في اول حوار من نوعه تقيمه مؤسسة شيعية حول مشروع “الاخوان المسلمون” وبحضور ممثلي سفارتي مصر والعراق

استضاف "منتدى الأربعاء" في مؤسسة الإمام الحكيم أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان والقيادي البارز في التنظيم الدولي ل"لاخوان المسلمون" الأستاذ إبراهيم المصري في لقاء حواري تحت عنوان "الإخوان المسلمون: أي مشروع وأي دور مستقبلي" بحضور القنصل المصري الأستاذ باهر فاروق الشويخي، معاون الملحق الثقافي في السفارة العراقية د. أحلام شهيد علي، المستشار السياسي لسعادة النائب وليد بك جنبلاط د. ناصر زيدان، الصحافي الأستاذ سركيس نعوم، والعميد المتقاعد د. أمين حطيط، الدكتور عصام نعمان، ود. محمد نور الدين، والأستاذ أنيس النقاش وجمع من الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والدينية..
قدّم اللقاء وأداره المحامي بلال الحسيني فعرض لدور الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 وحتى اليوم، والتحديات التي تواجهها بعد التطورات الأخيرة في البلاد العربية..
ثم تحدث الأستاذ المصري ومما قاله: إذا أردنا الحديث عن تأسيس الحركة الإسلامية في البلاد العربية فلا بد من العودة إلى بداية العشرينات من القرن الماضي بعد سقوط الخلافة العثمانية وقيام الشيخ حسن البنا بإطلاق حركة "الإخوان المسلمين" بعد أن بدأ حياته مدرساً وناشطاً في منطقة السويس حيث كانت الساحة الإسلامية منقسمة بين التيارات السلفية (الوهابية) والتيارات الصوفية..

الاخوان والقمع
ومن ثم عرض المصري لنشاط البنا من الإسماعيلية إلى القاهرة حيث تحرك في الأطر الطلابية والجامعية في ظل الاحتلال الإنكليزي وعمل من أجل مواجهة الإحتلال ثم انتشرت الحركة في كل أنحاء مصر..
وعندما جرى توقيع اتفاق الهدنة عام 1948 اتخذ قرار في مصر من قبل السفراء البريطاني والأمريكي والفرنسي لإلقاء القبض على مجموعات الإخوان المسلمين المقاتلة وقام الجيش المصري باعتقال هؤلاء في فلسطين، ولا يزال في مصر قبور لشهداء ومجاهدي الإخوان قرب مدينة القدس، وعاد بعضهم إلى السجون في مصر وجزء منهم بدأ يقوم بعمليات ضد الأجهزة الأمنية والسياسية الملكية في مصر..
ومن ثم جرى اغتيال الإمام حسن البنا وتبين أن الحرس الملكي المصري هو الذي قام بعملية الاغتيال ومن ثم أخرج أعضاء الإخوان من السجون وتم اختيار القاضي مأمون حسن الهضيبي مرشداً للأخوان.
وأضاف: كانت حركة "الإخوان المسلمين" تركز على دورها المدني والسياسي وانتقلت إلى سوريا والعراق ودول أخرى. والحركة الإسلامية تلقت عدة ضربات ومنها الصدام مع ضباط الثورة المصرية حيث اتهم عناصر من "النظام الخاص" بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر وجرى اعتقال كل أعضاء "الإخوان المسلمين" ولبثوا في السجون لعشرات السنوات، كما جرى لاحقاً اعتقال القيادي في الإخوان سيد قطب والذي أصدر عدة كتب ومنها كتاب "معالم في الطريق" والذي دعا إلى مواجهة الجاهلية والكفر، وكان يحمل فكراً حاداً وقد لقي انتشار بين الشباب ولكنه رُفض من قيادة الإخوان التي أصدرت كتاباً تحت عنوان "دعاة وليس قضاة"، وبعد أن أعدم سيد قطب استمرت الاعتقالات إلى أن أخرجوا خلال حكم الرئيس أنور السادات. وعندما سقط نظام حسني مبارك كان العديد منهم لا يزال في السجون.

