رئيس بلدية دير قانون النهر الحاج عدنان قصير: النظافة والنظام هما من أولويات العمل البلدي في دير قانون النهر

 الحاج عدنان قصير: نعيش في المجلس في انسجام كامل تحت عنوان إنجاح العمل البلدي
كل الشكر لابن البلدة البار صاحب الأيادي البيضاء الحاج حكمت قصير
قمنا بإنجاز بئر للبلدة وقدمناها لمصلحة المياه من أجل إدارتها
من ستة أشهر ولا زلنا نحن من نقوم بتشغيله ودفع التكاليف المادية

النظافة والنظام هما من أولويات مهام المجلس البلدي لبلدة دير قانون النهر، حيث استطاعت البلدية أن تحول البلدة إلى شبه نموذجية، نظيفة يسودها النظام نسبة مئوية عالية.
في مركز القصر البلدي في دير قانون النهر التقينا الأستاذ عدنان قصير الذي حدثنا عن الأهداف فقال: إن الظروف أوصلتنا إلى سدّة رئاسة المجلس البلدي لبلدتنا جاءت بفضل التحالف بين أكبر كتلتين انتخابيتين في الجنوب (أمل وحزب الله) حيث كان هناك توافق سياسي على التنظيم الانتخابي الذي كان بمثابة راحة للقاعدة الشعبية بشكل عام. وذلك لأن هذا التخالف لم يُلغ القاعدة الشعبية كما تفوّه البعض، لأن نسيج المجتمع مكوّن بمجمله من هذين التيارين، وهذا شكل فرصة مهمة لكسب ثقة الناس وأرخى بظلاله على كاهل المجلس البلدي وحمله مسؤولية إضافية.

