ثماني دقائق لنصر الله على العلن تشغل إسرائيل والعالم

ثماني دقائق من الظهور العلني للأمين العام لحزب الله شغلت لبنان وإسرائيل؛ فبعد تحرير الأسرى في عام 2008، لم يظهر نصر الله أمام الجمهور الذي خرج عن طوره، عاطفياً، في العاشر من محرم. الإجراءات الأمنية التي اتخذها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت طوال الليلة السابقة للمسيرة كانت أقل من المعتاد، وهو ما لم يوحِ بأي شيء استثنائي في المسيرة. لكن نصر الله فاجأ الجميع بظهوره. تحدّث عن المتاح له من الوقت؛ إذ إن مقربين من حزب الله يؤكدون أن الأجهزة الأمنية في المقاومة لا تنصح أبداً بظهور نصر الله علناً، تحاشياً لمنح العدو فرصة معرفة سبل تحركاته، وتالياً، تنفيذ اعتداء عليه. وتشير المصادر ذاتها إلى أن "القطعات الجهادية الخاصة" في المقاومة كانت مستنفرة طوال وقت المهرجان، تحسباً لأي "فعل حماقة إسرائيلي".

في لبنان، كان رد فعل قوى 14 آذار على إطلالة نصر الله كالمعتاد. تحدثت بعض شخصيات المعارضة عن "شعور نصر الله بالارتباك نتيجة ما يجري في سوريا فأراد تعبئة جمهوره".

أما في إسرائيل، فقد كذّبت التغطية الإعلامية ما قاله الناطق باسم الخارجية، إيغال بالمور، لصحيفة نيويورك تايمز، بأن "إسرائيل لم تُعر أي اهتمام" لإطلالة الأمين العام لحزب الله. لكن وسائل الإعلام العبرية كانت حريصة جداً على محاولة التخفيف من وقع ما جرى على الجمهور الإسرائيلي، وخاصة أن قيادة الاحتلال كانت تتباهى بأنها أجبرت نصر الله على التواري منذ الحرب على لبنان عام 2006.

وإطلالة نصر الله، حظيت بتغطية لافتة لدى قنوات التلفزة الرئيسية الثلاث: الأولى والثانية والعاشرة، سواء في مواجز الأخبار أو في النشرات الإخبارية الرئيسية. وتحلّق عدد من المراسلين والمعلقين لإعطاء كل تفسير وتحليل ممكن، يتماشى مع تخفيف وطأة الظهور المباشر.

القناة الأولى الإسرائيلية، التي بثت الإطلالة، وحرصت على ترجمة كل ما ورد فيها، حاولت إيهام المشاهدين الإسرائيليين بأن الكلمة التي ألقاها نصر الله عبر الشاشة، مسجلة مسبقاً، وهو ما أكدته أيضاً القناة العاشرة. وقال مراسلها للشؤون العربية إن «إطلالة نصر الله تزعجنا؛ لأنه لا يحس بالخطر، والسؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا لا تجري تصفية هذا الرجل؟»، سائلاً عن «القناص الإسرائيلي»، الذي لم يضغط على الزناد!

القناة الإسرائيلية الثانية، ركزت على النبرة التهديدية الواردة في كلام نصر الله تجاه إسرائيل، وردتها إلى الواقع المتأزم في سوريا؛ «إذ حاول أن يقول إن حزب الله لا يخشى سقوط الأسد».

اما  الصحف الاسرائيلية فقد ركزت على الاطلالة العلنية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فاعتبرتها صحيفة "هآرتس" أنها نادرة، وهي الأولى من نوعها منذ العام 2008، نتيجة خشيته من محاولة اغتيال إسرائيلية، ولاحظت أن السيد نصرالله الذي كان يتحدث أمام <آلاف المناصرين يعتمد منذ ذلك الحين على الاطلالة عبر الشاشة·
ولفتت الى ان هذه الاطلالة هدفت إلى توجيه رسالة "ثقة" للرأي العام، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد ثورات عدة في المنطقة، ولا سيما في سوريا، التي تشكّل مع إيران قوة حزب الله"·

بدورها أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الى أن اطلالة السيد نصرالله رسالة لكل من يتوهمون باستطاعتهم تهديده أو إخافته· وأشارت إلى أن الجماهير، التي حيّت نصرالله وهتفت له، صدحت بصوت واحد قائلة: <الموت لاسرائيل>·

وذكرت الصحيفة أن نصرالله عاد وأطلّ على الجماهير بعد مغادرته الساحة من خلال كلمة مسجلة، وقد تفاعل مع الحضور بشكل لافت·

 

السابق
الموؤود والمولود
التالي
إعادة النظر فيه