65 في المئة من النواب
وتابع: "الإخوان المسلمون" اليوم رغم شعبيتهم قرروا عدم ترشيح أي قيادي منهم لرئاسة الجمهورية، وقد نجح الإخوان في الامتداد على كل الساحة المصرية في مختلف المجالات، وحصلوا على أعلى نسبة في الانتخابات. كما قرر الإخوان عدم ترشيح أية شخصية لرئاسة مجلس الوزراء وذلك نظراً لظروف مصر الصعبة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولأنهم يريدون انتظار الوضع.. وقد يشارك "الإخوان" في بعض الوزرات وفي رئاسة مجلس النواب حيث تم ترشيح الدكتور عصام العريان لتولي هذا الموقع.
وأضاف المصري: إضافة إلى "الإخوان المسلمين" هناك أحزاب وقوى أخرى كالسلفيين وحزب الوسط والإسلاميون يمتلكون اليوم حوالي 65% من نواب المجلس الجديد. والإخوان شاركوا في ميدان التحرير لكنهم يعتبرون أن الأولوية اليوم للعمل لبناء الدولة مما أدى إلى بعض التباينات مع التيارات العلمانية واليسارية والشبابية. وهناك مراكز وجمعيات حقوقية جديدة نشأت في مصر وبعضها يحصل على مساعدات أمريكية ودولية وهذا يثير الكثير من الأسئلة حول دورها.
أما على صعيد الوضع في دول أخرى، ففي تونس مثلاً (والتي انطلقت منها شرارة الثورة) كان التيار الإسلامي مضطهداً ويتعرض أركانه للاعتقال وكان زعيم التيار الشيخ راشد الغنوشي مطارداً وبقي 22 سنة خارج تونس ورئيس الوزراء الحالي حمادي الجبالي بقي في السجن 16 سنة لكونه ينتمي للتيار الإسلامي. ولذلك عندما حصلت الانتخابات النيابية حصلت "حركة النهضة" التونسي على أعلى نسبة من الأصوات، والناس في مصر وتونس كان عندهم ثقة بالتيارات الإسلامية لأنها تحملت الضربات والاعتقالات.