انسجام ووحدة
• ماذا عن الأهداف التي أتيتم من أجلها على الصعيد الشخصي إلى المجلس البلدي؟
أنا كنت قد خضت تجارب سابقة في العمل البلدي لعدة دورات. وكان هناك تجاذب سياسي في المجلس وبالرغم من ذلك فإن المجلس البلدي قدم العديد من المشاريع والإنجازات. وإنما عدم الانسجام أدى إلى عدم استثمار الفرص بشكل كافٍ. ولهذا كان هناك رهان من قبل أهالي البلدة على المجلس الجديد. وأقول جئت إلى رئاسة المجلس البلدي بحكم هاجس ضرورة إنجاح هذه التجربة، وأنا أقول في لقاءاتي لأهل البلدة إن أهم مكسب أسعى لاستمراريته هو الانسجام بين أعضاء المجلس وعدم وجود تجاذب سياسي أو عائلي بين أهالي البلدة، وذلك لأنني متأكد أن عدم وجود الانسجام في المجلس لم يثمر إلى نجاح العمل أبداً. وأنا أعتبر أننا حتى الآن نعيش ضمن "حزب واحد" اسمه دير قانون النهر. وأؤكد أن الناس نسيت وجود تيارات سياسية في المجلس وهذه من أهم الأهداف التي وضعتها في خطي وهي الوحدة والتماسك داخل المجلس الذي ينعكس بصورة إيجابية على العمل. وحتى الآن لم نأخذ أي قرار في التصويت قس المجلس البلدي. كل المواضيع تتم بالموافقة بعد النقاشات والحوارات وتنتهي بالاتفاق، وأنا أمثِّل حزب الله ولكن الجميع يعرف أن المنطق السياسي الخاص لا ينطبق على عملي.
• عند تسلمكم رئاسة المجلس وضعتم خطة للإنجازات والمهام التي ستقومون بها، ما هي الإنجازات التي قمتم بها حتى اليوم من برنامج خطتكم؟
انطلاقاً من الركيزة الأساسية لعملنا وهي الإنسان أولاً. وبالطبع بعد الأعمال التقليدية وهي النظافة وغيرها، أردنا أن نعرف حاجات الناس عن قرب. وقمنا بعملية إحصاء شاملة لأهالي البلدة حيث قمنا بإعداد استمارة خاصة جال بها حوالى 80 متطوعاً من شباب البلدة لنعرف احتياجات الأهالي، الصحية الاجتماعية التربوية… وحصلنا على معلومات عن أهالي البلدة. كما أخذنا عدة آراء عن نظرة الناس للبلدية وماذا يريدون منها، وهذا الإحصاء شكّل لنا قاعدة معلومات عن أهالي البلدة وتعرفنا على حاجات الناس، التي كان من أهمها ضبط النظام العام والنظافة فالناس استاءت من الفوضى بعدم وجود الدولة وطلبت الناس من البلدية ضبط "الفلتان" والتسيُّب عند الشباب والتصدي لهذه المواضيع قبل تعزيز البنى التحتية.
ووجود الاوتستراد في البلدة وسرعة السير وعدم الانضباط عند الشباب الذي يعاني البطالة والفلتان يشكلان خطراً وعدم نظام في البلدة… وأنا اول ما قمت به هو توجهي للقوى الأمنية من أجل ضبط الفوضى. وإنما أجبت بأن عديد قوى الأمن المسؤولين عن عدة بلدات في المنطقة لا يزيد عن 12 عنصراً وبالتالي يقتصر عملهم على متابعة الجرائم الكبرى، وعندما وجدت هذا العجز، عملت على سدّ الفراغ بزيادة عدد الحرّاس، وتسجيل المخالفات التي تكمن بالفوضى، ورحنا نسجل المخالفات لأهالي البلدة وغير أهالي البلدة ضمن نطاق بلدتنا بغرامات مالية تدفع أو تحوّل إلى المحكمة، فالبلديات تملك الصلاحيات في هذا الشأن.
• نعم ولكن على رئيس البلدية أن يتجرأ ويطبّقها بعيداً عن تمسكه بالكرسي، ألا ترون أن تطبيق هذه القوانين على الناس ممكن بعدم الرضى من البعض عليكم وبالتالي لا توصلكم للمجلس في الانتخابات القادمة إن لم يكن هناك تحالف سياسي؟
نعم هذا يزعج البعض، وإنما أنا لا أضع في حساباتي الكرسي أبداً. وكل رئيس بلدية يعمل حساب للمنصب والوجاهة لا يصل إلى الأهداف التي تُنشأ البلديات من أجلها وأقول واجهت مشاكل جراء تسجيل المخالفات وإنما استطعنا أن نحد من نسبة الفوضى بنسبة عالية جداً. والفوضى هي من أكبر الآفات التي تهدد مجتمعنا. وأقول للزملاء في البلدات الأخرى أن لا يكون المنصب هو الهدف بل خدمة الناس وراحتهم فالناس قبل الأكل والشرب تريد الهدوء والاستقرار والنظام والفوضى تدمّر كل الإنجازات.
• ماذا عن أهم الإنجازات التي قمتم بها؟
الكهرباء هي أهم مشكلة واجهتنا حيث المحولات والكابلات لم تكن بحالة جيدة. والبلدية تصدت لحل هذه المشاكل بالتعاون مع شركة الكهرباء. يبقى مشكلة التغذية التي نعمل على حلها ضمن خطتنا للعام الجديد. وبالطبع فمن حاجات الناس العامة الماء فقد كانت البلدية السابقة قد بدأت بحفر بئر ارتوازية للبلدة وقمنا نحن باستكمالها على نفقة أهالي البلدة حيث كلّف المشروع حوالى 000 250$. واستطعنا حل مشكلة المياه وفي الوقت عينه قمنا بتحسين المنظر العام للبلدة من حيث النظافة والتشجير والأرصفة وإقامة الحدائق العامة، حيث قمنا بزيادة عمال النظافة والآليات من أجل المحافظة على النظافة التي تتميز بها بلدتنا عن سائر البلدات.

