البناء: الحكومة تُقر مشروع نحّاس.. و«العمّالي» نحو إلغاء الإضراب

أقرّت الحكومة وبالتصويت تعيين الحد الأدنى للأجور بمبلغ 868 ألف ليرة، والحد الأدنى للأجر اليومي 33 ألف ليرة ويتضمن بدل النقل اليومي، بعدما كان جرى الاتفاق في بداية الجلسة وبحضور وفدي الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية على تعيين الحد الأدنى للأجور بـ675 ألف ليرة من دون احتساب بدل النقل.
وبذلك، يكون مجلس الوزراء قد أقرّ ما كان تضمنه اقتراح وزير العمل شربل نحاس بعد أن طرح الموضوع على التصويت. ونال أكثرية 15 صوتاً من أصل 27 وزيراً حضروا الجلسة، في حين تغيب 3 وزراء هم: ناظم الخوري، سليم كرم وفيصل كرامي.
ومع هذا الإقرار يتوقع أن يعلن المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام عن إلغاء الإضراب الذي كان مقرراً في 27 الحالي، وإن كان رئيس الاتحاد غسان غصن لم يشأ تحديد موقف حول موضوع الإضراب تاركاً الأمر إلى المجلس التنفيذي الذي سيعقد اجتماعه غداً الجمعة.
وفي المقابل، ينتظر أن يصل إلى سورية اليوم وفد من الجامعة العربية لتحضير الآليات المطلوبة لعمل المراقبين العرب تنفيذاً للبروتوكول الذي وقّع بين الأمانة العامة للجامعة والحكومة السورية، حيث أكدت مصادر دبلوماسية في هذا السياق أن مهمة المراقبين ستكون على مستوى كبير من الحساسية والأهمية، ولهذا فإن الجميع يترقب حقيقة الدور الذي سيقوم به المراقبون وما إذا كان هؤلاء سيلتزمون بمضمون وثيقة «البروتوكول» من حيث الشفافية والتعاطي بموضوعية مع الواقع الميداني.
لكن اللافت في سياق الوضع السوري أمس لجوء المجموعات الإرهابية إلى خطف ثمانية مهندسين من جنسيات مختلفة في حمص بينهم خمسة مهندسين إيرانيين.
حملة مشبوهة لـ «تيار المستقبل»
كما لفتت الحملة التي افتعلها «تيار المستقبل» بحق وزير الدفاع فايز غصن على خلفية المعلومات التي كان كشف عنها وتؤكد وجود تهريب للسلاح وعناصر من «القاعدة» أيضاً يتسللون إلى سورية عبر عرسال.

وقد جدد مجلس الوزراء التأكيد على دور الجيش اللبناني رغم الافتراءات السياسية التي تطاله، وأكد قراراته السابقة لمواجهة أي محاولات تسلل عبر الأراضي اللبنانية ونوّه بدور الجيش مؤكداً الدعم المطلق له.
ومظاهر مسلحة في محيط عرسال
وفي هذا السياق، كشفت مصادر عليمة أن منطقة عرسال تشهد مظاهر مسلحة في بعض المناطق خصوصا خلال الليل حيث يتم نصب حواجز من قبل مجموعات مسلحة ما يستدعي إجراءات دقيقة في المنطقة تمنع ذلك، وتحول أيضاً دون تسلل المسلحين وتهريب السلاح إلى سورية.
 
