افضل بكثير من ان يبقى في صفوف المعارضه متسلحا بانه يملك وحده الحل الالهي فسرعان ما سيكتشف الناخب العربي والاسلامي انه انتخب وهم وان ما يملكه الاسلامي ليس اكثر من شعار لا يسمن ولا يغني من جوع .. وانا هنا لا اقصد التوهين بالاسلام ( والعياذ بالله ) ولكن كل ما ارمي اليه هو التمييز بين الاسلام كدين باصوله الثابتة كالتوحيد والمعاد والعدل .. وبين ما عندنا من تشريعات متحركه ومتبدلة على ضوء عناوين انسانيه عامه وتسمى خطأ بالاسلام .. هذه التشريعات ( التدبيريه ) متروكة بحكمة المشرع سبحانه لخضوعها لتبدل الامكنة والازمنه فالحلول المعاصرة لا يمكن ان تكون بمخارج من الماضي وهذا ما لا يملك الاسلامي بفهمه السائد حتى اللحظة العدة الكافيه لاستخلاصها بوسائله التاريخيه .. فسرعان ما سيصطدم بالواقع ,, وهذا ما حصل مع القضاء الايراني بعد انتصار الثوره ( كما صرح بذلك رئيس القضاء الاعلى موسوي اردبيلي) مما اضطرهم للعودة ثانية للانظمة التي كان معمول بها ايام الشاه والمأخوذة من القضاء البلجيكي وما زالو يعملون بها .. وسنسمع بالقادم من الايام دعوات اصلاحية تدعو لانتاج تشريعات جديدة تنسجم مع ما تفرضه متطلبات العصرلنصل الى ما انتجه العقل البشري من حقوق انسان الى عدالة اجتماعيه واليات لانتاج السلطه وتوزيع الثروة وهذا لا يتناقض البته مع جوهر الاديان عامة والاسلام بشكل خاص … ولكن بشرط بقاء الضامن الاول لعملية التطور وهو بقاء الحريات التي كفلتها كل الشرائع فلا نعود الى المربع الاول ولا نستهلك كثير وقت وبالتالي فلا نحتاج من جديد الى ربيع عربي او اسلامي جديد يسقى بدماء جديده .

السابق
انقلاب شاحنة على كوع الكحالة
التالي
ميرزه اعلن عن افتتاح النجف عاصمة الثقافة الاسلامية في آذار