وهاب: الإستحقاق الأهم للبنانيّين في العام الجديد هو مواجهة إنعكاس الأزمة السورية على لبنان

اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب انّ "اللقاء الذي تمّ بالأمس بين قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ووفد أهالي عرسال قد وضّح الكثير من الأمور، لجهة ما حصل منذ أيام في منطقة عرسال"، مُعتبراً أنّ "لبنان قد دفع ثمن الإرهاب سابقاً بسقوط شهداء للجيش في معارك نهر البارد وغيرها وذلك بوجود استباحة للدولة اللبنانية، ومع الاستخفاف والعقم السياسي وقلّة إمكانيات الأجهزة الأمنية، وهذا ما يؤكد عدم إمكانية وجود مظاهر لـ"القاعدة" في لبنان، بل أشخاص ومسلّحين يتسللون منه إلى سوريا".

أضاف في حديث إلى تلفزيون LBC: "هناك قوى أصولية معيّنة هي "الإسلام الأميركي الأصولي" تدفع بلبنان إلى أحداث مماثلة لما حصل في عرسال، وهذا ما نشهده من إنفجارات في العراق، فالإسلام الحقيقي لا يقبل بمنطق الإنفجارات والقتل".

وبشأن الإنفجاران الذين حصلا في سوريا، قال: "حتماً القاعدة هي مَن أرسل الإنتحاريين للقيام بهذه التفجيرات، فبصماتها واضحة، أما القول بأنّ حزب الله أو حركة حماس هما مَن يؤيّدان القيام بهذه الأعمال، فمخطىء، لأنهما لا يرسلان سوى الإستشهاديين ضد إسرائيل.

ولفت وهاب إلى أنه "كانت هناك مطالب محقة في البداية في سوريا إذ يوجد فساد ومناطق فقيرة وبحاجة للتنمية، إذ أنّ سوريا بحاجة لتعديلات دستورية في نظامها السياسي، وقد أكد الرئيس بشار الأسد منذ بداية التحرّكات، أنه مع الإصلاح، ولكن يجب التعاون بينه والمعارضة السورية إذ لا يمكنه القيام بكل هذه الإصلاحات بمفرده".

واضاف: "لقد تبيّن أن رأس سوريا والرئيس الأسد هما المطلوبان، وليس الإصلاح، وبأنّ هؤلاء المعارضين يريدون تدمير سوريا والتدخّل الأجنبي بها، وإعادة إدخال الاستعمار الأجنبي إلى المنطقة"، لافتاً إلى أنّ "هناك مُعارضين شرفاء في سوريا، بعكس المُعارضين الموجودين في الخارج والذين يتلقون الأوامر الخارجية"، متناسين بأنّ لا إمكانية لتغيير الوضع في سوريا إلى التدخل الدولي، وهذا التدخل دونه عقبات".

وعن وفد المُراقبين العرب في سوريا، قال وهاب: "لا يوجد أي مشاكل في المناطق السورية، وهذا ما نجده خلال زياراتنا إليها، بغضّ النظر عن بعض المسلحين المتواجدين في بعض الأحياء، كأولئك في أحياء مدينة حمص بما يقارب عددهم 4300 مسلّح، لكنّ الرئيس الأسد غير قادر على حسم هذا التواجد المسلّح، للحفاظ على سلامة المواطنين الآمنين".

وشدد وهاب أنه إذا "قرّر الغرب شنّ حرباً ضد سوريا فستكون حرباً مفتوحة، ولكنّ التدخّل الأجنبي مُستبعد، وإسقاط سوريا برغبة من الأتراك لن يحصل، لأن محور المقاومة لن يترك سوريا وحيدة"، إذ هناك ألفي شهيد من الجيش العربي السوري، والتجهيزات العسكرية للمعارضة السورية والمسلحين واضحة في كثير من المناطق السورية، لكن بالنسبة لنا، لن نقبل بأن يكون لبنان مُنطلَقاً لحوادث عسكرية وأمنية في سوريا، وعلى الأجهزة الأمنية أخذ الإجراءات الأزمة، ولكنني لستُ مع الإتهام السياسي"، مؤكداً بأنّ "سوريا ستعود أفضل مما كانت"، لافتاً إلى أنّ "إيران ليس لديها قراراً بالهمينة على المنطقة العربية، ولكنّ الإيراني يحاول سدّ الفراغ الذي تركه الإنسحاب الأميركي، ولن يستعمل قوّته للإعتداء على أي دولة عربية".

أما في الملف اللبناني، فأكد وهاب بأنّ "منطق الإستقواء على الناس بالقوة السياسية أو الطائفية غير مقبول، فإذا كان فريقنا السياسي قد تسلّم السلطة فلا يجوز أن يستقوي على الفريق الآخر، وبرأيي سعد الحريري لن يعود إلى السلطة في لبنان"، لافتاً إلى أنه يجب "حلّ مشكلة التعيينات الإدارية والقضائية، ومحاسبة القضاة المخالفين".

وعن قانون الإنتخاب، قال: "لا بد من نقاشٍ هادىء وجدّي في هذا الموضوع، فطرحه يتم بشكلٍ خاطىء، أؤيّد النسبية والدوائر الكبرى، ولستُ مع القانون الأورثوذكسي الذي يؤيّد أن تنتخب كل طائفة ممثلينها، إذ يجب أن يكون المسيحيون مُطمئنيّن، فالمُناصفة بين الملسمين والمسيحيين يجب أن تستمر"، معتبراً بأنّ "هناك مبالغة بموضوع الأحجام في المشرق العربي، وكلنا أقلّيات، في حين يوجد أكثرية في المغرب العربي، فالإحصاء الأميركي يقول بأنّ السنّة العرب في المشرق العربي هو 40% في حين أنّ هناك 60% من الأقليات أي الشيعة والمسيحيين والدروز والأكراد والإسماعيليين وغيرهم".

وأكد وهاب أنّ "العلاقة بين الأطراف السياسية الدرزية في الجبل جيدة، والتنسيق مستمر فيما بينها، لمساعدة الأجهزة الأمنية في مواجهة الأحداث المتفرقة في بعض المناطق والتي لا يثني عليها لا الدروز ولا الشيعة، ولن نسمح بتغطية أي مُشتبه به في إطار هذه الحوادث، ولا بوقوع أي ضربة كفّ لبثّ الفتن في المنطقة".

وختم: "عسى أن تكون السنة الجديدة أفضل للّبنانيين، وأقلّ قلقاً من عام 2011، إذ أنّ الإستحقاق الأهم الذي سيواجهه لبنان هو مدى تطوّر الأزمة السورية، لأنّها حتماً ستنعكس على لبنان في حال استمرارها".  

السابق
ارحموا البلد قليلاً
التالي
الثورة السورية على مفترق طرق