مشروع مشترك
• كيف استطعتم حل مشكلة آفة النفايات وأين يتم جمعها؟
نحن كنا مرتبطين بعمل بلدة "عين بعال" الذي تم تشغيله منذ ثلاثة أشهر. وقبل ذلك كنا نجمع النفايات في مطمر في خارج البلدة مؤقت. حيث حفرنا حفرة كبيرة وكنا نرمي فيها النفايات ومن ثم نقوم بإحراقها وطمرها وهذا كان علاجاً مؤقتاً، واليوم نعمل على مشروع مشترك بين بلدتنا وبلديتا "برج رحال" و"بدياس" وهو إقامة مشروع فرز للنفايات قبل نقلها إلى معمل عين بعال بالتعاون مع مكتب التعاون الإيطالي.
• هل قامت البلدية بمحاضرات أو ندوات توعوية لأهالي البلدة حول كيفية فرز النفايات؟
نعم لقد قمنا بذلك عبر التعاون مع مكتب التعاون الإيطالي وبدأنا هذه التجربة بأحد أحياء البلدة. وسننتقل بهذه التجربة من حيِّ لآخر وموضوع البيئة في البلدة يأخذ حيزاً هاماً واهتماماً كبيراً. وبالطبع نحن نتابع موضوع استكمال مشروع الصرف الصحي الذي تبقى منه قسم صغير كما تابعنا تزفيت الطرقات في الأحياء القديمة… وبالطبع نقوم بعدة نشاطات اجتماعية بالتنسيق الروابط والجمعيات في البلدة كتكريم الطلاب وإحياء المناسبات الدينية والعامة ومساعدة المدرسة الرسمية من دعم مادي للطلاب…
• من أهم الجمعيات الثقافية في البلدة مؤسسة حكمت قصير الثقافية ماذا تحدثنا عنها وما هي أهدافها؟
من فضائل الله على البلدة وجود إنسان خيِّر ومحب لبلدته كالأستاذ حكمت قصير صاحب الأيادي البيضاء الخيّرة الذي قدم للبلدة الكثير. وهذا المركز من بعض الأعمال الخيرية التي قدمها قصير للبلدة ويهدف إلى التنشيط الثقافي والاجتماعي والتوعوي في البلدة. حيث يضم مكتبة عامة ومحترفاً للأعمال اليدوية ومركز أنترنيت مجانياً وقاعات للمحاضرات. ونحن نتعاون مع مدير المركز لتفعيل دوره أكثر. والحاج حكمت قصير إنسان أنعم الله عليه بنعمة الوعي والخير ويمتاز قصير بالإمكانيات المادية والعقلية إضافة إلى أنه لا زال يتابع دراسته الجامعية. وزوجته في الجامعة اليسوعية حيث يدرس علم التاريخ بالرغم من أنه في التسعينات ونحن نحيي العقل والأمل والاطمئنان عند الحاج قصير وهو رمز ومدرسة للناس التي تريد أن تتابع دراستها.
• ماذا عن أهم أهدافكم المستقبلية؟
أود أن أذكر أننا قمنا بترميم العين الأثرية في البلدة. ونعمل على متابعة موضوع النفايات والاهتمام بالبيئة والنظافة العامة وتفعيل الدور الاجتماعي أكثر، حيث سنلامس مشكلة البطالة عند الشباب التي نعتبرها مصدر المشاكل. وسنتابع مواضيع البنى التحتية كالانتهاء من شبكة الصرف الصحي ومياه الأمطار. ومن أهم خطواتنا هي مشروع "التنحيل" ودعم النحالين في البلدة من الاتحاد الأوروبي الذي دفع تكاليف 50% من قيمة المشروع ورعاية المزارعين لمدة سنتين الذين سيحصلون على 50 "قفير" من النحل. وهذا المشروع حصلنا عليه من ضمن 90 بلدية تقدمت بطلب للاتحاد الأوروبي ولم يفز بالمشروع سوى 4 بلديات. والبلدة تمتاز بطبيعة تجارية وزراعية. واستطعنا ان نؤمن معصرة زيتون لتحسين مستوى الإنتاج. ونعمل على التطوير من أجل التعبئة والتصدير. كما نعمل على تنظيم موضوع التجارة وزيادة المرافق التجارية والحيوية واستقدام مؤسسات تجارية هامة للبلدة كالمصارف وغيرها.

الدولة غائبة
• ماذا عن التحديات التي واجهت وتواجه عملكم؟
من أهم التحديات: عدم وجود الإمكانيات المادية بالرغم من وجود أفكار هامة ونوايا صادقة للعمل. وللأسف فالدولة غائبة وأذكر أن البئر التي قمنا بإنجازها قدمنا طلباً لمصلحة المياه من أجل إدارتها وتأمين محطة كهرباء له ونحن نضيع ما بين مصلحتي المياه والكهرباء. ونحن نقوم بتوزيع المياه على نفقة البلدية التي تدفع 12000 ل.ل. بدل مازوت شهرياً في الوقت الذي تأخذ الدولة اشتراكات المياه من الأهالي ومن التحديات عدم تفاعل الناس مع المواضيع البيئية بشكل كافٍ ونحن نبذل الجهد كي تعتاد الناس على الأمور التنظيمية والبيئية. واليوم نحن نعتمد نظام SMS للتواصل مع الناس والتفاعل أكثر من أجل تعريفهم عن إنجازاتنا وتبليغهم بأي نشاط أو خبر…
• كلمة أخيرة؟
العمل البلدي عمل تنموي ورسالي وإنساني وعلى رئيس البلدية أن يعمل من أجل البلدة وليس من أجل الوجاهة أو الكرسي.
 

السابق
رئيس بلدية البرغلية غالب الداوود كل الشكر للكتيبة الكورية على مساعداتها للبلدة
التالي
هل تغيّر «اليونيفيل» قواعد الاشتباك؟