كيف دخل فتح الاسلام وجند الشام وسيطرا على مخيم عين الحلوة ؟

كيف دخل عناصر «جند الشام»، و«فتح الإسلام»، و»كتائب عبدالله عزّام»، الى حيّ الطوارئ في مخيم عين الحلوة وكيف بات يحسب لهم حساب بعد أن كانوا مجرّد فلول؟ وهل يكون الحلّ بعملية امنية تستأصلهم، أم في تسليم انفسهم للقضاء المطلوبون له بمذكرات توقيف في جرائم مختلفة ؟

يُقيم "جند الشام" و"فتح الاسلام" و"كتائب عبدالله عزام"، في حيّ الطوارىء في مخيّم عين الحلوة، في وقت يبدو أن هدف هذه المنظّمات اليوم هو القضاء على "الكفاح المسلح الفلسطيني"، المتعاون مع الجيش اللبناني، ليتحوّل المخيّم مربعات امنية متناحرة، على ما ظهر للمراقبين خلال اغتيال مرافقَي قائد هذا الكفاح "اللينو" أخيرا.

إزاء ذلك، أوضح مصدر "فتحاوي" في المخيم لنا انّ حي الطوارىء يضم:

– " جند الشام" عدد عناصرها 25، "أميرها" اسامة الشهابي المتواري ومساعده عماد ياسين في حي الصفصاف.

– " فتح الاسلام"، عدد عناصرها 25، يقودهم هيثم مصطفى وشقيقه محمد عبد الغني جوهر ومحمد احمد الدوخي "خردق" وبلال بدر واحمد خليل واحمد عبدالله.

 – " كتائب عبدالله عزام"، عناصرها مقنّعة على الدوام داخل الحي لأنّ بين افرادها سوريون وفلسطينيون وعراقيون، ويتراوح عددهم ما بين 15 الى 20 عنصرا. وقد تبنّت هذه الكتائب مرات عدة اطلاق صواريخ كاتيوشا من الجنوب على اسرائيل، وكان آخرها من محيط عيتا الشعب، ثم عادت ونَفت مسؤوليتها عنها في 19 تشرين الثاني الماضي، وهذه المجموعة التي تقاتل ضد "فتح" بشراسة، لم يعرف من يقودها لأنها دخلت أخيرا الى الحي.

اما كيف وصلت "جند الشام" الى مخيم عين الحلوة ولماذا تمركزت في حيّ الطوارىء – التعمير ؟ سؤال يطرح بقوة داخل المخيم وفي الساحة اللبنانية، وهو ما أجابت عنه مصادر فلسطينية في عين الحلوة لـ"الجمهورية"، مشيرة الى "ان حي الطوارىء غير تابع لسلطة الكفاح المسلح الفلسطيني، وغير خاضع لسلطة الجيش اللبناني لأنه يقع بين المخيم وتعمير عين الحلوة".

ورأت أنّ الفلتان الامني في الحي دفع بقايا "جند الشام" و"فتح الاسلام"، الى التسَلّل الى تلك المنطقة والاقامة فيها، خصوصا ان تلك الجماعات مطلوبة للقضاء اللبناني، وفي حقها مذكرات توقيف عدة في جرائم قتل جنود من الجيش، وقوات "اليونيفيل"، وكوادر من "فتح"، وعدد من اللبنانيين والاجانب في لبنان. وحمّلت المصادر حركة "فتح" مسؤولية تعاظم قوة "جند الشام"، "لأنها كانت تردد ان لا وجود لجند الشام، وانّ ما تبقى منهم هم بقايا أصيبوا بالشلل، ولا قدرة لهم على التحرّك او اعادة تنظيم اوضاعهم".

وقالت إن "فتح" كانت تعتبر ان عدد عناصر "جند الشام" لا يتعدى "أصابع اليد الواحدة"، متسائلة: "كيف بات يحسب لهذين التنظيمين حساب في عين الحلوة بعدما شكّلا فريقا امنيا خاصا بهما داخل حي الطوارىء يهدّد المخيم ؟ ثم ارتكبا ما ارتكباه من عمليات قتل واغتيال في حق مرافقَي قائد الكفاح المسلّح "اللينو"، وضبّاط "فتح"، ومن أين حصلا على قذائف صاروخية متوسطة ؟

ورأت المصادر "أن قضاء الكفاح المسلح الفلسطيني على هؤلاء دونه مخاطر، إذ إنّ من شأنه أن يُشعل شرارة الاقتتال الفلسطيني على طريقة نهر البارد، خصوصا ان "عصبة الانصار" الاسلامية في المخيم تعارض بشدة القضاء على "جند الشام"، وهيي تعتبرهم إسلاميون يحرّم قتلهم، ولذلك يحصلون على رعايتها في وقت لا تربطها بالكفاح المسلح و"اللينو" علاقة جيدة".

وقالت المصادر نفسها: "إن جند الشام واتباعه يقدرون بـ 70 عنصرا، وفي حق معظمهم مذكرات توقيف أصدرها القضاء اللبناني، والحل الأنسب لإنهاء هذه الحالة هو أن يسلّموا انفسهم للدولة لحل مشاكلهم، خصوصا ان بعضهم عمدَ عام 2007 الى تسليم نفسه للجيش و"تبييض" سجلاته وخرج من السجن، والبعض ما زال يحاكم لدى القضاء اللبناني". وأضافت: "ان جند الشام لا يشكلون نسيجا داخل البيئة الفلسطينية التي رفضتهم منذ إنشاء تنظيمهم الموجّه لقتال الجيش و"اليونيفيل"، وهذا ما ترفضه كافة الفصائل والقوى الفلسطينية لأنه لا ينسجم مع الأجندة الفلسطينية التي تنسّق مع الجيش وتبتعد عن الانزلاق الى متاهات مع اليونيفيل".  

السابق
نصرالله بحث مع العماد عون مجمل الاداء الحكومي في المرحلة الماضية
التالي
مشروع يحتقر اللبنانيين