أوغلو: سنعمل على انجاح المبادرة العربية وسنراقب تنفيذها

 أجرى الرئيس سعد الحريري اليوم محادثات مطولة مع رئيس الحكومة التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو في مقر رئيس الحكومة التركي في انقرة، تم خلالها مناقشة تطورات الاوضاع التي تشهدها المنطقة وخصوصا مسار الازمة السورية بعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية. وشارك في جانب من المحادثات رئيس لجنة الصداقة اللبنانية – التركية النائب نهاد المشنوق والنائب السابق باسم السبع والسيد نادر الحريري والمستشار محمد شطح.

أوغلو

وبعد انتهاء المحادثات، تحدث وزير الخارجية التركي الى الصحافيين فقال: "أولا دعوني ارحب بضيفنا العزيز الاخ والصديق سعد الحريري والذي لطالما كانت تربطنا به علاقات طويلة كزعيم سياسي في لبنان عندما كان في السلطة، وكذلك بالنسبة لعلاقاتنا الشخصية، وهو مرحب به في بيته في تركيا في أي وقت. اليوم هناك تغييرات بالغة الاهمية تشهدها المنطقة، وهو ما يحتم علينا ضرورة التشاور. وأود ان اعبر عن شكري لهذه الفرصة التي اتاحت لنا ان نتبادل وجهات النظر حيال كل المواضيع، اولا خلال اللقاء الثنائي ومن ثم مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. هناك تغييرات تاريخية في المنطقة وجميعنا يعلم ان مجرى التاريخ يسير في اتجاه تحقيق مطالب الشعوب، ففي شمال افريقيا وتونس جرت الانتخابات، وفي ليبيا عملية التغيير مستمرة وكذلك في مصر. والان هو الوقت الملائم للشعب السوري لتحقيق اهدافه في الديموقراطية وتحقيق الشفافية".

سئل: كيف تقيمون الوضع في سوريا بعد التوقيع على البروتوكول؟

اجاب: "كما تعلمون فإن تركيا دعمت مبادرة الجامعة العربية، وقد شاركت شخصيا باجتماعات للجامعة في القاهرة والمغرب اثناء التحضير لهذه المبادرة، وقد كانت هناك آلية مشاورات بين تركيا والجامعة العربية التي ندعم مبادرتها. ان البروتوكول بحد ذاته له عدة ابعاد مهمة، منها ارسال المراقبين واطلاق السجناء ونأمل النجاح لكل بنود المبادرة، وتركيا ستبذل اقصى جهودها للعمل على انجاح هذه المبادرة التي هي في الحقيقة مبادرتنا نحن ايضا وسندعمها وندافع عنها وسنراقب تنفيذها".

اضاف: "لكن للاسف اود ان اشير مجددا الى انه حتى بعد التوقيع على البروتوكول قتل المئات من ابناء الشعب السوري وهذا امر غير مقبول. ان التوقيع على البروتوكول يعني ان نكون جاهزين للتعاون والعمل مع الجامعة العربية. ان مهمة الجامعة هي وقف اراقة الدماء وهذه هي المهمة الاساسية الاولى والملحة، ولكن حتى بعد التوقيع لا تزال اعمال القتل مستمرة، ونحن سنتابع هذا الامر عن كثب وسنستمر في التشاور مع الامين العام للجامعة نبيل العربي ومع الشيخ حمد بن جاسم والاعضاء الاخرين في الجامعة العربية. غدا ستتوجه طلائع فريق المراقبين الى سوريا وتركيا ستكون بتصرف الجامعة العربية في ما تطلبه وسنعمل سويا ونأمل ان تتوقف هذه المجازر ليس بأسرع وقت ممكن بل فورا".

الحريري

من ناحيته، قال الحريري: "اولا اود ان اشكر دولة الرئيس ومعالي الوزير على استقبالنا في تركيا وعلى حسن الضيافة. بالتأكيد ناقشنا كل الامور التي تحصل في المنطقة وبالاخص في لبنان وسوريا والعراق، ونحن لدينا وجهة نظر واضحة حيال ما يحصل في لبنان وايضا في سوريا. فيما يتعلق بما يحصل في سوريا، وبعد التوقيع على مبادرة الجامعة العربية او البروتوكول، فقد تزامن ذلك مع تسريع آلة القتل. وكما قال معالي الوزير فإن التوقيع على المبادرة هو توقيع على بنودها جميعا اكان المتعلقة منها بوقف القتل او اطلاق المعتقلين وغيرها، حينها تكون هناك فعليا خطوات ايجابية ولكننا لا نرى هذه الخطوات".

سئل: لكن كان هناك نوع من الاجماع على ايجابية هذه الخطوة؟

اجاب: "برأيي ان الايجابية كانت على اساس ان التوقيع تم من قبل دولة ذات مصداقية على مبادرة عربية، والمشكلة ان البعض، ومنهم الوزير وليد المعلم، فسروا ان التوقيع يتعلق فقط بالمراقبين، ولكن ماذا سيراقب المراقبون؟ سيراقبون وقف القتل والعنف واطلاق المعتقلين والسجناء، من هذا المنطلق ارى انه يجب على سوريا ان توقف آلة القتل هذه. كما ان الامير سعود الفيصل قال بوضوح خلال قمة التعاون الخليجي ان هذا التوقيع ليس محصورا بالمراقبين بل يشمل جميع بنود المبادرة العربية".

سئل: في الشأن الداخلي اللبناني أين انتم من الطروحات المتعلقة بقانون الانتخاب؟

اجاب: "نحن سنتشاور مع حلفائنا في هذا الشأن ويكون لنا موقف واضح منه".

سئل: أي نتيجة لانتخابات ممكن ان تحصل في ظل وجود فريق مسيطر على السلطة في لبنان بقوة السلاح؟

اجاب: "فيما يخص السلاح موقفي واضح وصريح، هناك اليوم من ينادي ببيروت خالية من السلاح، وانا اقول ان لبنان كله يجب ان يكون تحت سيطرة الدولة والجيش اللبناني بالتعاون مع الافرقاء السياسيين. يجب ان يعرف الجميع ان هذا البلد لنا جميعا ولا يمكن لاحد ان يستقوي على الآخر او ان يلغي الاخر، جميعنا لبنانيون ومحكومون ان نعيش تحت سماء واحدة وان شاء الله يتحقق هذا الامر".

سئل: الا يحتاج هذا الى حوار؟

اجاب: "هذا يحتاج الى تطبيق اتفاق الطائف". 

السابق
حايك: لعدم التراخي امام أي محاولة للعبث الامني
التالي
وزير دفاع النمسا جال على جنوده و أكّد استمرار مشاركة بلاده بالـ”يونيفيل”