وكانت جلسة مجلس الوزراء انعقدت مساء أمس في قصر بعبدا. وقد أخذ ملف تصحيح الأجور الحيز الأكبر من النقاش. كما أن إصرار الحكومة على الخروج بقرار حول تصحيح الأجور دفع بها إلى استدعاء وفدي الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية توصلاً إلى مخرج مقبول من الجميع. ونتيجة لذلك اتفق على أن يكون الحد الأدنى للأجور 675 ألفاً. وقد وقع الوفدان عليه بحضور رئيس الحكومة وعدد من الوزراء.
ولكن بعد عودة النقاش إلى مجلس الوزراء وأخذ ورد طرح اقتراح الوزير نحاس على التصويت فنال الأكثرية وبالتالي لم يؤخذ بالاتفاق الذي كان جرى التوصل إليه، وإن كانت مصادر قانونية أوضحت أن الفارق الأساسي بين المشروعين هو إدخال بدل النقل في صلب الراتب، وبذلك سيتم احتسابه في تعويض نهاية الخدمة.
وأوضح وزير الإعلام وليد الداعوق أنه تم الاتفاق على إضافة ما نسبته 18 في المئة كغلاء معيشة على الأجر في الشطر الأول و10 في المئة على الشطر الثاني الذي يزيد عن مليون و500 ألف ليرة. وأوضح أنه تقرر أيضاً تحديد القيمة الشهرية للمنح الدراسية بمبلغ 40 ألف ليرة عن كل ولد مسجل، على أن يكون الحد الأقصى لهذه المنح 160 ألف ليرة لبنانية.

وعلم من مصادر وزارية أن نتيجة التصويت كانت كالآتي:
صوّت لمشروع نحاس الوزراء: علي قانصو، حسين الحاج حسن، فادي عبود، شكيب قرطباوي، فريج صابونجيان، بانوس مانوجيان، غابي ليون، نقولا صحناوي، علي حسن خليل، محمد فنيش، جبران باسيل، شربل نحاس، فايز غصن، عدنان منصور ومروان شربل.  

وصوّت ضد المشروع كل من: الرئيس ميقاتي والوزراء: نقولا فتوش، محمد الصفدي، علاء الدين ترو، نقولا نحاس، مروان خير الدين، سمير مقبل، غازي العريضي، أحمد كرامي، حسان دياب ووليد الداعوق.
في حين امتنع عن التصويت الوزير وائل أبو فاعور.

وأوضح الوزير نحاس لـ«البناء» أنه جرى التصويت على مشروعه بأكثرية الوزراء الحاضرين الذين غاب منهم كل من: سليم كرم، ناظم الخوري وفيصل كرامي.
إلى ذلك، ينتظر أن يرسل وزير العمل المرسوم إلى مجلس شورى الدولة اليوم لبته «في أسرع وقت ممكن» وفق ما قال الوزير نحاس.
ورداً على سؤال عن تاريخ البدء بدفع الزيادة؟ قال: يفترض أن يتم ذلك بدءاً من آخر الشهر الحالي، وذلك بعد أن يكون المرسوم نشر في الجريدة الرسمية.  بدوره، اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن أن التفاوت بسيط في الأرقام بين الحد الأدنى للأجور الذي عينته الحكومة وما تم الاتفاق عليه سابقاً قبيل الجلسة. ولفت إلى أن اتفاقاً كان تم، لكن الحكومة اتخذت قراراً آخر، وبالمحصلة فالنتائج واحدة، موضحاً أن الاتفاق الذي كان تم الاتفاق عليه هو أن يصدر مرسوم مستقل لتحديد بدل النقل والتعليم لكن الحكومة وجدت أنه من الأفضل أن تضم النقل والتعليم إلى صلب الأجور.
وحول مصير الإضراب قال إنه لا يتخذ هكذا قرار بشكل منفرد، مشيراً إلى أن المجلس التنفيذي للاتحاد سيجتمع يوم غد الجمعة ليحدد الموقف من الإضراب.

إلى ذلك، عقد لقاء مطول ليل أول من أمس في الضاحية الجنوبية بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بحضور الوزير جبران باسيل والمعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وبحسب بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله، فقد تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية التنسيق الكامل واعتماد آليات فعّالة لذلك خلال المرحلة المقبلة. وكذلك جرى التأكيد على متانة التفاهم والتحالف القائمين بين الجانبين ما يساعد على تحصين لبنان أمام كل التحديات القائمة والمقبلة.
واكتفت مصادر مطلعة بالقول إنه جرى تقويم شامل للمرحلة الماضية على المستويات المختلفة، خاصة العلاقة بين الطرفين والتنسيق على مستوى العمل الحكومي. وقالت إنه كان هناك توافق على التشاور الدائم بكل ما له علاقة بالعمل الحكومي.