الاخوان في سوريا مهجرون الى خارجها
ثم عرض للوضع في سوريا والتطورات التي شهدتها طيلة الأربعين سنة الماضية وصولاً إلى اليوم وقال: الأزمة يصعب أن تنتهي ولا بد من الاعتراف بأن غالبية الشعب السوري تعترض على ما يجري وهم مستمرون في المواجهة والنظام يعتبر أنه ليس هناك مجال للحوار. والإخوان المسلمون في سوريا ليسوا موجودين في الساحة الداخلية بل هم مهجرون إلى الخارج باستثناء مجموعة قليلة. والأمور معقدة والساحة السورية متروكة لكل الاحتمالات والخيارات وأسوأ ما يمكن أن تؤدي إليها المواجهات إلى حصول حرب أهلية وهذا أمر خطير لأن سوريا تضم مجموعات طائفية متنوعة وهذا ما نتمنى أن لا يقع. وكل المبادرات العربية لن تؤدي إلى نهاية للأزمة والتدخل الأجنبي ليس لأسباب أخلاقية بل لأهداف سياسية لكنه لن يكون مؤثراً.
وهناك شريحة من المراقبين رحبوا بالثورة في تونس ومصر وليبيا لكن عندما حصلت الأحداث في سوريا بدأوا يعتبرون أن هناك مؤامرة، لكن هناك مطالب شعبية في سويا ويجب أن يستجاب لها بالتفاهم والحوار وليس بالعنف.
وما يجري ليس مؤامرة أمريكية بل ثورات شعبية حقيقية..
وأضاف: البعض يعتبر أن الثورات الشعبية العربية لم ترفع شعارات تحرير فلسطين وقد يكون هذا صحيحاً لكن هذه الشعوب كانت تريد الحرية أولاً ثم تحدد موقفها، والحركة الإسلامية موجودة وفاعلة على الصعيد الفسلطيني أن من خلال حركة حماس أو عبر قوى أخرى والتيار الإسلامي لم يغادر القضية الفلسطينية ولم يتخلى عنها. ولكن القوى الإسلامية لديها اهتمامات حالياً في ساحاتها وهناك تنسيق كبير بين هذه القوى وبين حركة حماس، حيث تم انهاء حصار غزة وهناك تغير في الموقف المصري تجاه الوضع الفلسطيني.
ثم دار حوار بين المحاضر والحضور حيث قدّمت العديد من الملاحظات حول الأوضاع العربية والإسلامية والأخطاء التي ترتكبها بعض التيارات الإسلامية.
وقد شارك في النقاش الإعلامي فيصل عبد الساتر الذي دعا إلى وضوح موقف "الإخوان المسلمين" من التدخل الأجنبي ورفض العنف. وتساءل عن عدم الحديث عن الوضع في البحرين.
وتساءل أمين عام مؤسسة الإمام الحكيم العلامة السيد علي الحكيم عن المشروع السياسي للإخوان في هذه الحقبة والمستقبل بعد أن بيّن الأستاذ المصري العرض التاريخي.
الدكتور أمين حطيط اعتبر أن هناك بعض المعطيات غير دقيقة ومنها أن غالبية الشعب السوري هم ضد النظام ومع أن هناك استطلاع أجرته قطر يؤكد أن 55% من الشعب السوري مع النظام.
كما اعتبر أن القول أن الحل في سوريا هو الحوار فهذا أمر صحيح، لكن بعض القوى السورية المعارضة والمدعومة من الإخوان ترفض الحوار مع النظام وأكد أن الإخوان المسلمين لهم دور في ما يجري في سوريا. ونحن مع الشعب السوري ولكننا ضد التدخل الأجنبي وضد ما يقوم به الأتراك والأمريكيون لإسقاط النظام السوري. نحن مع الثورة المصرية لكننا ضد حرف هذه الثورة وضد استخدام العنف ضد الناس.. الدكتور عصام نعمان قدّم مداخلة قال فيها: إن ما نستخلصه من الحديث بأن ما يجري في سوريا بدأ بانتفاضة شعبية حقيقية ولم يكن المنتفضون منتمين لأية حركة سياسية أو حزبية، لكن لاحقاً فإن القوى الغربية وفي مقدمتها أمريكا وفرنسا دخلتا على الخط لاحتواء الانتفاضة السورية وتوجيهها لما يخدم مصالحها. فما هو موقف "الإخوان المسلمين" ومن يتبنى فكر الإمام حسن البنا والجماعة الإسلامية في لبنان؟.. وكيف هو المخرج؟..
مستشار الأستاذ وليد جنبلاط، الدكتور ناصر زيدان تساءل عن موقف "الإخوان المسلمين" من دور مؤسسة الأزهر وموقفه من التنوع السياسي والطائفي. وهل سيكون الإخوان أقل تسامحاً؟.. وماذا عن تخوف غير المسلمين من التطورات المصرية وحصول بعض التوترات المذهبية؟..
الإعلامية منى زعرور تساءلت عن علاقة الرئيس عبد الناصر بالإخوان المسلمين وأسباب تغيير موقفه منهم وهل أن الإخوان المسلمين تنظيماً متماسكاً في كل الدول العربية أو أن هناك تمايزات بين قوى الإخوان بين دولة ودولة..
وإذا لم يحكم "الإخوان المسلمون" وحصل فشل فهل سيؤدي إلى تقدم السلفيين.
وأجاب المصري عن الإشكالات وأكد حرص "الإخوان على الحوار وأن المبادرة يجب أن تكون بيد النظام وأن الشعب السوري يريد التغيير والإخوان أشادوا سابقاً يدور النظام تجاه المقاومة وكانت هناك محاولات عديدة للحوار ولكن النظام لم يستجب للحوار وأكد أن الإخوان حريصون على العلاقة مع كل القوى والأطراف والطوائف الأخرى إن في مصر أو في أي دولة أخرى.
وأنا أنزه الرئيس بشار الأسد من بعض ما يجري في سوريا من قمع والحل بيد النظام في سوريا وهو الذي يستطيع الدعوة للحوار والا فإن الأمور ستتجه نحو النكبة..
الباحث الدكتور محمد نور الدين أكد على أهمية الحوار ودور "الإخوان المسلمين" على صعيد الحوار والاعتدال وأشار إلى أن الملاحظة الأساسية على الدور التركي أنه عمد للضغط على النظام ولم يضغط على قوى المعارضة..
وأكد على ضرورة تعاون الجماعة الإسلامية في لبنان وحزب الله لتقديم برنامج عمل لمعالجة الوضع في سوريا وأبدى تخوفه من أن يؤدي استلام التيارات الإسلامية للحكم في بعض الدول العربية للقبول بدور أجنبي أقوى في المستقبل..

السابق
فتح تحيي ذكرى الانطلاقة والعالول يؤكد تمسك الحركة بترشيح ابومازن للانتخابات الرئاسية المقبلة
التالي
ميقاتي: لن تنجز مهمة اليونيفيل قبل تسلم الجيش مسؤوليات الحفاظ على الامن