الجيش يضع يده على بقايا أجهزة التجسّس الإسرائيليّة

 بعد ساعات من البحث المُضني الذي كانت تجريه فِرق التحقيق التابعة للجيش، وخبراء التفجير في قوّة الأمم المتّحدة الموَقّتة "اليونيفيل"، وضعت قوى الجيش اليد على بقايا أجهزة التجسّس الإسرائيليّة التي فجّرتها طائرة استطلاع إسرائيليّة، في وادٍ ما بين بلدتي صريفا ودير كيفا الجنوبيتين قبل أيّام.

وعلمت "الجمهورية"، من مصادر أمنيّة أنّه تبيّن من الكشف على المكان أنّ جهاز التجسّس الأساسيّ مثبَّت تحت الأرض، على مقربة من شبكة الاتّصالات التي أقامها "حزب الله"، وهو مزوّد بعشرة صناديق كبيرة تحتوي على بطاريات تغذية كهربائيّة، وعبر كابلات طويلة تمّ وصل جهاز بآخر، مهمّته إرسال المعلومات، وموجّه نحو مزارع شبعا المحتلّة، ومموّه على شكل صخرة، ويبعد عن الجهاز الأوّل نحو عشرين متراً، وقد تمّ تفجيره أيضا من الجوّ في الوقت نفسه.

وللغاية، ضربت عشرات الآليّات العسكريّة التابعة للجيش وقوّات "اليونيفيل"، طوقاً أمنيّاً في محيط المنطقة، ومنعت المواطنين والإعلاميّين من الاقتراب، تحسُّباً من وجود أجهزة أخرى، وقد تمّ ذلك وسط تحليق كثيف للطائرات التجسّسية والحربيّة الإسرائيليّة.

وأفادت مصادر معنيّة في المنطقة الحدودية، أنّه تمّ اكتشاف جهاز التجسّس الإسرائيلي أثناء قيام دوريّة من خمسة عناصر من سلاح الإشارة في "حزب الله"، بالكشف على المنطقة، بعدما تكشّفت لهم بعض الإشارات على خطّ السلكي التابع لشبكة اتّصالات خاصة بهذا الحزب، حول وجود جسم غريب وذبذبات صادرة من المكان، قبل أن تقوم إسرائيل بتفجيره، بواسطة طائرة استطلاع طراز "ام. ك" من الجوّ، ولم يُصَب أيّ من رجال المقاومة بأذى، فيما حلّقت طائرات التجسّس الإسرائيليّة بكثافة في أجواء المنطقة.

وعلّقت مصادر أمنية لـ"الجمهورية"، أنّ وجود هذه الأجهزة يظهر حجم الاعتداء الإسرائيليّ على السيادة اللبنانية، وانتهاكها للقرار 1701، في إطار صراع الأدمغة والاستخبارات.

يُذكر أنّها ليست المرّة الأولى التي تُكتَشف فيها أجهزة استطلاع إسرائيليّة إذ سبقها قيام طائرة تجسّس إسرائيلية بتفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة على الشبكة السلكيّة لـ"حزب الله"، في وادي العنق بين حولا وميس الجبل في العام 2009، ثمّ تفجير عبوة إسرائيلية اخرى في العام 2010 في وادي القيسيّة، كانت مزروعة على شبكة السلكي لـ"حزب الله"، بالقرب من مجدل سلم، وأثناء عملية التحقّق من المكان، تمّ اكتشاف جهاز ثالث مرتبط بالأجهزة المنفجرة. وذكّرت المصادر بأنّ الجيش و"حزب الله"، كانا فكّكا منذ نحو السنة والنصف، جهاز تنصّت إسرائيلي في الباروك، كان مزوّدًا بنظام تشغيل، وينقل المعلومات إلى طائرات الاستطلاع الإسرائيليّة خلال تحليقها في الجوّ. 

السابق
الغذاء سلاح سياسيّ!
التالي
منظومة التجسس في دير كيفا: مموهة بشكل صخرة وموجهة