وفي المواقف المحلية أيضاً، اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أن اندحار الاحتلال الأميركي والغربي عن أرض الرافدين هو حدث تاريخي يؤشر إلى قصر المسافة الأمنية التي تفصلنا عن بدء تآكل هذا الحلف الاستعماري الغربي بزعامة الأمبراطورية الأميركية».
وقال: إن اندحار الاحتلال عن العراق لن يطوي حقبة سوداء سببت الآلام للعراقيين، ولن يمحو من الذاكرة ارهاب الاحتلال وقتله وتشريده لملايين العراقيين، لكن المؤكد أن صفحة الاحتلال قد طويت، وهذا ما يقض مضجع كل غاصب ومحتل، لانه يرسخ القاعدة الذهبية التي عنوانها ان كل احتلال الى زوال.
ودعا حردان الى تنسيق قومي يمتد من بغداد عبر سورية الى فلسطين وضمنا لبنان، ومع القوى الاردنية، ليكون هذا التنسيق نواة حقيقية لوحدة حقيقية تعمدت بالدم من خلال قيم المقاومة المشتركة في مواجهة الاحتلال والعدوان والعنصرية والاستيطان.
وقال: ان بوصلة الشعب في لبنان والشام والعراق والاردن هي فلسطين، لذا، فإن الشعب في هذه الكيانات يلتقي في خياراته وتوجهاته وقناعاته على هدف واحد، هو المقاومة من أجل تحرير فلسطين واستعادة الحق السليب. ونحن نريد ان يكون للدول العربية الاخرى البوصلة ذاتها، اي بوصلة فلسطين، لان فلسطين هي معيار الانتماء الى العروبة الحضارية. 
 
وبالعودة الى الشأن السوري، يتوقع ان يصل الى سورية وفد من الجامعة العربية تحضيرا لبدء مهمة المراقبين العرب نهاية الشهر الحالي، حيث سيلتقي الوفد عددا من المسؤولين السوريين لوضع آلية عمل المراقبين ومكان اقامتهم وطريقة تحركاتهم الميدانية.
وقد شدد الأمين العام للجامعة نبيل العربي على "ضرورة التحرك السريع من أجل توفير الأجواء الملائمة لمباشرة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية لمهامها في سورية".
ودعا، في بيان له "الحكومة السورية الى تحمل مسؤوليتها ازاء توفير الحماية للمدنيين السوريين، تنفيذا لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية".
كما طالب "الحكومة السورية بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف واطلاق سراح المعتقلين وسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية السورية التي تشهد التظاهرات وحركات الاحتجاج السلمية".
وعبّر عن "بالغ قلقه إزاء تواتر الأنباء حول تصاعد أعمال العنف في العديد من المدن السورية وخصوصا في انحاء مختلفة من محافظات إدلب وحمص ودرعا ودير الزور".
حشود ضخمة تنزل في دمشق
في هذا الوقت، وتقديرا لتضحيات الجيش ودوره في حماية أمن واستقرار الوطن وتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها سورية وتأكيدا على تلاحم الشعب معه في مهمته الوطنية وضمن فعالية (حماة الديار عليكم سلام) أزيح الستار أمس عن نصب بعلو سبعة أمتار يجسد الجندي العربي السوري بمشاركة حشود ضخمة من السوريين ملأت ساحة الأمويين في دمشق مكان وضع النصب

وفي هذا السياق، اعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، بعد زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مطمئنا الى صحته، ان "الرابح، بعد موافقة سورية على توقيع البروتوكول لإرسال بعثة المراقبين العرب إليها هو دائما دائما السلم الأهلي والوئام وسورية"، مؤكدا أن "سورية بخير وهي تقوم بإصلاحات مستمرة وبحوار داخلي سيثمر وفاقا أكثر وقوة أكثر".
بدورها، قالت صحيفة "تشرين" السورية ان "نجاح مهمة المراقبين العرب في رصد واقع ما يحدث في سورية بشكل موضوعي لا يرتبط فقط بمدى تعاون الحكومة السورية مع مهمتهم كما يحاول البعض تصويره، إنما هو لا يكاد ينفصل عن معطيات كثيرة أبرزها استقلالية المراقبين وحيادهم، وتغيير بعض الدول العربية لسياستها وطريقة تعاطيها مع الأحداث السورية، بما من شأنه تهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المراقبين من الخروج بتقرير موضوعي يرصد الواقع كما هو لا كما تريده بعض الأنظمة ووسائل الإعلام العربية والغربية، التي تقود منذ أشهر عدة حملة غير أخلاقية وغير مهنية ضد سورية خدمة لأجندات غربية مكشوفة".

