الشرق الاوسط: المعارضة اللبنانية تستهجن اتهامات وزير الدفاع لبلدة عرسال بإدخال إرهابيين إلى سوريا

شنّت قوى المعارضة اللبنانية وفعاليات بلدة عرسال البقاعية حملة ردود عنيفة على وزير الدفاع فايز غصن الذي تحدث "عن عمليات تحصل على بعض المعابر غير الشرعية لا سيما في عرسال، حيث يجري تهريب أسلحة ودخول بعض العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تحت ستار أنهم من المعارضة السورية".
وردّ النائب عن تيار المستقبل عقاب صقر على الوزير غصن معتبرا أن تصريحاته الأخيرة تندرج في خانة "سعي قوى 8 آذار لتسعير كرة النار في سوريا لنقلها إلى لبنان"، مستغربا "كيف يخرج غصن إلى الإعلام لينوح ويتهم شعبه ومناطق لبنانية بإيواء إرهابيين وعناصر من (القاعدة) بدل الخروج للإعلان عن إلقاء القبض على هؤلاء العناصر". وقال لنا: "الوزير غصن مطالب بالاستقالة فورا كونه يجرّ لبنان وحكومته لمأزق طائفي كبير"، منبّها "وزراء حزب الله باعتبارهم القيمين الحقيقيين على الحكومة وليس رئيسها نجيب ميقاتي، للتنبّه لخطورة ما صرّح به غصن والذي سيؤدي لحفر الحكومة قبرها بيدها"، واصفا ما اقترفه بـ"الخطيئة الكبرى".
ونقلت أمس وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر حكومي قوله إن "أجهزة أمنية عرضت خلال اجتماع أمني برئاسة رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) قبل أسابيع معطيات عن دخول عناصر من (القاعدة) من عرسال إلى سوريا تحت شعار أنهم من
المعارضة السورية".

وطالب صقر أهالي وفعاليات بلدة عرسال "بالتوجه إلى القضاء لرفع دعوى على منتحل صفة الوزير لرد اعتبارهم"، وأضاف: "التصويب على عرسال هو تصويب سياسي معيب وطائفي خطير من قبل الحكومة الهزيلة والهزلية التي بدأت تفتح دفاتر قديمة وغير موجودة ومن مخلفات النظام الأمني السابق، مما يؤكد وصول قوى 8 آذار لحالة من الإفلاس غير المسبوقة هي التي تختنق اليوم بشعارات كبيرة رفعتها ولم تكن على مستواها".
وتوجه صقر للوزير غصن بالقول: "اتهاماتك لا تتخطى كونها معزوفة قديمة مخابراتية بالية وكان الأجدر بك أن تستقيل قبل التشهير بعرسال واتهام شعبك بالإرهاب".
وقد تزامن كشف الوزير غصن عن معطياته الأمنية، مع حديث قناة "الإخبارية" السورية عن "تصدي حرس الحدود لمحاولات متكررة لمسلحين من أجل دخول الأراضي السورية عبر الحدود اللبنانية السورية".
وفيما استنكر مخاتير ومجلس بلدية عرسال، تصريح الوزير غصن معلنين رفضهم التام له، طالبوا بأن "تكون هذه المعلومات دافعا لنشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية في منطقة عرسال لمنع الخروقات السورية المتكررة للسيادة اللبنانية ولمنع التهريب والادعاءات الكاذبة في آن معا".

وناشد المخاتير والبلدية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "يضع يده على هذه القضية"، كما ناشدوا "جميع الحريصين على السلم الأهلي عدم الانجرار وراء الادعاءات والشائعات المغرضة".
واستنكر أهالي بلدة عرسال تصريحات وزير الدفاع وقوله بأنّ بلدتهم تأوي عناصر من تنظيم القاعدة مؤكدين "ألا وجود لعناصر إرهابية، لأنَّ عرسال لا تؤوي إرهابيين أو سلفيين بل مواطنين هربوا من الأحداث السورية". كما شدّد أهالي البلدة على أنَّ "السلفيين مكروهون في المنطقة".

وفي هذا الإطار، حذّر عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح من أن "جهات تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تحاول زج الجيش اللبناني في مواجهة مع أهالي عرسال"، مضيفا: "المعطيات التي لدينا هي أن الجيش السوري يخترق الأراضي اللبنانية في عرسال ويدخل إلى عمق الأراضي اللبنانية ويعتدي على المواطنين اللبنانيين والسوريين الفارين من قمع نظام الأسد، وآخر اقتحام أدى إلى استشهاد مواطن من عرسال".
بدوره، قال القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش: "المتاجرة بمسألة الإرهاب و(القاعدة) معروفة لدى الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة وبالأخصّ لدى النظام السوري الذي تاجر بهذه القضية على مدى السنوات الماضية وباعها للأميركيين وللعالم على أساس أنّه القادر على ضبط هذه الحركة، كان دائما يستدرج هذه المجموعات ويصدّرها ويعتبر أنّه القادر على إيقافها ويريد الآن أن يستعمل السيناريو عينه في بلدة عرسال ليبرر العنف الذي يقوم به في بلده بسبب الانتماء السياسي إلى جانب الانتماء المذهبي الذي يعبّر عنه أبناؤها".

وتقع بلدة عرسال ذات الغالبية السنية في منطقة البقاع، في محاذاة الحدود اللبنانية الشرقية مع محافظة حمص السورية. وتعد هذه البلدة معقلا لتيار المستقبل برئاسة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أحد أبرز مكونات المعارضة اللبنانية المناهضة لدمشق. وتوغل الجيش السوري مرات عدة خلال الأشهر الماضية في أراض لبنانية، لا سيما في عرسال، خلال قيامه بعمليات أمنية تقول دمشق إنها تستهدف ملاحقة فارين أو مهربي سلاح.  

السابق
السفير: مشروع نحاس للأجور يمر: تعديل قواعد الاشتباك في الحكومة نصر الله ـ عون: استعادة نضارة التحالف
التالي
الشرق: اقرار مشروع نحاس (الادنى 868 ألفا) اسقط التفاهم العمالي – الهيئات