إسرائيل تترقب الربيع العربي بقلق ..وترصد مناورة سوريا…ولبنان

رسالة المناورة العسكرية السورية وصلت إلى إسرائيل التي لم تستطع تجاهلها، فيما القلق سائد لدى الجيش الإسرائيلي حيال قدرات حزب الله، وإمكان أن يتزود بالمنظومات نفسها التي ظهرت في المناورة السورية

إسرائيل قلقة شمالاً. عين على سوريا، وأخرى على لبنان. الساحتان، من ناحية تل أبيب، مترابطتان ومشبعتان بالتهديد. أما خشية إسرائيل المعلنة، فتتعلق بتزايد ما سمّته أمس، أعمال العنف من جانب حزب الله، وأن يكون السلاح المتطور جداً، الذي ظهر في المناورات السورية، قد وصل إلى أيدي مقاتليه. يعني ذلك، بحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قلقاً ومتابعة يومية مركّزة، لكل ما يجري في الساحتين.
وذكرت صحيفة هآرتس أمس، أن «القلق سائد في إسرائيل، إزاء تصاعد أعمال العنف من جانب حزب الله في الجنوب اللبناني»، مشيرة إلى أن «المؤسسة الأمنية تنضم إلى التقديرات الفرنسية بشأن مسؤولية حزب الله عن التفجيرات الأخيرة التي طاولت القوات الدولية في لبنان»، وقالت إن «الأحداث الأخيرة في الجنوب اللبناني، ومن بينها إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، من شأنها أن تكون إشارة إلى تغيير في سياسة حزب الله»، مضيفة أن «المسألة قد تكون أيضاً مرتبطة بالأزمة التي يعانيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

وتشير الصحيفة إلى أن «الأحداث المتراكمة في الفترة الأخيرة، تحمل مغزى كبيراً؛ إذ إن حزب الله يشذ عن السياسة التي اتبعها منذ نهاية الحرب» عام 2006. أما تفسير ذلك، تضيف هآرتس، «فقد يكون مرتبطاً بالأزمة المتفاقمة في سوريا، التي تحفز حزب الله على المبادرة، وإن بنحو محدود»، الأمر الذي أدى «إلى تكوين انطباع لدى مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الحزب في حالة من الارتباك، فمن جانب يسير نظام الأسد في طريقه إلى الانهيار، ومن جانب آخر، تضطر إيران إلى تقليص مساعداتها الاقتصادية، بسبب العقوبات الدولية عليها، وفي حالة كهذه، قد يخطئ حزب الله، ويبادر إلى ما يمكن أن يورطه».موقع مجلة «إسرائيل ديفنس» العبرية، شدد على أن الجيش الإسرائيلي يعيش حالاً من التأهب القصوى في المنطقة الشمالية، ربطاً بالأحداث الجارية في سوريا. إلا أنه أكد في المقابل أن «المعطيات اللبنانية هي أكثر ما يقلق الجيش الإسرائيلي، وتحديداً بشأن إمكان أن يزيد حزب الله من عملياته ضد القوات الدولية العاملة في لبنان»، مشيراً إلى أن «الهدف قد يكون محاولة ردع هذه القوات من التدخل، عندما يقرر حزب الله استئناف استفزازاته لإسرائيل».
إلى ذلك، ترددت أصداء المناورة العسكرية الأخيرة التي أجراها الجيش السوري بداية الأسبوع الحالي، بنحو لافت في إسرائيل، التي عبرت عن القلق البالغ باتجاهين: حيال أصل وجود سلاح متطور جداً لدى سوريا، ظهر جزء منه في المناورة، وحيال إمكان انتقال هذه الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وعبّرت مصادر عسكرية إسرائيلية لإذاعة الجيش عن الخشية من وصول وسائل قتالية متطورة موجودة في حوزة الجيش السوري إلى حزب الله، مضيفة أن «المناورة السورية مطلع الأسبوع الحالي، كشفت عن وجود صواريخ من نوع ياخونت، وصواريخ مضادّة للطائرات من نوع أس ـــــ آي ـــــ 17، وكلاهما نموذجان متطوّران من إنتاج روسيّ». وبحسب المصادر الإسرائيلية، «يوجّه صاروخ ياخونت عبر رادار يصل مداه إلى نحو 300 كيلومتر، أمّا الـ أس ـــــ آي ـــــ 17، فهو صاروخ مضادّ للطائرات، يركّب على آلية متحرّكة، ولديه مدى طويل نسبيّاً، إضافة إلى دقة كبيرة جداً في تحقيق الإصابة»، مضيفة أن «سلاح الجو قلق جراء التحسّن المستمرّ في القدرات الدّفاعية الجوّية لدى سوريا، وبناءً عليه، اتُّخذت سلسلة من الخطوات لتقليص خطر إصابة الطائرات الإسرائيلية التي تحلّق في الأجواء الشمالية». وأشارت الإذاعة العسكرية إلى أن «الخشية الأساسية لدى المؤسسة الأمنية هي أن يحاول حزب الله استغلال الأحداث في سوريا، لنقل ما في مخازنه من وسائل قتالية متطورة إلى لبنان، مثل صاروخ ياخونت، وأيضاً منظومات دفاع جوي متطورة».

وحول أصل المناورة السورية وتوقيتها، رأت مصادر عسكرية إسرائيلية أن «المناورة هي محاولة لعرض العضلات، وهدفها ردع المجتمع الدولي عن أي تدخل في سوريا، وتحديداً الإقدام على استخدام أي خيار عسكري ضدها». وبحسب صحيفة هآرتس، فإن «الرسالة موجهة إلى الدّولتين الجارتين، تركيا وإسرائيل»، مشيرة إلى أن «سوريا قامت بعدة إجراءات عسكرية مماثلة في الأشهر الأخيرة».
بدوره، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عيدو نحوشتان، خلال لقاء مع المراسلين العسكريين إن إسرائيل تتابع وتجمع معلومات استخبارية عن الأحداث في سوريا، «ولا شك في أن الجبهة الشمالية غير مستقرة، وما يحدث هناك يومياً يجعلنا ندقق في الوضع يومياً، ونتخذ بناءً عليه قراراتنا».

السابق
حرب: دعا الحكومة الى الاستقالة لانقاذ الوطن من معارك طواحين الهواء
التالي
ترويكا… تستولد ترويكا!