ما بعد العيد

منذ أسبوع وشوارع العاصمة بيروت غارقة في سيول السيارات.
لا أحد يعرف تماماً من أين تأتي هذه السيارات ولا أحد يعرف الإجابة عن عدد الذين في أشغالهم أو في منازلهم.
الفنادق لا مكان فيها ويقال إن الحجوزات في المرابع الليلية وصالات السهر لأسبوع الميلاد ورأس السنة فاقت كل التوقعات.
لا نتحدث هنا عن ميسوري الحال فقط، فمتوسطو الدخل وحتى الفقراء لديهم مشاريعهم ومنافعهم.. ولا ننكر وجود حالات بؤس في بعض الضواحي والأرياف.
غالب الظن ان البلد ستعود الى طبيعتها ما بعد ليلة رأس السنة وهذا يقودنا الى الافتراض بأن البلد لا تزال مؤهلة وبإمكانها استيعاب الفرح.

ليست هذه مسألة عابرة تقود الى سؤال آخر يقول: كيف لنا ان نحافظ على بلدنا في منأى عن التطورات الدراماتيكية التي تجري من حولنا؟
وسؤال ثانٍ: كيف لقادتنا أن يتفاهموا على استقرار ما أو على رؤية شبه موحدة تقينا خضّات وفلتانا؟
تشير القراءة المتأنية الى ان المنطقة في طريقها الى تعثر أمني متجدد فالأزمة السورية لا تزال في بدايتها والتطورات في العراق ستفتح الأبواب على مخاطر قد تكون مخيفة.
الى هذا يحتمل ان تزداد الضغوط على إيران التي قد تدفع باتجاه تعقيد الأوضاع في الخليج العربي.
كل هذا يدعونا الى إعلان القلق إزاء ما يفكر فيه القادة في لبنان وليست المؤشرات خافية على أحد بدءاً من بعض الدعوات الطائفية المتعلقة بقانون الانتخاب وانتهاء بمطلب نزع السلاح من العاصمة.
وعلى أية حال فلنتحضر لما بعد الأعياد.. لنتحضر.

السابق
الديموقراطية التوافقية!
التالي
الحص: لايلاء قضية الكهرباء الاولوية لما تسببه من خسائر فادحة على الخزينة العامة