كوابيس بالجملة والمفرّق

كلمة وردّ غطاها. بعيداً من الهذيان والاستهتار بعقول الناس ووعيهم فيما الوقائع تكاد تنطق، هناك مَنْ لا يزال يغار على هذا اللبنان وتفاصيله.
وانطلاقاً من هذه الغيرة ينصحون اللبنانيّين حكومة وشعباً ومراكز قوى بعدم الاستمرار في تقليد النعامة، أو المضي في الحذلقة والفذلكة حيث اصبحت الحقائق في حوزة القاصي والداني على حد سواء.
البلد يعاني مشكلة مزمنة. وتجاهلها أو تجهيلها لا يبعد الأخطار والأهوال عن الجنوب والشمال وكل العشرة آلاف واربعمئة واثنين وخمسين كيلومتراً مربعاً.

ومَنْ يجهل ما يجري ويدور على ضفاف الربيع العربي، وداخل البلدان التي ترضخ لأنظمة الرجل الواحد والقرار الواحد والأمر الواحد، ومنذ ما يحاكي النصف قرن؟
على هذا الأساس يقترحون على القيادات والمرجعيّات وأنصاف الآلهة اللجوء الى المواجهة الصريحة للوضع المتردّي برمته، وبكل التجاذبات والمخاطر التي بدأت تدقّ الابواب والجدران و… الحدود معاً.
آخر لبناني بآخر قرية نائية يحدِّث أهم متزعم أو متألّه عما يحدث في الجنوب، وعما يُحضَّر في الشمال، وعما يجهَّز بقاعاً وجبلاً، وعاصمة أيضاً. فإلامَ هذا التشاطر والتهرُّب وغسل الأيدي، اذاً، بينما الناس كلهم جميعهم يملكون كل وسائل المعرفة والاطلاع، وعن كل فتى باسمه؟ الى هذا كلّه، يبدو أن العزف الصاروخي جنوباً لن يتوقَف تجاوباً مع غضبة وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه، احتجاجاً على متفجرة العشرة كيلو التي استهدفت الفرقة الفرنسية.
وربما الى تطوّر، بالنوع والكمّ والكيف على حدّ سواء. وكلما اشتدَّت الضغوط من داخل ومن خارج على الوضع السوري وإعصاره الدموي.
ولا داعي الى شرح يطول في هذا الصدد. لا من جنرالات الثامن من آذار، ولا من استراتيجيي الرابع عشر منه. فالصورة واضحة، والكوابيس بالجملة والمفرّق.

والشاهد الحسّي العملي يساعد، بدوره، على الاعتقاد ان العزف الصاروخي المنفرد والاوركسترالي لن يتوقف جنوبا، إنما هو الى مزيد من التصعيد والتوسُّع.
وصاروخ ليلة الجنرالات، الذي انطلق من مجدل سلم ليهبط في ساحة حولا التي تحضن نهاراً ثلاثة أرباع أهل القرية، ينضم تلقائياً الى صف الشهود، ويعتلي المنبر ليأخذ مكانه الى جانب المتفجِّرة التي تدخَّلت العناية وحالت دون مبتغى مرسليها.
والكلام الفرنسي عن انعكاس المأزق السوري على الجنوب اللبناني، يلتقي كذلك مع واقع الحال الداخلي، والتشرذم البليغ بين القبائل والطوائف، من دون اسقاط دور الارتباطات والانتماءات والولاءات، فضلاً عن الاحقاد والثارات. 

السابق
خليل: مشروع التغطية الصحية 15 كانون الثاني
التالي
الاخبار: نواب 14 آذار يفسّدون على كنعان