«ليتر من الضوء» ينير الأحياء الفقيرة

 هذا الكوخ المصنوع من الصفيح هو مدرسة… يدرس تلاميذها معظم الوقت خارجها لأنها تفتقر إلى النور. فمنفذ النور الوحيد في هذه المدرسة هو الباب، وإذا بها تبقى معتمة في النهار كما في الليل فتضيع آثار اللوح والطبشور في الظلام… إلا أنه من خلال قنينة ماء بلاستيكية وفتحة صغيرة في السقف عادت الصفوف لتمتلئ بتلاميذها…
وتأمل اليوم مجموعة من الشباب إنارة الأحياء الفقيرة في كينيا من خلال قنينة بلاستيكية سعتها ليتران مليئة بماء وسائل مبيض. يذكر أن أول من اكتشف القنينة ـ المصباح هو الميكانيكي ألفريدو موزير في العام 2002 في البرازيل. ومذاك استعاض الكثيرون ممن لا يستطيعون تحمل نفقات الكهرباء أو مصادر النور الأخرى مثل الشموع عنها بالقنينة – المصباح.
وعندما تعلق القنينة المليئة بالماء والسائل المبيض في فتحة في السقف، يتوزع نور الشمس في الغرفة، فتوازي كمية الضوء في هذه الحالة مصباح بقوة 50 إلى 60 واط. وقالت المواطنة فيرونيكا وانجيرو (24 عاما) وهي أم لطفلين أن الكهرباء التي تؤمن بطرق غير شرعية، والشموع، والبارافين قد تكون بالغة الغلاء لكثيرين في أحياء كوروغوشو الفقيرة.
وأشارت وانجيرو إلى أن طفليها بعمر خمسة و11 عاما ينجزون فروضهم في الخارج وبسرعة قبل غروب الشمس. أما الآن وبعدما باتت وضعت في بيتها القنينة – المصباح، أصبح بيتها منارا في الصباح وأحيانا في الليل بفضل انعكاس ضوء القمر عندما يكون بدرا. وقالت وانجيرو انه «قبل استعانتنا بالقنينة ـ المصباح، كان أولادي يستعينون بالشموع، إلا أنهم كانوا ينسونها مضاءة في بعض الأحيان ما كان ليؤدي إلى اشتعال المنزل».
ونجح فريق «كوتش هوب» في تركيب مصابيح الماء لأناس مثل وانجيرو، لدرجة أنهم باتوا يعانون لتلبية جميع الطلبات. فقد ركب الفريق أول مئة مصباح مجانا في نيسان الماضي آملين لفت نظر المتطوعين لتوسيع المشروع.
يذكر أن ماتايو ماغالازيا، وهو من الأقلية التي ترتاد الجامعة، اكتشف اختراع موزير على الانترنت العام الماضي وفكر في تنفيذه ثم اتفق مع الجمعية الشبابية «كوتش هوب» بإنارة كوروغوشو. وقال ماغالازيا «نشأت هنا، وكنت أعي أن البيوت معتمة حتى في وضح النهار، فكان يترتب علي أن أقوم بواجباتي الدراسية في الخارج لأنه لم يكن هناك ضوء».
وقال بول جومبي (28 عاما) وهو عضو في جمعية «كوتش هوب» إن الفريق يأمل تركيب مصباح الماء في كل منزل من الأحياء الفقيرة ثم التوسع إلى أحياء فقيرة أخرى في نيروبي، إلا أن المال كان العائق الوحيد أمام هذا التوسع. فإيجاد القنينة البلاستيكية ليس صعبا إنما شراء المادة التي توضع حول الفتحة في السطح الحديدي حيث توضع القنينة هو الغالي الثمن.
يذكر أن البعض لم يتقبل فكرة القنينة المصباح خوفا من تهريب الماء عبر الفتحة إنما تمكن الفريق من إقناعهم من خلال طمأنتهم من هذه الناحية ابتداء من مدير المدرسة.
وانتشرت فكرة موزير في الأحياء الفقيرة في ثلاث قارات على الأقل. وتعمل منظمة غير هادفة للربح في الفلبين على مشروع استخدام القنينة المصباح في مليون منزل في حلول العام المقبل ضمن مشروع «إيسانغ ليترونغ ليواناغ» أي «ليترا من الضوء». 

السابق
الخضار والفاكهة مفيدة للنساء ضدّ السكتات الدماغية
التالي
تعيين كندي وزيراً في إيطاليا!