الى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أهمية التأثير بشكل فعال في المعارضة السورية بما يخدم إشاعة استقرار الموقف في سورية.

وتواصلت الحملة الأميركية والغربية ضد سورية، حيث ادعى الناطق باسم البيت الأبيض "ان نظام الأسد اثبت انه لا يستحق ان يحكم سورية"، محذرا من "إجراءات دولية جديدة". ورأى "ان الطريق الوحيد للتغيير الحقيقي هو في تنحي الأسد"، داعيا الى "ضرورة تنفيذ بنود المبادرة العربية بشكل سريع".

وفي سعي مكشوف في سبيل مزيد من التحريض ضد سورية، اجتمع رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في أنقره امس مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته احمد داود أوغلو. وأوضح أوغلو بعد اللقاء أن "تركيا دعمت مبادرة الجامعة العربية، وقد شاركت شخصيا باجتماعات للجامعة في القاهرة والمغرب في أثناء التحضير لهذه المبادرة، وقد كانت هناك آلية مشاورات بين تركيا والجامعة العربية التي ندعم مبادرتها ان البروتوكول بحد ذاته له ابعاد مهمة عدة، منها ارسال المراقبين واطلاق السجناء ونأمل النجاح لكل بنود المبادرة، وتركيا ستبذل اقصى جهودها للعمل على انجاح هذه المبادرة التي هي في الحقيقة مبادرتنا نحن ايضا وسندعمها وندافع عنها وسنراقب تنفيذها".
وقالت مصادر في "المستقبل" ان زيارة الحريري الى تركيا تندرج في اطار اللقاءات التي يجريها مع قادة العالم لبحث كيفية التعاطي مع "الربيع العربي" وتجنيب لبنان الحرائق"!

من جهتها، أبدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قلقها مما وصفته "قمع المحتجين" داعية "الى وقف أعمال العنف".
وكذلك استنكرت الخارجية الفرنسية ما زعمته "مقتل نحو 120 شخصا"، داعية روسيا الى تكثيف مشاوراتها في مجلس الأمن حول مشروعها.
من ناحيته، أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي عن "رفض بلاده لتواصل العنف في سورية"، مشيرا الى ان "إيطاليا كانت صريحة في اجتماعها مع "المجلس الوطني السوري"، بالالتزام بالتوصل الى حل سياسي للأزمة".
 
الى ذلك، لجأت المجموعات الإرهابية المسلحة الى اسلوب خطف الأجانب العاملين في سورية، حيث اعلنت وزارة الكهرباء السورية عن اختفاء ثمانية مهندسين من جنسيات مختلفة بمحطة كهرباء جندر في حمص من بينهم 5 مهندسين إيرانيين.
وكذلك، أفادت السفارة الإيرانية في دمشق ان مجهولين اقدموا على خطف 5 مهندسين يعملون في محطة كهرباء جندر في حمص وتطلب من السلطات السورية اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحرير الإيرانيين في أسرع وقت ممكن.
وطالبت السفارة الإيرانية بالإفراج بأسرع وقت ممكن عن المهندسين الخمسة وأعلنت بانها تعمل وتنسق مع السلطات السورية للوصول الى الغاية المرجوة عبر بذل كل الجهود الممكنة.
وقال سفير إيران في دمشق محمد رضا شيباني ان "من قام بخطف المهندسين الخمسة يريد التأثير في النشاطات الاقتصادية والصناعية والاستثمارية بين إيران وسورية".  

السابق
الجمهورية: انقلاب على ميقاتي يجدد الحلف الثلاثي بعد لقاء عون ـ نصر الله
التالي
السفير: مشروع نحاس للأجور يمر: تعديل قواعد الاشتباك في الحكومة نصر الله ـ عون: استعادة نضارة التحالف